الأولية ليوم أمس.
اختار رئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد وفريق الاتصال الخاص به ان يتبعوا أسلوبا جديدا في الاتصال السياسي، فالرجل جعل كل خطواته توثق على حساب الـ«تويتر» الخاص به، لينشر تدوينات كان جلها عن انطلاق مشاورات تشكيل حكومته، التي انطلقت اول جلساتها يوم أمس في الثامنة صباحا.
يوم كان حافلا بالنسبة للشاهد الذي التقى فيه بممثلي خمسة احزاب وثلاث منظمات وطنية، وهي الحزب الجمهوري وحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي وحركة الشعب وحزب المبادرة الدستورية وحركة النهضة، فيما كانت المنظمات الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، واتحاد الفلاحة والصيد البحري.
قائمة ضمت أحزابا أعلنت عن رفضها لتكليف الشاهد بترؤس الحكومة وأعلنت عقب لقائها به عن انسحابها من المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية في جوان الفارط، كما ضمت حركة النهضة والمبادرة اللتين يبدو أنهما ستكونان ممثلتين في الحكومة.
رفض المشاركة والنصح
الثلاثي، الجمهوري، المسار، الشعب، خير ان يعلم الشاهد في لقاءاتهم المنفصلة به عن انسحابهم، الذي لم يحل دونه محاولات الشاهد بطمأنة الأحزاب على انه سيكون الرجل المناسب ولا رسائله المعلنة والمبطنة بأنه سيكون رئيسا فعليا للحكومة.
الشاهد الذي طلب من الأحزاب، وفق تصريح زهير المغزاوي لـ»المغرب» بمساعدته واقتراح مرشحين لعضوية حكومته، جوبه بالرفض وتمسك الأحزاب (الجمهوري، المسار، حركة الشعب) برفض الدخول الى الحكومة او ترشيح اي شخص لعضويتها.
هذا الرفض تزامن مع تقديم توصية للشاهد بان يلتزم بما في وثيقة قرطاج من أولويات لان علاقة حكومته مع الأحزاب ستكون محددة بما يقع تنفيذه.
رفض الدخول في الحكومة او اقتراح أسماء تكررت على مسامع الشاهد وهذه المرة من ممثلي المنظمات الوطنية الثلاث، التي اعلنت له انها غير معنية باقتراح أسماء وأنها ستدعم الحكومة ان هي التزمت بما في وثيقة قرطاج من برامج، وانها ستتعامل معها بالملفات.
المبادرة والنهضة
رفض من التقوه تقديم اية قائمة بمرشحيهم او تصورهم لشكل حكومته القادمة، لم يستمر كثيرا فقد وجد الشاهد في حزب المبادرة الوطنية الدستورية أخيرا، من يستمع اليه ويتفاعل ايجابيا معه.
اذ يؤكد محمد الصافي الجيلاني القيادي بحزب المبادرة ان لقاءهم انتهى على توافق بتقديم الحزب قائمة مرشحه لتولي مناصب وزارية، بعد أن انتهت المشاورات على تقديم مقترحات بشأن هيكلة الحكومة القادمة. مقترحات تعهد الشاهد بنقلها إلى فريقه المكلف بهيكلة الحكومة.
نوايا الشاهد بلغت لوفد حركة النهضة، وهي ذات النوايا التي أعلنها للجميع ، لكنه لم يسمع عنها غير ما أوصى به مجلس الشورى، فالحركة أكدت انها ستقدم قائمة مرشحيها كما انها ستظل تراقب سياسات الحكومة، حتي وان كان دعمها غير قابل للسحب.
جلسات لم تكن مخصصة الا لجس النبض واعلان يوسف الشاهد نواياه وتقديم نفسه لداعمي حكومته، في المقابل جست الاحزاب نبض الشاهد لمعرفة الى اي مدى يمكنها ان تستفيد في تشكيل الحكومة القادمة.