باتت الأجهزة الأمنية والعسكرية التونسية اليوم تعلن صراحة أنها تمتلك معرفة دقيقة بالجماعات الإرهابية التي تقاتلها منذ أربع سنوات تقريبا، هذه المعرفة التي تشمل فهم الهيكل التنظيمي الذي تواليه المجموعات الإرهابية وفهم كيفية انتشارها والانقسامات بينها بتحديد بصمتها التي تخلفها اثر كل عملية إرهابية او مواجهة أمنية.
بنك من المعطيات جمعته الأجهزة التونسية في سنوات حربها التي انطلقت من مواجهة كتيبة مسلحة «كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية» الموالية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب في جبال الشعانبي بالقصرين بالتوازي مع مطاردة أتباع تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي المحظور منذ أوت 2013، إلى محاربة أكثر من عدو لهم ذات التوجه الإرهابي، وهو إقامة إمارة في تونس.
هذا العدو الذي يتمثل في ثلاثة تنظيمات إرهابية بالأساس، وهي تنظيم القاعد ببلاد المغرب التي تواليها كتيبة عقبة بن نافع، وجماعة جند الخلافة وطلائع جند الخلافة الموالين لتنظيم داعش الإرهابي، وجماعة التوحيد والجهاد التي لا تتبع أيّا من التنظيمين السابقين.
أولى الجماعات الإرهابية التي تواجدت في الساحة التونسية كانت كتيبة عقبة ابن نافع بتفرعاتها، وهي الكتيبة التي بايعت تنظيم القاعدة وارتبطت بالتنظيم الإقليمي القاعدة ببلاد المغرب ونشطت في تونس منذ 2012 بشكل صريح. وهو تاريخ دخول تونس الحرب على الإرهاب، التي كبدتها 161 شهيدا وأكثر من 230 جريحا بين عسكريين وامنيين ومدنيين.
يومها كانت المعطيات المتوفرة لأجهزة الأمن غير كافية لتحديد من تحارب، قبل ان يتضح لها بعد سنة هوية التنظيم وهيكلته ومناطق انتشاره في الجبال الغربية التونسية، ليقع تحديد نقاط تمركزه وهي بجبال السمامة والشعانبي بالقصرين، جبال واد مليز بجندوبة وجبال الحريش بالكاف والمغيلة بسيدي بوزيد.
لكن هذه الخارطة تغيرت بدخول تنظيم «داعش» الإرهابي للساحة التونسية، ليصبح للتنظيم مجموعات موالية له إما انفصلت عن كتيبة عقبة ابن نافع او استقطبت ممن تبقى من أتباع تنظيم أنصار الشريعة المحظور، لتصبح نقاط تمركزها الأساسية هي جبال الحريش في الكاف والمغيلة في سيدي بوزيد.
هذا الانتشار الجديد أعلن عنه مصدر امني لـ«المغرب» شدّد فيه على ولاءات المجموعات الإرهابية المتمركـــزة في جبال ولاية جندوبة والقصرين اين توجد كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في حين يتمركز التنظيم الإرهابي الموالي لـ«داعش» في الحريش والمغيلة، مناطق تحرك تنظيم جند الخلافة.
إعادة ترتيب خارطة تحرك المجموعات الإرهابية لم يكن منحصرا على.....