وهو ما ترك انطباعا سيئا لدى الرأي العام الامريكي وفق تقارير اعلامية . ووجه الملياردير ورجل الاعمال الامريكي انتقادات حادة للصين ولاستخبارات بلاده ايضا حول ما اثير عن علاقته المشبوهة بروسيا.
فحسب تقارير إعلامية ابلغت أجهزة مخابرات أمريكية ترامب مؤخرا بأن روسيا جمعت معلومات عن حياته الشخصية وعلاقاته التجارية لاعتمادها كوسيلة ابتزاز ضده ، غير أن تلك الأجهزة شددت أيضا على أنه ليس هناك ما يثبت هذه الاتهامات. وانتقد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في أول مؤتمر صحفي له بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وكالات الاستخبارات الأمريكية، قائلا «أنها لا ينبغي أن تنشر تقارير سرية تتعلق بالأمن القومي الأمريكي». ووجه ترامب من جديد اتهامات لإدارة أوباما، قائلا «أنها شاركت في خلق تنظيم داعش الإرهابي»، وفي سؤال حول علاقاته مع روسيا أجاب الرئيس الأمريكي قائلا«ليس لدي أي اتفاقات أو صفقات مستقبلية مع روسيا».
وأضاف ترامب أنه يسعى للعمل مع بوتين في إطار علاقة جيدة، قائلا» إعجاب بوتين بي يعتبر مكسبا وليس أمرا سلبيا»، ولم ينف ترامب تدخل موسكو في الانتخابات الامريكية حيث قال «روسيا اخترقت أنظمة الولايات المتحدة الإلكترونية ولكن دولا أخرى فعلت نفس الشيء».
المثير للاهتمام في خطاب ترامب هو تركيزه على الجدل القائم حول علاقته بروسيا والاتهامات الموجهة اليها بالتدخل في نتائج الانتخابات ، وآخرها التقرير الاعلامي الذي خلق ضجة كبرى حول امتلاك روسيا لمعلومات محرجة تتعلق بالرئيس الـ45 للولايات المتحدة الامريكية وتتعلق بالأساس بفضائحه الجنسية التي ظهرت خلال الحملات الانتخابيّة . وانتقدت وسائل إعلام امريكيّة وغربية منح ترامب لهذه النقطة معظم مساحة المؤتمر الصحفي الزمنيّة ،في حين كان مروره مقتضبا حول اولويات ادارته السياسية والاقتصادية .
هجوم ضدّ وسائل اعلام
خلال مؤتمره الصحفي الاول لم يتوان رجل الاعمال الامريكي عن مهاجمة الصحفيين ممن تطرقت وسائل اعلامهم الى الدور المشبوه الذي لعبته روسيا في سير الانتخابات الرئاسية ، وهو مالم يرق لساكن البيت الابيض الجديد الذي كال الاتهامات جزافا لصحفي مانعا اياه من توجيه تساؤلاته .
وقال ترامب للصحفي الذي يعمل لحساب شبكة اخبار مشهورة في أمريكا -والذي كتب تقريرا يوم الثلاثاء عن أن الرئيس المنتخب المنتمي الى الحزب الجمهوري تم إطلاعه من قبل وكالات مخابرات أمريكية بشأن امتلاك عملاء روس معلومات تضر بسمعته- «لن أسمح لك بسؤال». وقال ترامب «أنت (تنشر) أخبارا زائفة.»
الحادثة اثارت جدلا كبيرا في الوسط الاعلامي الامريكي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وتنديدا بسياسة ترامب «الهمجية» تجاه المنابر الاعلامية داعية الى ضرورة الحفاظ على مكسب حرية التعبير في البلاد.
اولويات منقوصة
على صعيد متصل انتقدت وسائل اعلام امريكية عدم تطرق الرئيس المقبل لتصريحاته المثيرة خلال حملته الانتخابية والمتعلقة بالأساس بطرد المسلمين من امريكا ، اذ لم يعلن ترامب تراجعه عن هذه التصريحات إلا انّه ايضا لم يتطرق اليها في خطابه الاول. كما انه لم يتطرق الى التصريحات المندفعة تجاه دول اخرى على غرار التوتر الكبير مع الصين ، اذ يرى ملاحظون ان سياسة ترامب الخارجية «تبدو مهتزة» .
وتطرق مراقبون ايضا الى تصريحات ترامب التي قال فيها «سنضع المصلحة الأمريكية أولا ولكننا سنصل الى أرضية مشتركة مع كل دول العالم» ، هذه كانت اولى كلمات ترامب خلال خطاب الفوز إلا ان مراقبين قالوا ان المؤتمر الصحفي الاول للرئيس الـ45 للولايات المتحدة الامريكية لم يحمّل ايا من هذه المؤشرات الايجابية التي تحدث عنها ترامب، حيث رأى متابعون أن الخطاب لم يكن في مستوى انتظارات مناصريه وأعدائه ايضا ، بل كان خطابا نرجسيا بامتياز.
ولطالما مثلت مشاغل ترامب الاقتصادية والتجارية باعتباره رجل اعمال -قلقا لدى الراي العام الدولي لما يفتقده الرجل من خبرة سياسية ، إلا ان ترامب حاول خلال خطابه التقليل من هذه النقطة قائلا «من الناحية الفعلية أستطيع إدارة الحكومة وإدارة شركاتي في آن واحد إذا أردت ذلك، لكني لا أريد أن أبدو بهذه الصورة».معلنا بذلك تخليه عن ادارة اعماله لأبنائه مقابل تفرغه لرئاسة البلاد.
يشار الى انّ دونالد ترامب هو الرئيس الـرابع والخمسون للولايات المتّحدة سيتولى منصبه رسميا يوم 20 جانفي الجاري، وبالرغم من كل الجدل الذي رافق حملته الانتخابية بسبب مواقفه المثيرة للجدل من قضايا الهجرة والنازحين وغيرها ،إلا انه تمكن من الوصول إلى البيت الأبيض بـ276 صوتا متقدما على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.