حسم النقاش العام بين نواب الشعب عقب إلقاء رئيس الحكومة لكلمته مع بداية الجلسة العامة، مصير الحبيب الصيد في بقائه على رأس الحكومة من عدمه. وقد جزمت كافة الكتل البرلمانية على عدم تجديد ثقتها في حكومة الصيد وسحب البساط السياسي منها. وبالرغم من ذلك فإنّ مكتب المجلس عقد اجتماعا بعد الظهر لحسم المواقف وتنظيمها تحسبا لأي مفاجأة قد تقع. قرابة 10 ساعات من النقاشات المتشابهة والانتقادات والاتهامات من النواب ضد حكومة الصيد، والتصريحات الجازمة بخروج الصيد من بوابة قصر باردو، أفقدت الجلسة العامة التشويق أو أية بوادر عن وجود مفاجأة.
كتلة النداء تلوم الصيد
تدخلات نواب الشعب خصوصا من قبل كتلة حركة نداء تونس كانت جارحة وصارمة بالنسبة لحكومة الصيد، فلم يقبل نواب النداء اللوم الذي توجه إلى البرلمان وبعض الأطراف السياسية من قبل الصيد. حيث ألقت كتلة حركة نداء تونس بلومها على رئيس الحكومة الحبيب الصيد، ساعية في ذلك إلى الرد عليه بخصوص العمل التشريعي والحزبي، حيث اعتبرته قصّر كثيرا في تنفيذ برنامج الحركة، وقال النائب حسن العماري عن حركة نداء تونس أنه كان من المفروض على الصيد أن يشكر حركة نداء تونس التي كلفته بتشكيل الحكومة. وأكد أن قراراته لم تكن جريئة خصوصا في ما يتعلق بالتعيينات التي وصفها بالارتجالية، مشيرا إلى أن مجلس نواب الشعب لم يقصروا إزاء مشروع قانون الانتخابات والاستفتاء لكن رئيس الحكومة لم يف بتعهداته بحل النيابات الخصوصية. وبين أن مجلس نواب الشعب صادق على أكثر من 100 مشروع قانون، لكنها بقيت في الرفوف تنتظر التطبيق كقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وواصل نواب الحركة فأكدت ليلى الحمروني خروج الحبيب الصيد من الحكومة، منددة في ذلك بتصريحات بعض النواب خصوصا من الائتلاف الحاكم الناقدة لمبادرة رئيس الجمهورية في إشارة إلى نواب كتلة حركة النهضة.
تذبذب في مواقف كتلة حركة النهضة
خطاب كتلة حركة النهضة تميز بعدم التوازن وغياب المواقف الموحدة بين الليونة والخشونة حيث قال حسين الجزيري النائب عن حركة النهضة أن ما يعيشه البرلمان اليوم هو موقف محرج كان من الأفضل عدم الوصول إليه. وبين أنه يجب احترام الأشخاص الذين اشتغلوا في الدولة، باعتبار أن تغيير الحكومة لا يعني أن المجلس ضد من يشرف عليها. وأضاف الجزيري أن حضور الحكومة إلى مجلس نواب الشعب لا يمثل عملية لي ذراع بل هو تداول جديد بطريقة عقلانية. لكن في المقابل فإن رأي الجزيري الديبلوماسي لم يكن مثل بقية زملائه كالنائب ناجي الجمل الذي أكد أن رئيس الجمهورية لم يقم بتشريك أحد بل القى بهذه المبادرة معلنا عنها قبل تنزيلها على أرض الواقع. كما اعتبر عدد من نواب الحركة أن هذه الحكومة حكومة فضائح كالنائبة منية براهم ابتداء من إعطاء المخطط التنموي إلى بنك أجنبي، وصفقة اتصالات تونس، وغيرها من الصفقات المشبوهة.
انتقاد لمسار تشكيل الحكومة وبرنامجها
نواب المعارضة بينوا من خلال تدخلاتهم أن المسؤولية لا يتحملها رئيس الحكومة الحبيب الصيد، معتبرين أن الفشل هو....