على البوح علنا بمواقفها دون تحوّط وعلى اتخاذ القرارات المناسبة بجرأة دون تخوّف ..وهي تستقبل علماء التصوّف وشيوخه وزواياه والدكاترة المختصّين فيه .
في مؤتمر عالمي للتصوّف تحت إشراف الرئيس «بوتفليقة» أيام 18 /19/ و 20 ماي 2016 الماضية مستلهمة جميع المباحث في تناول عميق للمرجعية المحمدية كآلية ناجعة وفريدة في معالجة قضايا العصر..
كانت مدينة مستغانم بتاريخها ورجالها ونبض المعرفة المتدفّقة منها تستقبل رجال التصوّف ومدارسه التنويرية - قرابة 200 من العلماء والأساتذة المختصّين من زهاء 50 بلدا إسلاميا-
وتحت إشراف «الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية» بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في رحاب جامعة «عبد الحميد ابن باديس»
مرامي علماء أهل التصوف
جملة من المرامي والمعاني اجتمع حولها علماء أهل التصوّف وغيرهم في هذه المدينة التي تعدّ إحدى عوالم أهل علم التصوف ..ومن هذه المرامي السعي إلى لتأسيس تنظيم عالمي يخدم الأمة الإسلامية تحت لواء علم التصوّف ويضمّ جهودها لتحافظ على كيانها كقوة روحية اجتماعية واقتصادية يقودها رجال أهل علم التصوف في إدراك عميق وطرح أصيل ومعالجة معاصرة..
ومن المباحث الهامة السعي إلى تحسين صورة الإسلام المهزوزة لدى الغرب والردّ على محاولات إلصاق تهم الإرهاب بالمسلمين والإسلام، خصوصا بعد الأحداث الإرهابية التي عرفتها عدّة دول في الفترة الأخيرة، كما هدف المؤتمر الدولي للتصوّف إلى الغوص في أعماق مفهوم التصوّف والعمل على توحيد المسلمين ونبذ الفرقة بينهم في كامل بقاع العالم، ومعالجة القضايا المعاصرة وفقا للشريعة الإسلامية والنهج النبوي..
وقد نجح المؤتمرون تحت رعاية أعلى هرم السلطة الجزائرية وكذلك فريق «الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية» وعلى رأسهم الدكتور شعلال محمود بعد مداولات علمية وذوقية راقية في إرساء أسس مجلس «الاتحاد العالمي للتصوف» الذي سيكون هيكلا رسميا يوحّد جهودهم، في مواجهة هجمة جاهلية أرخت سدول ظلامها على ربوع العالم الإسلامي، نتج عنها تصرّفات شوهت سماحة الإسلام وسمو مقاصده الساعية إلى تحقيق مصالح الناس المرسلة،
وقد تمّ وضع مبادئ هذا الإتحاد في جانبها الهيكلي التنظيمي من ذلك تأسيسه محتضنا لجميع أهل التصوف طرقا ومفكرين، وفقا لضوابط النظام الأساسي للاتحاد العالمي ويكون مقرّه مدينة مستغانم.وتحت رئاسة السيد الدكتور عمر محمود شعلال،
لجنة فقهية لإصلاح ذات البين
وتكون الهياكل الإدارية المبينة في القانون الأساسي،مع استكمال إجراءات التأسيس وفقا للقانون الجزائري.وتمّ الاتفاق على تركيبته التي تضمّ 45 عضوا من العلماء ومشائخ التصوّف والطرق من مختلف الدول المشاركة (العراق.سوريا.مصر. المغرب. الجزائر .باكستان .تونس وغيرها) وقد تمّ الاختيار من تونس على كلّ من الدكتور مازن الشريف والأستاذ بدري المدني .
أمّا في الجانب المعرفي العلمي والاتصالي فستتكوّن لجنة فقهية تعمل على إصلاح ذات البين وتجميع فقهاء المذاهب والمدارس الإسلامية، لصياغة مشروع يعمل على وحدة الأمة ودرء الفتن وصد المؤامرات التي تحاك ضدها، ونشر فكر الوحدة والتعايش، كما سيتمّ تأسيس أكاديمية التربية الصوفية، ويكون مقرها مدينة الجزائر عاصمة الجمهورية الجزائرية.
ثمّ تكليف لجنة من الفقهاء المتخصصين المشهود لهم في الفقه والكفاءة المعرفية والذوق الصوفي، بمراجعة الموروث في كل مجالات التصوف، وعرضه على ميزان الكتاب والسنة، وتنقيته من شوائب ما يخالفهما، والعمل على تصحيح المفاهيم، وتوجيه السلوك، حتى يكون سلوكا يجسد القرآن قولا وفعلا، وعلى هدي قدوتنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
مع الحرص الشديد على الاستثمار في إدارة موقع ينشر الفكر الإسلامي الصحيح، والتربية الروحية السليمة، وفتح صفحات للتواصل بين أهل الطريق، يمكنهم من التعارف والتآزر وتبادل الأفكار وتوحيد المواقف.
والأكيد أن هذا الاتحاد سيكون دوره كبيرا في خضم هذه الصراعات المبثوثة هنا وهناك بما سيحقّقه من توازن لأنّ التصوّف هو الحديث عن صورة مشرقة للتدين الصحيح سمته الاعتدال والتسامح والفكر المتفتح المستنير الذي يقبل الآخر ولا يقصيه شريطة وضع استراتيجيات مضبوطة ذات جدوى تخطط للمدى البعيد لانتشال أمّتنا من كل مخاطر الإرهاب والمغالاة والانحلال الأخلاقي.