كيم جونغ أون امس في بيونغيانغ بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية . ورغم أن نتائج القمة كانت ايجابية جدا خاصة بعد موافقة كيم جونغ اون على إشراف مفتشين دوليين على «تفكيك دائم» لمنشآت بلاده الصاروخية الأساسية ، الا ان الشكوك حامت مجددا حول مدى التزام بيونغ يانغ باتفاقياتها الدولية خاصة بعد بقاء اتفاق كيم ترامب الذي تمخض عن قمة أمريكية كورية شمالية غير مسبوقة حبرا على ورق ولم يتم تنفيذ أي من بنوده على الأرض.
كما التزمت كوريا الشمالية بتفكيك مجمعها النووي الرئيسي في ‘’يونجبيون’’، إذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات متبادلة.وقال الرئيس الكوري الجنوبي عقب محادثاته مع الزعيم الكوري الشمالي إن الكوريتين اتفقتا على ضرورة تحويل شبه الجزيرة الكورية إلى «أرض سلام خالية من الأسلحة النووية والتهديدات النووية’’.من جانبه، فاجأ كيم نظيره مون عقب مباحثاتهما في بيونغيانغ، أنه سيزور سول عاصمة كوريا الجنوبية «في المستقبل القريب»، في خطوة ستكون الأولى من نوعها منذ تقسيم شبه الجزيرة الكورية قبل عقود طويلة.
ورغم حالة التفاؤل التي طبعت لقاء الزعيمين، إلا ان اراء بعض المحللين كانت غير مبشرة اذ يرى شق ان عرض كيم جونغ أون تفكيك ترسانة بلاده النووية غير متوقع علما وان الملف المطروح كان سببا في جفاء حاد وعزلة دولية استمرت عقودا طويلة بين كوريا الشمالية وباقي دول العالم .
ويرى متابعون للشأن الكوري ان هذا التنازل الكبير من جانب كوريا الشمالية غير معهود حتى خلال اللقاء المثير للجدل الذي جمع كيم جونغ اون بالرئيس الامريكي دونالد ترامب في الـ12 من جوان المنقضي . وأكد مراقبون أن البيان الصادر لم يتضمن مامعناه أن كوريا الشمالية ستغير موقفها جوهريا فقد كانت مجرد تصريحات واسعة وغامضة.
غموض سابق
يشار الى أن الجدل اثير ايضا بعد الاتفاق التاريخي الذي تمّ التوصّل اليه بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية وذلك في لقاء جمع دونالد ترامب بكيم جونغ اون يوم 12 جوان المنقضي بسنغافورة ، ورغم أنّ الشكوك رافقت الاتفاق قبل التوقيع عليه إلاّ أن المخاوف تزايدت مؤخرا بعد ظهور تقارير تتحدث عن زيادة بيونغ يانغ إنتاجها من الوقود النووي مايهدّد بفشل الاتفاق الذي لطالما سعى اليه الطرفان منذ عقود طويلة .
وأظهرت صور جوية جديدة أعمالا توسعية تجريها كوريا الشمالية في مجمع لصناعة الصواريخ البالستية، في خطوة تُظهر، حسب مراقبين، خداع بيونغيانغ لواشنطن. وقال باحثون أمريكيون في معهد «ميدلبري» للدراسات الدولية، إنهم حللوا صورا التقطتها أقمار اصطناعية تظهر تشييد مبنى جديد في مجمع صناعي بمدينة هامهونغ بكوريا الشمالية، وفقما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال»،. وأكدت نفس التقارير ان هذا ‘’ المجمع معد لإنتاج مكونات الصواريخ البالستية، التي تشكل تهديدا لكوريا الجنوبية واليابان، وحتى لأجزاء من الأراضي الأمريكية كون كوريا الشمالية تنتج صواريخ بعيدة المدى’’.
وحذّر متابعون للشّأن الدّولي أنّ الاتفاق المُبرم بين الجانبين في الـ12 من جوان المنقضي رهين التزام الطرفين ببنوده . ويُعدّ التراجع السمة البارزة للجانبين الامريكي والكوري الشمالي، خاصة وان الرئيس الامريكي دونالد ترامب أعلن قبل ايام من انعقاد القمة الغاءها نتيجة التعنت الكوري الشمالي إلاّ ان جهود الوساطة المبذولة من قبل المجتمع الدولي ساهمت في عقد القمة في الموعد المحدد لها.
يشار الى انّ الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية يتضمن بنودا لنزع السلاح النووي لبيونغ يانغ وهو مايعتبره متابعون ضربا من المستحيل مع العلم ان كوريا الشمالية بدأت برنامجها النووي منذ عقود طويلة غير ابهة بالانتقادات الدولية ولا العقوبات القاسية المفروضة عليها .
إذ اقترحت إدارة الرئيس الأمريكي انذاك ،تفكيك الأسلحة النووية الكورية الشمالية والقذائف الصاروخية في غضون عام واحد وهو مايرى مراقبون أنه اقتراح غير واقعي ومحفوف بالمخاطر. ولئن اعتبر مراقبون هذه الموافقة الكورية الشمالية على بند بهذه الاهمية يأتي مقابل حصولها على ضمانات وامتيازات ضخمة وغير معلنة من ساكن البيت الابيض دونالد ترامب ، فيما يستبعد متابعون رضوخ بيونغ يانغ مشددين على ان موافقتها ماهي إلا تمويه لا غير .وبقي عدم التقدم ولو قيد انملة فيما يتعلق بهذا الاتفاق الكوري الامريكي احد اهم اسباب الشكوك المثارة حول اتفاق يوم امس بين الكوريتين.
ويرى مراقبون أن احتمال فشل هذا الاتفاق بين امريكا وكوريا الشمالية وأيضا الاتفاق الاخير بين الكوريتين قبل حتى الالتزام به سيعد بمثابة فشل دولي مع العلم ان الاجتماعات الدولية والمشاورات الماراطونية المبذولة على صعيد الدبلوماسية الدولية في الآونة الاخيرة هي الاكبر في تاريخ الدبلوماسية الدولية الى جانب مفاوضات الحفاظ على الاتفاق الغربي الايراني بعد انسحاب امريكا.