في الجانب الأمني كثفت قوات الجيش والأمن وفرق مكافحة الإرهاب من المداهمات الليلية والنهارية لمنازل المشتبه بهم وشملت تلك المداهمات أطراف المدينة ومناطق جلاّل الطابعي العامرية الصيّاح والمعمرات والمعهد الثانوي المختلط بعد تلقي معلومة بوجود حركة مشبوهة داخله وأسفرت العمليات المذكورة عن إيقاف عدد من المشتبه بهم لم تتوفّر بخصوصهم أيّ معلومة إلى ذلك باشر أمس مركز حرس المرور عمله بعد إغلاقه منذ يوم الاثنين الفارط مع إجراءات وقائية.
من جانبها شهدت البناءات الرسمية وغير الرسمية المرتفعة في المدينة انتشار عناصر أمنية فوق أسطحها وغلق الشوارع القريبة من المواقع الحساسة مثل منطقة الأمن الوطني ومنطقة الحرس الوطني والمعتمدية هذا في ما يتعلق بالوضع الأمني داخل المدينة وضواحيها لكن اللافت أمس هو اتجاه طائرة حربية إلى الشريط الحدودي الشرقي وذلك للمرة الثانية خلال 48 ساعة الماضية. معلوم أن أطرافا ليبية حاولت خرق الشريط الحدودي أول أمس كما قامت عناصر مسلحة بنوع من الاستفزاز للقوات العسكرية من مسافة بعيدة.
كما شهدت المناطق الليبية المجاورة للحدود تمدد وتوسّع تنظيم داعش الإرهابي في اتجاه منطقة الزنتان وانتشرت مساء أمس أخبار مفادها عزم داعش ليبيا على مهاجمة منفذ الذهيبة ووزان الليبية لكن مصادر أمنية تونسية نفت لـ»المغرب» صحة تلك الأخبار مؤكدة تواصل غلق المعبر ويقظة وتأهب قوات الجيش وحرس الحدود وشرطة الحدود والديوانة تحسبا لأي طارئ.
العطش والجوع يوقع بالإرهابيين
أظهرت تفاصيل وملابسات القبض على عدد كبير من الإرهابيين الفارين من مسرح المواجهات داخل مدينة بن قردان وبعد الإبلاغ عنهم من طرف المواطنين أن أحد أسباب وقوعهم في قبضة الأمن والجيش هو عامل العطش والجوع مثلما جرى في واقعة القبض على مجموعة إرهابية بمنطقة الشهبانية وواد الربايع بما يعكس غباء وانعدام الخبرة لدى الإرهابيين فهم يفرون من الجيش والأمن ليقعوا بعد ذلك في قبضة المواطنين.
الإفراج عن طبيب موقوف
علمت «المغرب» أن الطبيب «ن.ش» وبعدما تم القبض عليه بشبهة العلاقة بالعملية الإرهابية بن قردان قد تم الإفراج عنه أول أمس. يشار إلى أن المعني قد تم إيقافه عديد المرات خاصة في فترة حكم الترويكا بتهمة الضلوع في عمليات تسفير الشباب التونسي إلى مواقع التوتر مثل العراق وسوريا وليبيا.
افتتاحية جريدة لوموند
الغرب لم يستوعب أن مساعدة تونس ماليا واقتصاديا تعد أولوية في مكافحة ما يسمى بتنظيم «داعش» الارهابي
تحت عنوان «تونس، الاوروبيون يفقدون بصيرتهم» نشرت جريدة لوموند الفرنسية يوم الخميس افتتاحية تطرقت فيها إلى العملية الارهابية التي استهدفت مدينة بن قردان يوم 7 مارس 2016.
وقالت في هذا الصدد أن الدرس من عملية بن قردان واضح وهو أن الحكام الاوروبيين لا فقط لم يقدروا الخطر الاستراتيجي الذي يمثله ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية والذي أصبح الآن على الأبواب الشرقية لأوروبا بل وأيضا لا يعتزمون تعبئة الموارد اللازمة للقضاء عليه.
وأضافت الافتتاحية أن الغرب تأخر في مساعدة تونس في تركيز منظومة الكترونية لمراقبة الحدود مشيرة إلى أن تونس هي البلد الوحيد الذي نجح في تجربته الديمقراطية وهو يواجه اليوم صعوبات اقتصادية جمة على غرار بطالة الشباب وظاهرة اللامساواة المتنامية.
كما ورد في الافتتاحية أن الغرب لم يستوعب أن مساعدة تونس ماليا واقتصاديا هى أولوية في مكافحة ما يسمى بـ«داعش» الارهابي قائلة في هذا الصدد هناك موارد مالية هيكلية يسندها الاتحاد الاوروبي لأعضائه من أوروبا الشرقية بشكل شبه آلي وكان حري به توجيهها إلى تونس وذلك في مصلحة الاتحاد الاوروبي.
وتابع كاتب الافتتاحية ان تصور عملية جوية كبيرة ضد الارهابيين في ليبيا في ظل الوضع السياسي الراهن والمفكك لن يزيد إلا فوضى على الفوضى القائمة وهو سبب إضافي لاعتبار الجبهة التونسية أولوية مطلقة للاتحاد الاوروبي.
أين التعبئة الاستثنائية العمومية والخاصة لفائدة الشعب التونسي؟ متى يعقد مجلس أوروبا اجتماعا يخصص لتونس تتبعه ندوة للمستثمرين الاوروبيين؟ هل يجب انتظار عمليات أخرى كعملية بن قردان؟ أسئلة طرحها صاحب الافتتاحية مختتما بالقول ان فقدان الاوروبيين لبصيرتهم تجاه ما يحدث في تونس أمر محزن ومحبط.
والد إرهابي :
لن أتسلم جثة ابني وأطلب من الشعب التونسي أن يسامحني
أكد علي المليلي والد أحد الإرهابيين والذي قضت عليه وحداتنا الأمنية والعسكرية في بن قردان أمس أنه يرفض تسلم جثة ابنه التي تمكن من التعرف عليها من خلال صور تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال المليلي وهو أصيل طوزة من ولاية المنستير «أطلب السماح من الشهداء ومن عائلاتهم ومن كل الشعب التونسي» وأترحم على كافة الشهداء من المؤسستين الأمنية والعسكرية والمدنيين.
سيدي بوزيد:
عنصران مسلحان يسلبان مواطنا سيارته وهاتفه الجوال ويعنفانه؟!
اعترض مواطنا أصيل معتمدية المزّونة من ولاية سيدي بوزيد بينما كان عائدا إلى منزله ليلة الجمعة، عنصران مسلحان وتحديدا بمنطقة الدوارة، وتحت تهديد السّلاح أرغماه على نقلهما على متن سيارته إلى ولاية قفصة.
وعندما انطلق بهما وبعد أن اجتاز مسافة 6 كيلومترات اعترضتهم سيارة أخرى تبين أنها تابعة للشخصين المسلحين، فتم الاعتداء على المواطن وقاما بتقييده وافتكاك هاتفه الجوال وسيارته ولاذا بالفرار.
وقد تم صباح أمس التفطن للمواطن مقيدا وتم نقله إلى المستشفى المحلي بالمزونة لتلقي الاسعافات اللازمة، ثم بعد ذلك تم نقله إلى منطقة الحرس الوطني بالرقاب لمزيد البحث والتحقيق في الحادثة.