أنجزت دراسة نوايا التصويت لهذا الشهر التي تعدها مؤسسة سيغما كونساي بالتعاون مع جريدة «المغرب» بين 7 و11 ديسمبر الجاري ولعل أهميتها الخاصة قد تعاظمت يومين بعد انجازها عندما أعلن رئيس الدولة عن انجاز انتخابات تشريعية «مبكرة» يوم 17 ديسمبر 2022 إي بعد سنة من الآن.
المهم هنا أن نلاحظ تواصل تصدر الدستوري الحرّ للمشهد في التشريعية متقدما بشكل كبير على «حزب قيس سعيد’» وفق توصيف المستجوبين مع تقدم لافت لحركة النهضة التي ربحت في شهر واحد 5 نقاط (من %10.5 في نوفمبر إلى %15.8 في ديسمبر).
في الرئاسية يبقى قيس سعيد دون منافس بـ%81.9 وذلك رغم خسارته لسبع نقاط في شهر واحد .
يواصل الدستوري الحرّ تقدمه الواضح في نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية بـ%36.2 ولئن تأخر بحوالي نقطتين ونصف مقارنة مع شهر نوفمبر الماضي إلا انه قد حسن من عدد الأصوات المفترضة إذ تراجعت نسبة الذين لا يعلنون عن نوايا تصويتهم من %71.3 في نوفمبر إلى %67.2 في ديسمبر الحالي بما يجعل الدستوري الحرّ يربح،افتراضيا،حوالي خمسين ألف صوت إضافي ليكون مجمل نوايا التصويت لفائدته في حدود ثمانمائة وأربعين ألف صوت تقريبا .
نذكر مرة أخرى أن الأجوبة تلقائية وأننا لا نعرض قائمة بالأحزاب للمستجوبين وهذا ما يفسر وجود «أحزاب» في نوايا التصويت لم توجد بعد في ارض الواقع كحزب الصافي سعيد الذي يحرز على %1 من نوايا التصويت وخاصة «حزب قيس سعيد» الذي يحتل المركز الثاني منذ 25 جويلية وقد حقق في هذا الشهر %20.8 من نوايا التصويت وهو الآخر قد تأخر بنصف نقطة ولكنه ربح افتراضيا حوالي خمسين ألف صوت ليكون في حدود أربعة مائة وثمانون ألف صوت .
العنصر اللافت الأساسي هو القفزة النوعية التي حققتها حركة النهضة إذ ربحت خمس نقاط (من %10.5 إلى %15.8) وحوالي مائة وخمسة وخمسين ألف صوت إضافي لتحرز في المجمل قرابة ثلاثمائة وسبعين ألف صوت وهي أفضل نتيجة لها على الإطلاق منذ أن أعلن رئيس الدولة عن تفعيل الفصل 80من الدستور في 25 جويلية الفارط .
لسنا ندري هل نحن أمام «استفاقة دائمة» أم أمام حالة عرضية سرعان ما تزول. ولكن الواضح أن الحركة الاسلاموية لم تندثر انتخابيا وان لديها قاعدة صلبة تسمح لها بتجاوز العواصف بالحدّ الأدنى من الخسائر .
بعد هذا الثلاثي تواصل حركة الشعب حصد بعض النقاط هي الأخرى ونجدها الآن في المرتبة الرابعة بـ%6.7 من نوايا التصويت وبحوالي مائة وخمسة وخمسين ألف صوت متبوعة بالتيار الديمقراطي بـ%4.8 من نوايا التصويت وبمائة وعشرة آلاف صوت افتراضيا ..
• الثابت والمتحول في المشهد الحزبي:
لو توقفنا عند خماسي الطليعة هذا للاحظنا أننا أمام أربعة أحزاب برلمانية «تقليدية» وان توازن القوى بينها بهذه الشاكلة - حتى وإن كان مغايرا لنتائج انتخابات 2019 - إلا أنها كانت كذلك منذ أواسط 2020 أي أكثر من سنة قبل تفعيل الفصل 80.
تتمثل المتغيرات في أمرين اثنين فقط : اندثار شبه نهائي لحزب قلب تونس صاحب المرتبة الثانية في انتخابات 2019 وصاحب المرتبة الثالثة في كل عمليات سبر الآراء قبل 25 جويلية بمعدل %10 من نوايا التصويت ،اليوم نجده في المرتبة الحادية عشرة بـ%1 فقط من نوايا التصويت ..أما المستجد الثاني فهو الصعود الهام لـ»حزب قيس سعيد» والذي انتقل من نسب نوايا تصويت لا تصل إلى عتبة %3 قبل 25 جويلية إلى وضعية الحزب الثاني في البلاد وهذا دون أن يكون لهذا «الحزب» وجود مادي معروف ولا قيادات تتحرك باسمه.. انه فقط «حزب» الرئيس الذي يتمناه جزء من الرأي العام .
لسنا ندري هل سيتجسد هذا الحزب يوما ما خاصة وأننا أصبحنا على بعد سنة واحدة من انتخابات يفترض أنها برلمانية مباشرة .
لاشك أن رهان التشريعية سيصبح الرهان الأساسي في الأشهر القادمة ولكننا لا نعلم إلى حد اليوم هل أننا سنكون أمام انتخابات برلمانية مباشرة بغض النظر عن نظام الاقتراع واحتساب المقاعد أم أمام انتخابات «تشريعية» غير مباشرة يكون فيها الاقتراع في اصغر الدوائر (العمادات) ثم يُصعّدُ النواب إلى المجلس إما عبر الانتخاب غير المباشر أو عن طريق القرعة والفرق بين الانتخابات المباشرة وهذا الصنف من «البناء القاعدي» واضح إذ أن في الأول ستتنافس الأحزاب بوضوح أما في الثاني فستكون أمام حالة «غير مسبوقة» وأمام تغييب قصدي للأحزاب عن المنافسة الانتخابية .
• نوايا التصويت في الرئاسية:
رغم تراجعه بسبع نقاط قيس سعيد يبقى دون منافس
لا جديد يذكر في نوايا التصويت في الرئاسية ذلك أن قيس سعيد يحلق بعيدا عن الجميع بـ%81.9 من نوايا التصويت وهو رغم خسارته لسبع نقاط في شهر واحد يبقى دون منافسة جدية من أي كان ..
اللافت للنظر في هذا الشهر ربح عبير موسي لنقطتين (من %3.7 إلى %5.6) وظهور الفاضل عبد الكافي لأول مرة في خماسي الطليعة بـ%0.9 من نوايا التصويت ولعله استفاد هنا من الإشارة شبه المباشرة لرئيس الدولة الذي اتهمه مؤخرا بالفساد !!
الأكيد أننا أمام صورة مؤقتة للتوازنات السياسية الحالية ..صورة مدعوة للتغير وفق التحديات الجديدة التي ستطرحها سنة 2022 كذلك حسب الطبيعة الفعلية للانتخابات القادمة .
الجذاذة التقنية للدراسة:
• العينة: عينة ممثلة للسكان في الوسط الحضري والريفي مكونة من 1940 تونسيا تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وأكثر.
• تم تصميم العينة وفق طريقة الحصص (Quotas) حسب الفئة العمرية ، الولاية، الوسط الحضري أو الريفي.
• طريقة جمع البيانات: بالهاتـــف
CATI) Computer Assisted Telephone Interviewing, Call-Center)
• نسبة الخطأ القصوى: %2،2.
• تاريخ الدراسة: من 7 إلى 11 ديسمبر 2021
خاص: نوايا التصويت في التشريعة والرئاسية لشهر ديسمبر 2021
- بقلم زياد كريشان
- 11:46 15/12/2021
- 1631 عدد المشاهدات
• في التشريعية: الدستوري الحرّ يحلّق بعيدا والنهضة تعود
67،2 ٪ لا يدلون بنوايا تصويتهم
• في الرئاسية: رغم تراجعه بسبع نقاط قيس سعيّد يبقى دون منافس
29،1 ٪ لا يدلون بنوايا تصويتهم