انطلاق جولة ترامب الآسيوية: بحث الخيار العسكري ضد كوريا الشّمالية والعلاقات بين أمريكا وآسيا

بدأ الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس جولته الاسيوية في وقت تشهد فيه المنطقة توترات على عدّة أصعدة لعلّ أكثرها أهميّة الصّراع في شبه الجزيرة الكورية والتعنّت الكوري الشّمالي فيما يتعلّق بسباق التسلّح النووي الذي تصر على المضي فيه قدما رغم التهديدات والعقوبات الدولية المفروضة عليها. وتعد جولة ترامب الاسيوية التي ستمتد 11 يوما ، الاولى منذ

توليه الحكم في جانفي المنقضي وهو مايزيد من اهمية الزيارة التي يؤكد مراقبون انها تهدف لحشد الدعم الاسيوي ضد بيونغ يانغ وغيرها من الملفات التي تؤرق المنطقة.

وتمتدّ زيارة الرّئيس الأمريكي إلى عدد من الدّول الأسيوية من أمس الجمعة وإلى غاية الرّابع عشر من الشّهر الحالي ، وسط توقّعات بان تكون الجولة مثمرة خاصة وأنّها جاءت في فترة عصيبة تمرّ بها آسيا في ظلّ التوتّرات المتعلقة بكوريا الشمالية. واستهل ترامب جولته بالتوقف في هاواي ثم سيتوجه إلى اليابان، امّا المحطة التالية في الزيارة فستكون الى كوريا الجنوبية. وسيلقي خطابا أمام برلمان البلاد وهي الكلمة التي ينتظرها الرّأي العام الدولي باعتبار انها ستكون حاسمة فيما يتعلق بالنّزاع الامريكي الكوري الشمالي. ومن ثمة سيزور ترامب الصين التي لم تكن علاقة الرئيس الامريكي بها على مايرام منذ توليه الحكم خاصة وان حرب التصريحات تصاعدت بين البلدين منذ فوز الاخير في الانتخابات الرئاسية ، اما الزيارة الرابعة فستكون الى فيتنام قبل التوجه الى المحطة الاخيرة وهي العاصمة الفلبينية مانيلا.

ويؤكّد متابعون للشأن الدولي انّ القضية التي ستكون ذات اولوية قصوى هي النزاع في شبه الجزيرة الكورية والخطوة القادمة التي سيتم التوافق عليها بين الاطراف المعنية أي امريكا كوريا الجنوبية اليابان والصين اذ تؤكد تقارير في الغرض ان الخيار العسكري ستتم مناقشته خلال القمة التي ستجمع الرئيس الامريكي بنظيره الكوري الجنوبي . كما تحمل العلاقة الاقتصادية بين امريكا واسيا اولوية قصوى خلال هذه الجولة خاصة وان المشاحنات كان لها النصيب الاكبر بين الصين وأمريكا منذ تنصيب ترامب وأيضا مع الجانب الياباني مما يجعل الزيارة فرصة لإزالة التوتر بين هذه الدول.

تباحث الخيار العسكري
يشار الى ان التصعيد بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية ، ازداد حدّة ووصل حد تهديد بيونغ يانغ بقصف جزيرة امريكية وهو ماخلّف ردود فعل دولية غربية وعربية منددة ومستنكرة للاستهتار الكوري الشمالي ومؤيدين لفرض عقوبات أشدّ عليها .
ورغم استبعاد اغلب الاراء اندلاع مواجهة مسلحة بين الطرفين نتيجة عدة اسباب استراتيجية وسياسية واقتصادية ايضا، جاء التصريح الاخير لترامب ليجعل الاحتمالات مفتوحة امام خيارات عدة . كما يرى متابعون ان القمة التي ستجمع الرئيس الامريك ونظيره الكوري الجنوبي ستطرح الخيار العسكري للتباحث.
ومنذ اشهر تستمرّ كوريا الشمالية في القيام بتجارب نووية مستفزة بذلك الولايات المتحدة الأمريكية ومتحدية العقوبات الدولية المفروضة عليها ، اذ تؤكد تقارير اعلامية ان بيونغ يانغ تمكنت من تصغير قنبلة ذرية الى الحد الذي يمكنها من تحميلها على احد صواريخها العابرة للقارات وهذا بحد ذاته تهديد لأمن وسلم دول العالم لا لأمن وسلم امريكا فحسب.

احتمالات مفتوحة
يشار الى انّ مجلس الأمن الدولي صوت بالإجماع منذ اسبوع على عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية.ووافقت روسيا والصين -الحليفة والشريكة الاقتصادية للنظام الكوري الشمالي- على هذه العقوبات في خطوة سحبت البساط من تحت اقدام نظام بيونغ يانغ بعد ان كان يستمد القوة من الدعم الروسي والصيني .
فرغم تاكيد الصين مرارا النأي بنفسها عن ايه حرب كلامية بين واشنطن وبيونغ يانغ فقد جاء تصويتها لصالح العقوبات ضد كوريا الشمالية ليقلب الموازين ويجعل من اعادة النظر في الموقف الصيني من الازمة الكورية امرا ضروريا . لكن متابعين يرون ان دعم الصين لفرضية الحرب ضد جارتها مستبعد باعتبار خشيتها من سقوط النظام هناك وماسيحمله انتشار الفوضى من تداعيات سلبية عليها وهي الدولة العظمى اقتصاديا.

ولئن يرى البعض ان اجراس الحرب بدأت تقرع يؤكد متابعون ان الخيار السلمي هو الاكثر ترجيحا باعتبار الانقسام الدولي وخطورة الاقدام على خطوة قد تؤجج الاوضاع الدولية وتؤثر على السلم الدولي.
هذا وتعيش شبه الجزيرة الكورية حراكا عسكريا غير مسبوق تحسبا لاحتمالات مفتوحة قد تصل حد شنّ أمريكا ضربة عسكرية ضد كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل خاصة بعد توجيه ادارة البيت الابيض ضربة عسكرية مفاجئة استهدفت قاعدة عسكرية سورية.ويرى متابعون ان كافة الخيارات تبقى مطروحة على الطاولة بما فيها العمل العسكري .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115