مع مطالب بتوضيح هيكلة الحكومة وذلك في انتظار كشف بقية الأحزاب والمنظمات عن مواقفها من حكومة بودن.
بعد الإعلان عن تركيبة الحكومة الجديدة التي تترأسها نجلاء بودن، أعلنت عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والجمعيات عن مواقفها من حكومة طال إنتظار إعلانها بداية من الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أعلن عبر الموقع الناطق بإسمه ان مكالمة هاتفية جمعت بين أمين عام الإتحاد العام التونسي للشغل ورئيسة الحكومة نجلاء بودن أمس الاثنين.
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اعتبر خلال حديثه مع رئيسة الحكومة استبشار الاتحاد بالخطوة الايجابية المتمثلة في تشكيل الحكومة بما يمكن من مجابهة الملفات والمشاكل المتراكمة والتي ازدادت تعقيدا خلال الفترة الاستثنائية، واكد حرص الاتحاد على استمرارية الدولة والدعوة لمتابعة كل التعهدات والالتزامات مع الاتحاد العام التونسي للشغل الذي لا يمكن الا ان يكون ايجابيا كلما كانت الحكومة منسجمة مع وعودها وتعهداتها، وفق الطبوبي.
منظمة الأعراف والتعاون لإنقاذ الإقتصاد
الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أعلن من جانبه أمس الاثنين عقب الإعلان عن الحكومة، عن ارتياحه لتكوين الحكومة الجديدة، وجددت منظمة الاعراف التأكيد على دقة وحساسية المرحلة التي تمر بها تونس اقتصاديا وماليا واجتماعيا، والتي تتطلب الإسراع بالانكباب على الملفات الحيوية لاتخاذ القرارات الكفيلة بإنقاذ الاقتصاد وإنعاشه.
ومن بين متطلبّات المرحلة لإنقاذ الإقتصاد من طرف الحكومة الجديدة في تقدير منظمة الأعراف، توفير المناخ المناسب لدفع نسق الاستثمار والتصدير والتشغيل والتنمية الجهوية ومساندة القطاعات التي تعاني من صعوبات كبيرة وإنقاذ مواطن الشغل، وكذلك الشروع في الإصلاحات الهيكلية والعميقة التي تحتاجها تونس حتى تتجاوز المصاعب التي تواجهها.
كما أعرب الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية عن استعداده للتعاون مع الحكومة الجديدة في كل الملفات ذات الاهتمام المشترك على قاعدة تحقيق المصلحة الوطنية.
أول حكومة بعيدا عن منظومة الفساد
حزب التيار الشعبي إعتبر أن الاعلان عن تركيبة الحكومة الجديدة، يعد خطوة مهمة في مسار 25 جويلية واستكمالا له، مؤكدا أنه لاول مرة يتم تشكيل حكومة بعيدا عن قبضة منظومة الفساد والإرهاب ولا تخضع للصفقات والمحاصصات والبيع والشراء الذي طبع كل الحكومات السابقة، كما رأى الحزب أن تركيبة الحكومة تعتبر مقبولة لأن أغلب اعضائها من الكفاءات العلمية المرموقة ولا تحوم حولهم شبهات، وهو ما يمثل تحولا نوعيا مهما سيعطيها أريحية لكي تضطلع بالمهام الجسيمة التي تنتظرها.
وأكد أن الاعلان عن الحكومة فيه رسالة مهمة للرأي العام بأن هناك بوادر تحول ايجابي سياسي واقتصادي واجتماعي، ورسالة لبقايا المنظومة البائدة مفادها بأن رهانهم على الفشل سيسقط عاجلا أم آجلا، ورسالة لبعض القوى الوطنية الرافضة لمسار 25 جويلية بأن التخوفات المبالغ فيها لا مبرر لها، وكذلك للشركاء في الخارج بأن حالة الفراغ لم تعد قائمة.
وأعرب عن الأمل في ان تتسلح الحكومة ببرنامج اقتصادي واجتماعي يمنح للتونسيين الأمل، وينقذ تونس من محنتها ويمكنها من الانتقال الى مرحلة البناء والتنمية المستقلة، وان تكون في مستوى انتظارات الشعب في مجال مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين والارهابيين الذين أجرموا في حقه.
الحكومة الجديدة قطعت مع التقاليد المعهودة
حزب التحالف من أجل تونس اعتبر أن الحكومة الجديدة «جاءت لتؤكّد القطع مع كل التقاليد المعهودة في التسميات والتعيينات، التي كانت خاضعة للولاءات الضيقة ولبعض القوى السياسية والعائلية واللوبيات المهيمنة على مفاصل الاقتصاد والمال»، وفق بيان صادر عنه أمس الاثنين جدد من خلاله لكل قرارات رئيس الدولة.
كما عبّر حزب التحالف من أجل تونس عن دعمه لحكومة نجلاء بودنّ التي يُنتظر منها تسريع البت في كل ملفّات الفساد الإداري والمالي والسياسي، وضمان محاكمة عادلة لكل الذين أجرموا في حق البلاد والشعب، وتحقيق إنجازات سريعة في الملفين الاقتصادي والاجتماعي خاصة، كما ثمن التمثيلية الواسعة للمرأة في المناصب الحكومية في سابقة إيجابية تجسدت لأول مرة في تاريخ تسيير الشأن العام في تونس والعالم العربي.
الإعلان عن الحكومة خطوة إيجابة
الحزب الوطني التونسي أعلن من جانبه عن ارتياحه للإعلان عن تركيبة الحكومة الجديدة، واعتبر أن هذا الإعلان إيجابي بالنظر لتقلد المرأة العديد من الوزارات، بالإضافة إلى التقليص في عدد الحقائب الوزارية مثّمنا إعادة إنشاء وزارة الاقتصاد والتخطيط التي تم إلغاؤها سنة 2011 بما من شأنه أن يجعل من هذه الوزارة قاطرة الإصلاح الاقتصادي العميق والطريق المؤدية للنمو الشامل».
وأكد الحزب الوطني التونسي على ضرورة «الخروج من حالة العجز الإقتصادي والمرور إلى دفع النمو والتنمية وخلق الثروة الوطنية»، داعيا إلى «تشجيع الإستثمار وتسريع إنجاز المشاريع المعطلة، عبر وضع إستراتيجية واضحة المعالم وإجراءات حازمة وإصلاحات اقتصادية براغماتية»، و»وضع حد للبيروقراطية المجحفة وعلى مراجعة المنظومة القانونية التي تثقل كاهل الدولة التونسية والمنتجين والمستثمرين وتعطّل مسالك الإنتاج وخلق الثروة الوطنية»، مطالبا الحكومة بتخفيف وتبسيط الإجراءات والقوانين، ليتقبّلها المواطن ويطبّقها بكل أريحية.
طلب توضيح...
منظمة «البوصلة» في ردّ فعلها على الإعلان عن الحكومة الجديدة طالبت رئيسة الحكومة الجديدة نجلاء بودن بتوضيح الجهة التي ستمثّل السلطة المركزية والتي ستشرف على مختلف الاختصاصات المشتركة مع المجالس البلدية، وتفسير ما اذا تم الحاقها تحت اشراف وزارة اخرى وذلك بعد التخلي عن وزارة الشؤون المحلية وتحولها فقط لوزارة البيئة.
كما طالبت المنظمة بتوضيح المحطات المقبلة عبر انتهاج خطّة اتصاليّة واضحة لتحديد في مستقبل السلطة المحلية والهياكل الامحورية وعلى راسها خطة الوالي خاصة في ظل الاعفاءات التي طالت عديد الولاة وغياب تعيينات جديدة، وكذلك اعداد خطة عمل واضحة بالتنسيق مع مختلف الاطراف الفاعلة في مسار اللامركزية والشأن المحلي فيما يخص اهم التدابير والاجراءات التي يجب اعتمادها في ظل الضبابية التي يشهدها هذا المسار.