بمناسبة يوم العلم: في أسباب الانقطاع المدرسي وضعف الحلول

ينظم منذ اوائل السبعينات، نذكر بعدد المنقطعين عن الدراسة مبكرا سنويا وأسباب هذه الظاهرة المتفاقمة امام العجز عن ايجاد حلول جذرية لها لمنح فرص اكثر لهؤلاء الاطفال.
وقد بلغ عدد المنقطعين عن الدراسة في الموسم الدراسي الماضي حوالي 69 ألف تلميذ وفق تصريحات وزير التربية خلال الاطلاع على سير امتحانات بكالوريا 2022 وبلغ في سنوات سابقة قرابة مائة الف منقطع عن الدراسة سنويا في ظل عدم ايجاد حلول امام هذه الظاهرة خاصة وان حوالي 30 الفا منهم لا ينخرطون في التكوين المهنى ولا يتحصلون على فرصة عمل هذا وتختلف النسب من ولاية الى اخرى وفق المسح الاخير للمعهد الوطنى للإحصاء حول نظرة السكان في تونس الى الامن والحريات والحوكمة المحلية -الصادر في شهر جويلية 2022
الفشل ..العزوف ..عدم تحمل المصاريف
اولا بالنسبة لانقطاع المدرسي لدى الذكور ، اشارالمسح الى ان 22.8 % من السكان الذين لديهم ابناء ذكور انقطعوا عن الدراسية وتبلغ هذه النسب اقصاها في الشمال الغربي -31.9 %-، ويعود سبب الانقطاع اساسا الى الفشل في الدراسة بنسبة 50.6 % كذلك العزوف التام عن الدراسة بنسبة 40 % ثم عدم قدرة الاسرة على تحمل المصاريف.
ثانيا وفي ما يخص ظاهرة الانقطاع المدرسي لدى الاناث ، فقد صرح ان 13.5 % من السكان الذين لديهم بنات ينقطعن عن الدراسة وتبلغ هذه النسب اقصاها في الوسط الغربي والجنوب الشرقي حوالي – 18 %- ويعود سبب الانقطاع بالأساس الى الفشل في الدراسة ولنفس الاسباب الاخرى لدى الذكور .
النفقات المدرسية ليست في المتناول
كما افرزت نتائج المسح الوطنى ان 19.9 بالمائة من السكان ممن لديهم ابناء او من هم في كفالتهم يدرسون بالمدارس الابتدائية العمومية ، وقد عبر 71.7 % من بينهم عن رضاهم على الخدمات المسداة من طرف هذه المؤسسات في المناطق التى يقطنونها وقد كانت هذه النسبة تمثل 72.6 % من خلال مسح 2017 و63.8 % سنة 2014 .
كما افاد ان 59.7 % من السكان الذين في كفالتهم ابناء يدرسون بالمدرسة الابتدائية العمومية ان نفقات المدرسة – ترسيم وكتب وادوات مدرسية والنقل – ليست في المتناول وترتفع هذه النسبة خاصة بإقليم الوسط الغربي – حوالي 78.5 % – كما صرح 16.2 % انه لا يمكن الوصول الى المدرسة في اقل من نصف ساعة وترتفع هذه النسبة باقليم الشمال الغربي والوسط الغربي على التوالي 29.7و25.9 % .
وفيما يتعلق بالمدراس الاعدادية والمعاهد الثانوية صرح 18 % من السكان ممن لديهم ابناء يدرسون بالمدارس الاعدادية العمومية او المعاهد الثانوية عبر 63.7 % من بينهم عن رضاهم عن الخدمات المسداة من طرف هذه المؤسسات ، ومن جهة اخرى افاد 61.3 % من السكان المعنيين بخدماتها ان نفقات المدرسية الاعدادية العمومية او المعهد الثانوي – نفقات الترسيم والكتب والادوات المدرسية والنقل- ليست في المتناول وترتفع هذه النسبة بمناطق الوسط الغربي لتصل الى 80 % كما يرى قرابة 66 % انه يتم دفع التلاميذ لتلقى دروس خصوصية من قبل الاطار التربوى ويعتبر 64 % ان غيابات المدرسين كثرة وقرابة 60 % صرح انه لا يوجد احاطة جيدة بالتلاميذ خلال ساعات الفراغ.
وفيما يتعلق بالتعليم العالي افاد هذا المسح ان 7.1 % من المستجوبين يدرس او احد ابنائه يدرس بالمؤسسات الجامعية العمومية ، وعبر قرابة 78 % منهم عن رضاهم ، في حين عبر 20 % عن عدم رضاهم عن الخدمات المسداة من قبل المؤسسات الجامعية ويعود ذلك اساسا الى كيفية اسناد المنح والقروض الجامعية والنقص في التاطير وضد المستوى البيداغوجي لبعض المدرسين .
وتجدر الاشارة الى ان مشروع مدرسة الفرصة الثانية للمنقطعين عن الدراسة الذين تتراوح اعمارهم بين 12 و18 سنة انطلق بتجربة نموذجية بباب الخضراء ودشنت في افريل 2021 في انتظار تعميمها في اغلب ولايات الجمهوية.