إلى جانب تسجيل 2935 حالة وفاة ومازال الوضع الوبائي دقيقا ومعدل انتشار العدوى ما زال مرتفعا حيث بلغ 135 حالة لكل 100 ألف ساكن خلال الأسبوعين الأخيرين، وضع يفرض مواصلة تطبيق الإجراءات الوقائية الاستثنائية للحدّ من انتشار الفيروس وتطبيق البروتوكولات الصحية وذلك في محاولة لحصر ذروة انتشار العدوى في موفى شهر ديسمبر الجاري وعدم تأخيرها إلى موفى جانفي 2021، وفق ما أكده وزير الصحة فوزي المهدي في الندوة الدورية لوزارة الصحة المنعقدة أمس حول آخر تطورات الوضع الوبائي في البلاد.
وفق وزير الصحة فإن منظومة الاستشراف توصلت إلى إجبارية المواصلة في الإجراءات الوقائية من أجل بلوغ ذروة انتشار الوباء موفى السنة الجارية ولكن في صورة التخفيف فيها أو رفعها فإن ذروة الانتشار ستتأجل إلى السنة المقبلة وبالتحديد إلى موفى شهر جانفي المقبل، لذلك لا بدّ من العمل على مواصلة الالتزام بهذه الإجراءات واحترامها من قبل المواطنين لتفادي تسجيل ارتفاع في عدد حالات الإصابة وفي عدد الوفيات، هذا وقررت اللجنة العلمية لمكافحة الكورونا تكوين لجان قطاعية ستتولى متابعة وتقييم الوضع حسب كل قطاع وتعديل الإجراءات سواء بالتمديد فيها أو رفعها، وبين أن الوضع الوبائي الحالي لا يسمح بالتخفيف في القرارات المتعلقة بتعليق صلاة الجمعة، وتوقيت غلق المقاهي على الساعة الرابعة.
135 حالة لكل 100 ألف ساكن
معدل انتشار العدوى بلغ في الـ14 يوما الأخيرة 135 حالة لكل 100 ألف ساكن ويبقى مرتفعا خاصة وأن 19 ولاية قد تجاوز فيها معدل الانتشار سقف الإنذار والمقدر بـ100 حالة لكل 100 ألف ساكن، حسب تأكيد وزير الصحة الذي أفاد أن البلاد قد شهدت ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات والذي وصل جمليا إلى 2935 حالة وفاة إلى حدّ الآن علما وأنه تمّ في شهر أكتوبر المنقضي تسجيل 1369 وفاة وفي شهر نوفمبر 1197 وفاة ومن المرجح أن يرتفع العدد إلى غاية موفى الشهر الجاري إلى 1617 وفاة، في المقابل سجلت البلاد استقرارا هاما في عدد المرضى المقيمين في المستشفيات، 1456 مقيما من بينهم 259 في أقسام الإنعاش و127 تحت جهاز التنفس الاصطناعي، أما على مستوى جاهزية المستشفيات، فقد بلغ عدد أسرة الإنعاش 284 سريرا و1898 سرير أكسيجين لتبلغ نسبة الشغور في أسرة الإنعاش 79.4 % وحوالي 51 % في أسرة الأكسيجين هذا وتحرص الوزارة على مزيد الترفيع في طاقة الاستيعاب في المستشفيات مع تركيز المستشفيات الميدانية في كل من تونس وصفاقس.
موجة ثالثة خلال شهر فيفري أو مارس المقبلين
كما أكد وزير الصحة أنه من المتوقع أن يتم تسجيل موجة ثالثة من الفيروس خلال شهر فيفري أو مارس المقبلين، مشيرا إلى أن البلاد ستعمل على توفير التلاقيح المضادة للوباء بصفة مجانية حال توفرها في الأسواق العالمية بهدف تلقيح 20 % من التونسيين على الأقل في المرحلة الأولى خلال الثلاثي الثاني من السنة المقبلة مع إعطاء الأولوية لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وأعوان القطاع الصحي. من جهته أكد مدير معهد باستور الهاشمي الوزير أنه من المتوقع وصول الدفعة الأولى من التلاقيح خلال أفريل أو ماي المقبلين وستكون مجانية، مشيرا إلى أن 13 تلقيحا وصلت إلى مراحل تجارب سريرية متقدمة وكانت النتائج ايجابية وأثبتت نجاعتها بين 90 و95 %، وأضاف أن هدف الوزارة هو الوصل إلى تلقيح بين 20 و50 % من التونسيين حسب الأولوية وحسب درجة التعرض للخطر بما سيمكن من السيطرة على انتشار الفيروس والتقليص في حالات الإصابة والوفيات، والأولوية ستكون لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن ممن يتجاوز سنهم 65 سنة والعاملين في القطاع الصحي والقطاعات الحيوية مثال ذلك الديوانة والجيش...
لجنة مختصة تتابع التطورات
وشدد الهاشمي الوزير على أنه تمّ تكوين لجنة صلب الوزارة تتولى متابعة آخر التطورات للتلاقيح المضادة والنتائج الأولية لها والتثبت من الأعراض الجانبية المنجرة عنها إلى جانب متابعة مسار عملية التلقيح في حد ذاتها وعمليات التوزيع. وأضاف أن البلاد انخرطت في مبادرة المنظمة العالمية للصحة والتي تهدف إلى توفير التلاقيح لعدة بلدان على غرار تونس في ظروف طيبة ويتوقع أن تصل الدفعات الأولى في الثلاثي الثاني من سنة 2021 .