«الباتريوت أكت» الذي سنه الكونغرس في عهد الرئيس جورج بوش الإبن و الذي استعمل في سجن غونتنامو و في سجن أبو غريب في العراق و سجون أخرى.
و قامت الجمعية الأمريكية للدفاع عن الحريات بمقاضاة الخبيرين بسبب مشاركتهما عام 2002 في تخطيط عمليات تعذيب السجينين التنزاني سوانيمان عبد الله سالم والليبي محمد أحمد بن سود اللذين تم الإفراج عنهما فيما بعد و السجين الثالث الأفغاني غول رحما الذي توفي في شهر نوفمبر من نفس السنة بسبب آثار التعذيب. و سوف تبدأ محاكمة الخبيرين في شهر سبتمبر القادم ، أي 15 سنة بعد قيامهما بالعملية.
و كان الخبيران، اللذان أنهيا مهامهما في الطيران الأمريكي، قد ساهما في كتابة «برنامج الاستنطاق المركز» للوكالة الذي تضمن أساليب متعددة اعتبرتها الحكومة الأمريكية خارجة عن القانون الأمريكي الذي يحظر التعذيب. وتم استخدام هذا البرنامج بين 2001 و 2007 ضد 119 سجينا من بينهم 26 أبرياء حسب معطيات وكالة المخابرات. وقرر الرئيس باراك أوباما عام 2009 إنهاء البرنامج دون النداء بمحاكمة من خرق القانون في هذه القضية.
80 مليون دولار مقابل برنامج التعذيب
ومنحت وكالة المخابرات الأمريكية الخبيرين مبلغ 80 مليون دولار مقابل برنامج التعذيب الذي شمل في البداية وجهين بارزين من تنظيم القاعدة وهما خالد شيخ محمد الذي قدم كالرأس المدبر لعمليات 11 سبتمبر وأحد قادة القاعدة أبو زبيدة. و تم فيما بعد تعميم أساليب التعذيب المختلفة على كل السجناء المتهمين بالإرهاب خاصة في أفغانستان و في سجن أبو غريب في العراق. و شاركت بعض الدول مثل بولونيا و أفغانستان وتايلندا و رومانيا و ليتوانيا بإرساء مراكز تعذيب على أراضيها لصالح الـ «سي أي آي» مقابل مساعدات سياسية و مالية. و قال المتهمان أنهما بريئان من التهم الموجهة ضدهما. وصرح بروس جيسن أنهما «جنديين يطبقان ما يطلب منهما». و أكد فكرة أنه شارك صحبة جايمز ميتشال في كتابة البرنامج «لكن الوكالة حرة في تطبيق قراراتها».
تقرير الكونغرس
و كان الكونغرس الأمريكي قد نشر تقريرا حول استخدام وكالة المخابرات الأمريكية التعذيب ضد السجناء في إطار الحرب على الإرهاب بعد أن أذن عام 2009 بتشكيل لجنة تحقيق شامل تحت رئاسة النائبة ديان فاينشتاين. و أثبت التقرير كل الأساليب المخالفة للقانون المستخدمة من قبل الوكالة مثل منع المساجين من النوم و تكبيلهم بالسلاسل و استعمال «الإغراق في الماء» كوسيلة قصوى لنزع الاعترافات و غيرها من المعاملات القاسية و المهينة و اللاإنسانية.
و ذكر تقرير الكونغرس أنه قام بالإطلاع على 4،6 مليون ملف مدة خمس سنوات و نصف للتحقق في ملابسات القضية. واعتبرت رئيسة لجنة التحقيق أن «هذه الممارسات وصمة عار على قيمنا و تاريخنا». و اعتبرت اللجنة أن أساليب التعذيب المستخدمة لم تفلح في الحصول على معلومات و أسرار بل أن المعلومات الأساسية التي حصلت عليها الوكالة تمت خلال التحقيقات الأولية قبل استخدام التعذيب. و فتح تقرير الكونغرس الباب لمقاضاة الخبيرين من قبل الجمعية الأمريكية للدفاع عن الحريات و التي ترجو منه إعادة الاعتبار للسياسة الأمريكية.