الا ان جائحة كورونا وما كان لها من تأثير على التحصيل العلمي بسبب تعليق الدروس بين الحين والاخر ستلقي بظلالها على مكتسبات التلميذ بصفة عامة ممّا سيؤثّر على عمليّة اختيار المسار الدراسي الأنسب له.
لم يقع إصدار منشور التوجيه المدرسي للسنة الدراسيّة 2020 - 2021 الى غاية كتابة هذه الاسطر بالرغم من تأكيد مستشاري الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي على وزارة التربية بضرورة نشره قبل حتى هذا الموعد من أجل تمكينهم من حيّز زمني أكبر للتواصل مع التلاميذ المعنيين ومساعدتهم على حسن اختيار المسار الدراسي الذي يستجيب لمطامحهم ويستثمر مكتسباتهم المعرفيّة في سياق بناء مشروعهم الشخصي.
ويهتم قطاع التربية اليوم بإنجاح السنة الدراسية والتحصيل العلمي للتلميذ رغم النظام الدراسي الذي فرضته جائحة كورونا ومن المهم وفق محمد البشير الهيشري مستشار أوّل في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي، ايلاء اهمية للتوجيه المدرسي لان التحصيل العلمي او الدراسي ليس بمعزل عن العمليّة التعلّميّة التعليميّة. إنّ الهدف الجوهري لعمليّة التوجيه المدرسي يتمثّل في مساعدة المتعلّم على التكفّل شخصيّا بمساره الدراسي في مرحلة أولى ومساره المهني في مرحلة ثانية و ينطلق هذا المشروع من المرحلة الإعداديّة وصولا إلى المرحلة الجامعيّة مرورا بمرحلة التعليم الثانوي اذ يمكن للتلميذ على سبيل المثال في نهاية السنة التاسعة من التعليم الإعدادي الالتحاق امّا بالمعاهد النموذجية او مراكز التكوين المهني او المعاهد التي تدرّس الاختصاصات الفنّية أو شعبة الرياضة ، كما سيكون التلميذ على موعد في نهاية السنة الأولى من التعليم الثانوي مع اختيار مسلك دراسي من ضمن 4 مسالك وهي الآداب والاقتصاد والخدمات، وتكنولوجيا الإعلاميّة أو العلوم اذن التحصيل العلمي واستكمال البرنامج المخصص لكل مرحلة مهم لكن يجب ان يكون ذلك في علاقة ملائمة لبرنامج ولأهداف التلميذ في المستقبل او مع ما يخدم ويسمح له بتطور مشروعه.
الانقطاع المدرسي او التسرب المدرسي
نبه التقرير الاخير للبنك الدولي في علاقة بتأثير جائحة كورونا على التعليم في العالم، ويرى محمّد البشير الهيشري المستشار في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي ربطه بأسباب اجتماعية (أو نفسيّة أو ...) غير كاف لان جزءا منه مرتبط بفشل عملية التوجيه المدرسي والذي يؤدّى ضرورة الى تدنى نسب النجاح في البكالوريا، فهل يخول التحصيل العلمي للتلميذ مواصلة مساره نحو النجاح في السنوات الموالية ام لا؟ عموما مسالة التوجيه المدرسي اليوم لا تستجيب بنسبة كبيرة للاعتبارات النظريّة والأسس العلميّة والبسيكولوجيّة التي ينبني عليها التوجيه ، ولا وجود لدعم لسلك المستشارين في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي ولا يتم تمكينهم من الوقت الكافي والضرورى للتواصل مع التلاميذ ، فضلا عن التأخير في صدور المنشور الذي يحدّد المعايير والمقاييس خاصة في هذه السنة مع اعتماد نظام الافواج ولم يعد هناك حيز زمنى كاف في حين ان التوجيه المدرسي يستحق عناية اكثر لأنه سيكون النافذة الاولى للعشر سنوات الموالية للتلميذ أي «لمشروعه الشخصي».
من تأثيرات جائحة كورونا: التحصيل العلمي وأهميته بالنسبة للتوجيه المدرسي
- بقلم كريمة الماجري
- 11:00 15/02/2021
- 1680 عدد المشاهدات
يهم التوجيه المدرسي آلاف التلاميذ في مرحلتي الاعدادي والثانوى باعتباره الوسيلة التي سيقوم من خلالها المتعلّم ببناء مشروعه الشخصي