وقد اكد هذا التقرير على تطور الاشعارات حول تهديدات الالعاب الالكترونية الخطرة على الاطفال.
حذرت امس كل من وزارة تكونولوجيا الاتصال ووزارة المرأة من خطر استعمال الاطفال للألعاب الالكترونية الخطيرة لما تمثله هذه الالعاب وتحديدا لعبتا «الحوت الازرق» و«مريم» من تهديد على حياة الاطفال بعد ان اقدمت في الأيّام القليلة الماضية طفلة قاصرة على الاعتداء العنيف على أحد أطراف جسدها حتى يتسنّى لها العبور إلى المستوى التالي من إحدى الألعاب الالكترونيّة.
وقع بعض الأطفال ضحايا لاستخدام الألعاب الالكترونيّة الخطيرة على شبكة الأنترنات، وتكرر ذلك ما يعتبر دليلا على خطورة هذه الألعاب وتحديدا لعبتا «الحوت الأزرق» و«مريم» وتهديدا لمصلحة الطفل فضلا عن تداعيّاتهما السّلبيّة على نفسيّة الطّفل وسلوكه وسلامته الجسديّة، والدّفع به نحو سلوكات محفوفة بالمخاطر تؤدي أحيانا إلى الانتحار.
وذكرت الوزارتان بأنّ هذه الألعاب تستدرج الأطفال وتُغرّر بهم حيث تبدو ظاهريّا بسيطة إلاّ أنها في الواقع تعتمد على أسلوب التحدّيّات لإنجاز مهمّات معيّنة وذلك تحت التهديد والإكراه في حال رفض مواصلة التّحدّي، وقد تسببت هذه الألعاب في هلاك مئات الأطفال في العالم خلال السنوات الأخيرة ويمكن هنا ان نذكر بالطفل البالغ 8 سنوات في الجنوب الذي انتحر بسبب لعبة الحوت الازرق واخر بزغوان يبلغ حوالى 13 سنة بسبب نفس اللعبة في 2018 وطفلة من المنستير ...
وحذرت الهياكل المعنية الأولياء من مخاطر الألعاب الالكترونيّة على الأطفال وأهمّية الإحاطة والتأطير والمراقبة للأطفال لضمان استعمالهم الآمن للأنترنات خصوصا في فترة العطلة المدرسيّة التي يكثر فيها استعمال الأطفال للأنترنات، وتعمل وزارة تكنولوجيّات الاتّصال على إرساء الآليّات المناسبة لمنع النفاذ إلى الألعاب والمواقع الالكترونيّة الخطيرة بجميع المؤسسات العموميّة ذات الصّلة بالأطفال.
وتعمل هذه الالعاب على استدراج الاطفال للدخول إليها والإنصهار في طابع التحدي الذي تتسم به، حيث تحول إلى إدمان ينتهي بهم في الكثير من الأحيان إلى العنف والقتل والانتحار من خلال أوامر إفتراضية تؤثر في سلوكهم وتسيطر على عقولهم، لذلك من الضرورى تركيز آليات المراقبة التقنية والتثبت من محتوى كلّ لعبة إلكترونيّة والتحذيرات المرافقة لها قبل إتاحتها للأطفال. إضافة إلى ضرورة التحاور مع الأطفال وترشيد إبحارهم على الأنترنات واستعمالهم للألعاب الإلكترونية التربوية والترفيهية والابتعاد عن الألعاب ذات الصبغة العنيفة.
هذا بالاضافة الى التهديدات الاكترونية او عبر الفضاء الاكتروني، هناك تهديدات اخرى يتعرض لها الاطفال حيث اكد التقرير الاخير لمندوبي حماية الطفولة ان عدد عدد الأطفال المتعهد بهم من قبل مندوبي حماية الطفولة بلغ 11789 تعهدا في جميع الولايات من جملة 17069 إشعارا واردا سنة 2021 أي بنسبة 69 %. وذكرت وزارة المراة انه تم تسجيل ما يزيد عن 20 ألف اشعار خلال السنة الجارية والى حدود 15 ديسمبر.
اللافت للانتباه ان العائلة هي المصدر الأول للإشعارات حول حالات التهديد المسلطة على الطفل بنسبة 58 بالمائة، وانّ أغلب التهديدات التي يتعرض لها الطفل ويتم الاشعار حولها تقع في الوسط الأسري بنسبة 60 بالمائة من مجموع الإشعارات، وأنّ نسبة الإشعارات المتعلّقة بعجز الأبوين وتقصيرهما في الرعاية والتربية بلغت 50,9% سنة 2021، فيما قُدّرت نسبة اعتياد سوء معاملة الطفل بـــ 22.3% سنة 2021.
و حسب تقرير مندوبي حماية الطفولة، بلغت الإشعارات المتعلقة بالعنف المعنوي سنة 2021 نسبة 42 بالمائة والعنف الجسدي 41 بالمائة والعنف الجنسي 17 بالمائة، و على مستوى الجنس فإنّ الذكور هم أكثر عرضة من الإناث للعنف الجسدي بنسبة 47 بالمائة سنتي 2020 و2021، فيما تتعرض الإناث أكثر من الذكور إلى العنف الجنسي بنسبة 24% خلال نفس الفترة، أمّا العنف المعنوي فقد سجل نسبا متقاربة بين الجنسين بمعدّل 42 بالمائة.