كل الاجراءات الصحية وخرقت البروتوكول الصحي الذي اعدته اللجنة العلمية وأقرته الحكومة والنهضة وهي أحد أحزاب الحزام السياسي لهذه الحكومة.
خلفت مسيرة حركة النهضة ليوم السبت المنقضي ردود افعال غاضبة لعدد من الفئات على عكس ما تروج له قيادات النهضة وقد تساءل البعض عن اهمية وجدوى البروتوكول الصحى اليوم، وتطبيق القانون على المواطنين خاصة مع الايقافات الناتجة عن خرق حظر التجول .
ننطلق بتصريحات رئيس الحركة راشد الغنوشي بخصوص الدكاترة المعطلين عن العمل على اثر زيارة له بصفته رئيسا للبرلمان ومعاتبته لهم لأنهم لم يستثمروا سنوات العطالة لتعلّم صنعة تَقِيهم فقر البطالة التي أرجعها إلى تخصصهم في مجالات غير مطلوبة في سوق الشغل، وقد نددت بيانات بهذا التصريح ووصفت فكر الغنوشي «بالرجعي» هذا من ناحية .
وما أثار الغضب من ناحية اخرى الخرق الكبير لإجراءات البروتوكول الصحى الذي اقرته الحكومة منذ اشهر على المواطنين، خاصة وان النهضة هي الداعم الاول لرئيس الحكومة واحد اهم احزاب الحزام السياسي للمشيشي الذي يشغل في نفس الوقت حقيبة وزارة الداخلية بالنيابة الساهرة على «معاضدة «جهود اللجنة العلمية ومراقبة مدى احترام المواطن والمهنيين للإجراءات الصحية وتطبيق القانون على المخالفين والمناحة ايضا لترخيص المظاهرات والمسيرات.
ولئن نجحت وزارة الداخلية في تامين مسيرة يوم السبت وتوفير كل الامكانيات من خلال التعزيزات الامنية الهائلة ، إلا انها وفق تقديرنا لم «تعاضد» جهود اللجنة العلمية في تطبيق واحترام البروتوكول الصحى اولا على مستوى ارتداء الكمامة للجميع، ثانيا عدم احترام مبدإ التباعد الجسدى، ثالثا عدم احترام منع التنقل بين الدن إلا لأسباب عملية او صحية أي استثنائية او استعجاليه رابعا خرق حظر الجولان خامسا منع التظاهرات والتجمعات... مع العلم ان حركة النهضة اعلنت عن الاستعداد لهذه المسيرة منذ بداية الشهر وانطلقت في كراء الحافلات من مختلف الولايات من الجنوب الى الشمال منذ بداية الاسبوع فهل تمكن انصار الحركة القادمون من قابس على سبيل المثال من العودة قبل ساعة حظر الجوال؟.
تبعا لذلك اطلق الفنانون حملة «حلال عليكم ، حرام علينا» وطالب القطاع الذي تضرر كثيرا من جائحة كورونا بسبب منع التظاهرات والحفلات والتجمعات بالتراجع عن هذه الاجراءات والعودة الى احياء الحفلات والعمل منديدين بسياسة الكيل بالمكيالين والخرق الواضح للقانون . كما اعربت قطاعات مهنية اخرى فرض عليها بروتوكول صحى عن امتعاضها وتنديدها بما اعتبرته غض النظر عن الاحزاب الحاكمة.
بخصوص اعضاء اللجنة العلمية عبر الدكتور الهاشمي الوزير احد اعضائها عن استغرابه من تنظيم مثل هذه المسيرات وعدم استشارتهم بخصوصها يمكن ان يسقط كل الجهود وكل الاجراءات التى تم اتخاذها وان مثل هذه التجمعات من الممكن ان تساهم في انتشار العدوى سريعا مبينا ان اجتماعا سيعقد اليوم ومن المؤكد انه سيطرح مثل هذه المسائل والاجراءات الصحية المتبعة ومدى احترام البروتوكول الصحي.