باراك اوباما مما اثار انتقادات لفلين وإدارة دونالد ترامب الجديدة بصفة عامة ، وسط اتهامات خطيرة بانعدام الخبرة السياسيّة اللاّزمة للفريق الّذي وضعت بين يديه مهمة ادارة شؤون البلاد السياسية والاقتصادية .
مستشار الامن القومي الامريكي لم يصمد كثيرا اذ اطاحت به مكالمة هاتفية اجراها مع السفير الروسي في امريكا وذلك إثر العقوبات التي فرضها الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما على موسكو. وأوصى مايك فلين خلال المكالمة –التي اجريت يوم 29 ديسمبر الماضي- بعدم اتخاذ موسكو رد فعل على العقوبات التي فرضها أوباما، على اعتبار أنه راحل عن البيت الأبيض، وأن ترامب سيقوم بإلغائها بمجرد توليه الحكم .ورغم ان فلين -الذي يشغل واحدًا من أكثر المناصب حساسية- نفى في بادئ الامر تطرقه الى مسالة العقوبات خلال المكالمة إلاّ انه سرعان ما تراجع عن تصريحاته في خطوة اثارت على مايبدو غضب الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي قال في البداية انه يدعم فلين ، الا انه تراجع عن دعمه بعد ساعات قليلة اتضح بعدها انه تخلى عن مستشاره الذي طالته اتهامات حادة وأثار غضبا واسعا في الساحة السياسية الامريكية .
وكان فلين قد شغل منصب مدير الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، وأقيل من موقعه بعد خلافات نشبت بينه وبين إدارة الرئيس أوباما، واتهم فلين بعدم الاكتراث بتقارير الجهاز الذي كان يرأسه فيما يخص الأوضاع في سوريا. وعرف عن فلين تقربه لروسيا سواء في مواقفه او في وزياراته المتكررة لموسكو. ويعرف فلين ايضا بتعصبه وعنصريته ضد المسلمين .
وكانت المكالمة الهاتفية التي اشعلت غضب الشارع الامريكي السبب الذي اخرج فلين «المتمرد» من البيت الابيض ،وساهمت مرة اخرى في توجيه اصابع الاتهام لروسيا بالتدخل مجددا في شؤون الولايات المتحدة الامريكية . الكرملين سارع الى نفي ذلك مؤكدا ان «استقالة مايك فلين شان داخلي امريكي».
بين ترامب وبوتين
يشار الى ان هذه الانتقادات الموجهة الى روسيا ليست الاولى من نوعها فقد نشرت وسائل اعلام تقارير عن علاقة مشبوهة تجمع ترامب رجل الاعمال والرئيس الـ45 للولايات المتحدة الامريكية بروسيا بعد ان اتهم بتلقيه دعم روسي في الانتخابات مما خول له دخول البيت الابيض ، وانباء اخرى عن الكرملين يمتلك معلومات سرية وشخصية محرجة عن حياة ترامب . فحسب تقارير إعلامية ابلغت أجهزة مخابرات أمريكية ترامب مؤخرا بأن روسيا جمعت معلومات عن حياته الشخصية وعلاقاته التجارية لاعتمادها كوسيلة ابتزاز ضده ، غير أن تلك الأجهزة شددت أيضا على أنه ليس هناك ما يثبت هذه الاتهامات. وانتقد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في أول مؤتمر صحفي له بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وكالات الاستخبارات الأمريكية، قائلا «أنها لا ينبغي أن تنشر تقارير سرية تتعلق بالأمن القومي الأمريكي». ووجه ترامب من جديد اتهامات لإدارة أوباما، قائلا «أنها شاركت في خلق تنظيم داعش الإرهابي»، وفي سؤال حول علاقاته مع روسيا أجاب الرئيس الأمريكي قائلا«ليس لدي أي اتفاقات أو صفقات مستقبلية مع روسيا».
وأضاف ترامب أنه يسعى للعمل مع بوتين في إطار علاقة جيدة، قائلا« إعجاب بوتين بي يعتبر مكسبا وليس أمرا سلبيا»، ولم ينف ترامب تدخل موسكو في الانتخابات الامريكية حيث قال «روسيا اخترقت أنظمة الولايات المتحدة الإلكترونية ولكن دولا أخرى فعلت نفس الشيء».علاوة على ذلك فقد اتهمت روسيا ايضا بالتدخل في نتائج الانتخابات ورسمت –وفق مراقبين- عهد جديدا للولايات المتحدة الامريكية في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب الذي يفتقد للخبرة السياسية.
هذا ويرى مراقبون ان الدور الذي تلعبه روسيا في الادارة الامريكية الجديدة وبداية تفكك فريق ترامب بعد الاقالات او الاستقالات التي طالت في البداية وزيرة العدل ثم مستشار الامن القومي ، بات يطرح اسئلة ملحة حول مدى احترافية فريق البيت الابيض الذي شكله دونالد ترامب وهل سينجح في تسيير شؤون اقوى دول العالم على الصعيد السياسي والاقتصادي ام انّ بوتين سيدلي بدلوه في الداخل الامريكي ؟
هذه التطورات تعيد الى الواجهة الانتقادات الموجهة لفريق ترامب الحكومي الذي يرى متابعون أنه فريق «متهوّر» على اتمّ الاستعداد لتنفيذ برنامج ترامب الانتخابي رغم غرابته .