تقف مدينة بن قردان على طرفي نقيض لتثقل كاهل حكومة يوسف الشاهد بتحرك احتجاجي يوم الاثنين الفارط، تصاعدت وتيرته من مسيرة ضمت اكثر من 200 شخص، إلى أعمال تخريب وعنف طالت معدات شركة مقاولات خاصة.
تصاعدت أعمدة الدخان السوداء في سماء مدينة بن قردان لتعلن عن دخول المدينة في حالة من التشنج والهيجان لعشرات من القاطنين فيها عمدوا إلى حرق معدات مخصصة لتعبيد الطريق، في تصعيد احتجاجي تقول مصادر أمنية من الجهة أن الناشطين في التهريب هم عماده الأساسي.
احتجاجات انطلقت يوم الاثنين الفارط، بعد مقتل مهرب يوم السبت الفارط برصاص وحدات الجيش التونسي في المنطقة العسكرية العازلة، حادثة أعلنتها وزارة الدفاع التونسية وأكدت أنها اشتبكت مع مجموعة من المهربين استعانوا بمليشيات مسلحة ليبية لتأمين عملية تبادل السلع المهربة عند الساتر الترابي الفاصل بين التراب التونسي والليبي.
اشتباك أكد بلحسن الوسلاتي المتحدث باسم وزارة الدفاع، في تصريح سابق لـ«المغرب» انه جاء بعد مبادرة مجموعة ليبية بإطلاق النار على وحدات الجيش، مذكرا ان وزارة الدفاع نشرت في الشهر السابق تحذيرا بان القوات المتمركزة عند الساتر الترابي سترد بالقوة الرادعة على أية محاولات لاستهدافها من قبل مجموعات مسلحة ترافق مهربين تونسيين، وطالبت بالالتزام بأوامر التوقف وعدم الاشتباك مع الوحدات العسكرية.
مقتل المهرب كان شرارة الاحتجاجات، ولكنه لم يكن محركها الأساسي، وهو ما اكّده عبد الكبير الناشط الحقوقي الذي يعتبر ان أسباب اندلاع هذه الاحتجاجات متعددة ومتنوعة، من بينها مقتل المهرب وسياسة التضييق على التهريب، وهو وفق الكبير مجال نشاط جل سكان المنطقة.
بن قردان الواقعة في الجنوب الشرقي، هي احد ابرز معابر التهريب في تونس وبوابة التجارة الموازية، تشهد باستمرار تحركات احتجاجية كلما تم التضييق على المهربين، واخر تضييق هو الإجراءات التي أعلنت المؤسسة العسكرية عنها، وهي مواجهة أي عدم امتثال للأوامر او محاولة مهاجمة الوحدات العسكرية بالقوة، وقد شرعت في تطبيقه، بعد ان باتت ظاهرة مرافقة مسلحين للمهربين متواترة.
الاحتجاج الذي تطور لاعمال تخريب تستهدف شركة مقاولات، جاء لاعتبار جزء من المحتجين ان الطريق يمثل ....