قبل يوم في موسكو. ورغم الخلافات في علاقة بعدة ملفات إقليمية ودولية إلاّ أن الخلاف الأخير الذي سيطر على لقاء الجانبين كان بخصوص قضية تسميم المعارض الروسي -المعتقل حاليا- أليكسي نافلني.
فقد طرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأول خلال آخر زيارة رسمية لها إلى روسيا ، إخلاء سبيل المعارض أليكسي نافالني لكن بوتين رفض طلبها وقال إن «سجنه غير مرتبط بالسياسة». وقد تزامنت المحادثات بين الجانبين مع الذكرى الأولى لتسميم المعارض السياسي نافالني، وهي الواقعة التي أضرت بشدة بالعلاقات الروسية الألمانية. كما جاءت بينما تستعد ميركل للتنحي بعد انتخابات ستُجرى في الشهر القادم.ونُقل نافالني جوا إلى ألمانيا في العام الماضي بعد تسميمه باستخدام ما خلص الغرب إلى أنه غاز أعصاب ذو استخدامات عسكرية. وترفض موسكو ذلك وتصف الأمر بأنه حملة من الغرب لتشويه سمعتها. وقد دخل نافالني السجن بعد عودته جوا من ألمانيا إلى روسيا.
ويرى مراقبون أن هذا الجفاء في العلاقات بين البلدين يأتي بعد أن اتهمت ألمانيا روسيا بتسميم نافلني على أراضيها، وهي قضية أحدثت أشبه ما يكون بالقطيعة بين موسكو من جهة والغرب من جهة أخرى. وقالت المستشارة الألمانية للصحفيين بعد المحادثات «تحدثنا عن الوضع الكئيب لأليكسي نافالني وقد طلبت مرة أخرى من الرئيس الإفراج عن نافالني وأوضحت أننا سنظل نتابع القضية’’.ورفض بوتين تصريحات ميركل تلك ولم يذكر نافالني بالاسم واكتفى بالإشارة إليه. وقال بوتين إن إدانته «لم تكن بسبب أنشطته السياسية لكن بسبب جريمة بحق شركاء أجانب» في إشارة إلى قضية اختلاس.
ولا يقتصر الجفاء على العلاقات بين موسكو وبرلين فقط بل تواجه العلاقات بين روسيا ودول الإتحاد الأوروبي مطبّات عدة وحالة من الشد والجذب على علاقة بملفات حيوية أرقت العالم ،ضمن ما يعرف بحرب النفوذ التي تجتاح العالم والتي تمخضت عنها سياسات واستراتيجيات وتحالفات جديدة. إذ لا شكّ أن الدور الروسي المتنامي في مختلف القارات العالم كان مقلقا للعملاق الأمريكي ولدول القارة العجوز على حد سواء خاصة في ظل التقارب بين العملاق الروسي والتنين الصيني .
فقد طالب الاتحاد الأوروبي أيضا ولعدة مرات بالإفراج عن المعارض أليكسي نافالني المسجون منذ 17 جانفي المنقضي. كما اتهم موسكو برفض التحقيق في عملية التسميم التي تعرض لها المعارض في أوت، مما دفع الأوروبيين إلى فرض عقوبات على عدة مسؤولين روس.وتبادلت موسكو وثلاث دول أوروبية في الأيام الماضية طرد دبلوماسيين بسبب الخلاف حول قضية نافالني.
جفاء مستمر
آخر تطوّرات العلاقة المتشنجة بين موسكو ودول القارة العجوز هي ملف المعارض الروسي أليكسي نافالني المعتقل في روسيا رغم الرفض والإدانة الدولية على خلفية مواقفه المعارضة للنظام الحاكم في روسيا. هذا التطور في قضية المعارض الروسي قابلته دول الإتحاد الاوروبي بتهديد موسكو بفرض عقوبات تستهدف مسؤولين وشخصيات من أوساط الرئيس فلاديمير بوتين.
وقد فرضت بريطانيا والولايات المتحدة أمس الأول الجمعة عقوبات على أفراد قالت الدولتان إنهم من عناصر المخابرات الروسية المسؤولين عن تسميم نافالني. ولم يصدر عن الكرملين أو من شملتهم العقوبات أي تعليق بعد.كما فرضت واشنطن عقوبات على سفينة روسية وروسيين اثنين بسبب المشاركة في خط أنابيب الغاز نورد ستريم2 الذي لم يكتمل بعد، وذلك بعد فترة وجيزة من قول بوتين إن بناء الخط يوشك على الاكتمال.
الملف الأوكراني
وفي مؤتمر صحفي بعد المحادثات التي استمرت قرابة ثلاث ساعات، قال الزعيمان إنهما ناقشا الأوضاع في أفغانستان وليبيا وقضية خط نورد ستريم2 الذي يمتد من روسيا إلى ألمانيا.وتعارض أمريكا مشروع خط الأنابيب وتقول إنه سيشكل ضربة كبرى لحليفتها أوكرانيا لأنه سيتخطى الدولة التي كانت تاريخيا ممرا لعبور الطاقة إلى أوروبا وفق تقارير إعلامية.
وقالت ميركل إنها حثت بوتين على تمديد اتفاق نقل الغاز مع أوكرانيا وهو اتفاق ينتهي أجله في 2024.وقال بوتين للصحفيين إن روسيا تعتزم الوفاء بتعهداتها بالكامل في ما يتعلق بنقل الغاز عبر أوكرانيا، وهي مستعدة لتمديد اتفاق النقل لما بعد 2024 لكنها بحاجة للمزيد من التفاصيل.
وقد توترت العلاقات بين، بوتين وميركل، سنة 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إذ كان الموقف الألماني رافضا لضم شبه جزيرة القرم لروسيا بعد استفتاء رفضته اغلب الدول الأوروبية وكان سببا في عزل روسيا اقتصاديا وسياسيا عن دول القارة الأوروبية .
وربط مراقبون أزمة روسيا وأوكرانيا آنذاك بتدهور العلاقات والصدام المتكرر بين موسكو والغرب من جهة أخرى ، على علاقة بعدة ملفات بدءا بالاتهامات الموجهة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية و الأزمة بين بريطانيا وروسيا بخصوص قضية محاولة اغتيال جاسوس روسي سابق والتي أخذت منحى أكثر تصعيدا بعد أن اتهمت لندن حكومة موسكو بالوقوف وراء محاولة اغتيال سيرغي سكريبال وابنته .