على المدينة أجواء امتزج فيها الحزن بالفرح والبكاء بالزغاريد وعلا فيها صوت واحد هو صوت الوفاء للشهداء في رسالة من أبناء المنطقة الذين حضروا بالآلاف مستقبلين الجثامين بالمستشفى الجهوي قبل أن يشيعوا شهداء الوطن الى مثواهم الاخير بمقبرة المدينة.
ورافق موكب تشييع جثامين الشهداء التي حملتها سيارات اسعاف تابعة للحماية المدنية وللصحة العمومية تواجد أمني كثيف من المستشفى إلى منازل الشهداء وصولا الى مقبرة سيدي خليف التي خصص لهم داخلها مكان أطلق عليه اسم روضة شهداء 7 مارس.
شيعت عائلات الشهداء أبناءها بكل لوعة غير أن مشاعر الاعتزاز والنخوة كانت أكبر. فعائلة الجريء التي قدمت شهيدين لسعد وعبد الكريم تحدث شقيق أحدهما قائلا ان ما حصل لن يزيدنا إلا حماسا لاقتلاع الجرذان من جحورها مضيفا أن تواجد اهالي بن قردان يغنينا عن أي حضور من قبل الحكومة. وبنفس هذا الصبر قال عمر عبد الكبير أخ الشهيد عبد العاطي ان بن قردان لها الآلاف من أمثال هؤلاء الشهداء سيقفون أمام هذه المجموعات التي تريد أن تشتت البلاد مضيفا الدم رخيص أمام تراب بلادنا وعلمها. وتابع يقول الجميع سيكون مشروع فداء وشهادة في سبيل هذا الوطن ومن أجل اجتثاث هذه المجموعات من جذورها.
من ناحيته قال محمد المنصوري شقيق الشهيد حسين المنصوري ان بن قردان قدمت هذه الحصيلة وستقدم أكثر في سبيل أمن البلاد مشددا على أن الارهاب لا مكان له ببن قردان.
ولئن كان الحضور الجماهيري كبيرا وحاشدا الا ان الحضور الرسمي الحكومي كان غائبا واقتصر على وفد برلماني أغلب المواطنين لم يرحبوا به بل اعتبروا أن حضورهم لا يعنيهم وأن غيابهم أفضل فبن قردان لم يعيروها يوما اهتماما لا فى التنمية ولا في مثل هذه المناسبة التي تشرف تونس وستفتخر بها كل الاجيال حسب قولهم.
ودعا المتحدثون الى وحدة الصف الوطني والابتعاد عن بث الفتن عبر المنابر التلفزية مشددين على دعوة أبناء المنطقة الى عدم التستر على الارهابيين الجبناء الذين قضوا على خيرة أبنائهم .
واعتبر الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير الذي عبر عن الاعتزاز بالجنازة المهيبة التي حظي بها شهداء بن قردان أن مدينة بن قردان بأهلها حضرت هذه الجنازة المهيبة مقابل غياب المسؤولين مؤكدا أن ذلك لن يحبط عزائم أبناء المنطقة لان المعركة التي يخوضها اليوم أبناء بن قردان وكل التونسيين هي معركة من أجل حماية البلاد وأمنها وحتى لا ترفرف بهذا البلد سوى راية تونس. يذكر أنه حل أمس ببن قردان 9 نواب جاؤوا بصفتهم البرلمانية منهم نواب من الجهة وآخرون.
واعتبر أحد أعضاء الوفد النائب حسين الجزيري أن النواب جاؤوا للقيام بواجب التعزية وللتضامن مع أبناء المنطقة في الحرب على الارهاب.
أما النائب سالم لبيض فقد ثمن الدور الهام والبطولي لأهالي بن قردان في إجهاض امكانية اقامة امارة لتنظيم داعش المجرم. واعتبر أن بن قردان مستهدفة لأنها منطقة قريبة من الدواعش الارهابيين فى ليبيا يعتقد البعض انها منطقة رخوة للانطلاق منها الا أنها أثبتت أنها قادرة على إعطاء دروس لبلدان أكثر قوة وفشلت.
وحضر الوجه السياسي أحمد نجيب الشابي بصفته مواطنا للقيام بالواجب تجاه هذه المنطقة التي قامت بالواجب مضيفا أنه من الواجب اليوم أن ترفع عن هذه المنطقة المظلمة التي تعرضت إليها وأن تلتفت إليها الدولة برصد استثمارات لفائدتها حتى يلمس أهلها أنهم تونسيون وفق تعبيره.
ولاية قابس
تشيع شهداءها في جنازات مهيبة وسط هتافات «لا اله الا الله والشهيد حبيب الله»
شيع امس الأربعاء اهالي معتمدية الحامة من ولاية قابس جثمان شهيد الوطن من طلائع الحرس الوطني محمد عفيف الذي استشهد دفاعا على الوطن في المواجهات مع المجموعات الارهابية في بنقردان، الى مقبرة الشهداء بوسط مدينة الحامة باشراف الحرس الوطني مع حضور باقي التشكيلات الامنية.
وقد حضر الالاف من الاهالي منذ الصباح الباكر وصور الشهيد محاطة بالعلم المفدى ، في انتظار جثمانه حيث سمعت زغاريد النسوة وهتافات المشيعين المنددة بالإرهاب والممجدة لأبطال المؤسستين الأمنية والعسكرية رغم الحسرة باعتباره شابا في مقتبل العمر عرف بدماثة اخلاقه فضلا عن كونه الوحيد لدى والديه هذا وعبر الاهالي عن استعداد الحامة لمزيد تقديم شهداء لهذا الوطن والتصدي لاعداء الحياة والوطن وتمت تلاوة الفاتحة على روح الشهيد في خشوع وتابينه «نحن لا نودع ميتا بل نودع حيا .. نقول لاهله وزملائه لا تحزنوا ..نحن الان نزف شهيدا..» ..اما والد لشهيد السيد علي عفيف فعبر بالقول:» الناس تبحث عن الشهادة ..الحمدلله قدمنا شهيدا للوطن..»
وبمنطقة مطرش شيع امس الاربعاء اهالي مدينة قابس في مسيرة حاشدة شهيد الوطن والمؤسسة العسكرية الشهيد عبد الباسط المري الى مقبرة مطرش حيث خرج أهالي الجهة من جميع الاعمار والفئات الاجتماعية نساء ورجال واطفالا باتجاه المقبرة ورفرف العلم الوطني عاليا مع التاكيد على وجوب التصدي للارهاب وان لا مكان للارهابيين في تونس ..أطفال مدرسة مطرش كانوا يهتفون « تونس تونس حرة حرة و الإرهاب على برة» كما تم وفي جنازة مهيبة حضرها الالاف تشييع جثمان شهيد المؤسسة الامنية عبد السلام السعفي بمنطقة بوشمة..
قفصة
تشييع جثمان شهيد الحرس الوطني بولعراس رداوي إلى مثواه الأخير
شيعت عائلة شهيد الحرس الوطني الملازم أول بولعراس رداوي أمس في أجواء من الحزن والالم وفي جنازة مهيبة جثمان ابنها إلى مثواه الأخير بمقبرة «فج المروة» الواقعة بقرية القوسة بمعتمدية السند من ولاية قفصة بحضور عدد هام من أهالي مدينة السند ومن قريته ومن القرى والتجمعات السكنية المجاورة.
وكان في استقبال جثمان الشهيد الذي أقلته من المستشفى المحلي بالسند إلى منزل والديه بنفس المدينة سيارة تابعة للحرس الوطني عدد كبير من سكان المدينة ومن قرية القوسة ومن جيرانه وزملائه وأفراد عائلته الذين عبر عدد منهم عن فخرهم بالشهيد وعن رفضهم لآفة الارهاب التي تهدد أمن البلاد واستقرارها.
وحملت سيارة تابعة للحرس الوطني النعش وهو مغطى بالعلم الوطني انطلاقا من منزل والديه بحي الزيتونة بمدينة السند مرورا بالشارع الرئيسي للمدينة وصولا الى مقبرة القرية أين ووري الثرى.
ورفع مشاركون في الجنازة الاعلام الوطنية وصورا للشهيد مرددين شعارات تعبر عن وفائهم لدماء شهداء الوطن وعن رفضهم المطلق للارهاب وعن دعمهم للمؤسستين الامنية والعسكرية في مكافحتهما للارهاب.