استراتيجية سعيد لإدارة الشؤون اليومية : إرضاء الشارع والإعلان عن استمرار الدولة

بات جليا ان الرئيس قيس سعيد ومنذ اعلانه عن اقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي بات هو الشخصية التى تشرف على الادارة ورسم السياسات العمومية للدولة

عوضا عن من تبقى من اعضاء الحكومة التي باتت جهازا في يده يطوعها ليصيب عصفورين بحجر واحد.
اعلنت رئاسة الجمهورية امس عن تحول الرئيس قيس سعيد إلى مقر وزارة التجارة وتنمية الصادرات. حتى التقى بالوزير المشرف عليها وأكد له «على ضرورة التصدي لكل مظاهر المضاربة واحتكار المواد والسلع وفرض احترام الأسعار، مشددا على أنه لا مجال للتسامح مع كل من يحاول التحكم في قوت التونسيين». دون ان يغفل عن توجيه دعوة إلى «جميع الأطراف المتداخلة بان تتحلي بالحس الوطني وتحمل المسؤولية في هذه المرحلة من تاريخ تونس والمبادرة بالتخفيض في الأسعار». مبادرة سبق ان اطلقها الرئس لدى لقائه في 28 جويلية المنقضي بسمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.
لقاء كشف فيه الرئيس عن مبادرته التي وجهها إلى تجار الجملة والتفصيل وهياكل التوزيع، حيث طالبهم بـ«التحلي بالحسّ الوطني الثابت في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها تونس والقيام بواجبهم المقدس تجاه الوطن عبر المبادرة بالتخفيض في الأسعار والابتعاد عن كلّ مظاهر المضاربة والاحتكار». وإلا سيكونون تحت طائلة القانون.
مطالبة التقطتها منظمة الاعراف لتعلن امس قبل حلول موكب الرئيس بوزارة التجارة عن ان جامعة الصناعات الغذائية بالاتحاد التي تضم 16 غرفة قررت التفاعل مع دعوة رئيس الجمهورية الى المبادرة بالتخفيض في الاسعار في هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها تونس، واعلنت عن التخفيض في أسعار عدد من منتجاتها مساهمة منها في هذا المجهود الوطني.
هنا يحقق الرئيس ما يعتبر نصرا باعتباره تمكن من ضبط الاسعار والتخفيض فيها في انتظار ضمان حسن تزويد الاسواق والتحكم في مسالك التوزيع، وهذا النصر سيكون له تاثير على عدد من التونسيين الذين سيعتبرون ان الرئيس قد انتصر اليهم والى مقدرتهم الشرائية التي تضررت طوال السنوات الفارطة.
ولم يكتف الرئيس بهذا النصر بل هو وجه رسالة مفادها ان الدولة ومؤسساتها مستمرة وانه اليوم بات رئيس للإدارة التونسية وراسما للسياسيات العمومية التي ينضبط لها البقية، وبهذا يكون الرئيس قد اصاب العصفورين بحجر واحد توسيع قاعدته الشعبية وضمان رضاها عن قراراته وانتصاره له وترسيخ صورة ان الدولة لها ضمان واحد لاستمراريتها وهو رئيس الجمهورية وليس باقي المؤسسات.
وهذا بدوره كاف ليخلق ارضية يقف عليها الرئيس لتمرير بقية خطواته القادمة وخاصة تلك المتعلقة بكيفية ادارته للمرحلة القادمة وتحت اي مسميات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115