تنظيم «داعش» الارهابي، وانه منع في السابق من التوجه الى سوريا. وهذا المنع دفعه الى ان ينفذ عملية ارهابية في النمسا رغب من خلالها عن اعلان وجوده ووجود فكره الارهابي في المشهد.
لم تنته اليلية الفاصلة بين يومي الاثنين الثلاثاء، الماضي، الا وقد اطلقت الاجهزة الامنية في النمسا عملية مطاردة لمنفذي هجوم فيينا الذي خلف أربعة قتلى والعشرات من الجرحى اثر هجمات متواترة تشتبه الشرطة في ان منفيذيها - اثنان على الاقل- احدهما اردى قتيلا والاخر محل مطاردة امنية.
وفي انتظار القبض على المشتبه به الثاني اعلنت الحكومة أن أحد منفذي الهجوم من «أنصار» تنظيم داعش الارهابي وذلك اثر مداهمة لمنزله ومصادرة اغراض بينت مناصرته للتنظيم الارهابي الذي لم يصدر عنه الى غاية مساء امس اي بيان او منشور يتبنى فيه العملية الارهابية.
وتشتبه الشرطة النمساوية في وجود مشتبه بهم محتملين شاركوا مواطنا نمساويا من اصل الباني يدعى «كارتين إس» في وهو في العشرين من عمره، لاستهداف مناطق منتفرقة من العاصمة ليلة الاثنين الفارط بهجوم مسلح واطلاق نار كثيف اسفر عن مقتل 4 اشخاص وجرح 15 اخرين.
ووفق المعطيات التي كشفها وزير الداخلية لنمساوي فان منفذ العملية التي وصفها «بالارهابية» ارهابي اسلامي اتضح لاحقا وفق ما نشرته وسائل الاعلام انه معروف لدى المخابرات المحلية باعتباره واحدا من 90 إسلاميا نمساويا أرادوا السفر للالتحاق بالتنظيمات الارهابية في سوريا. ولم يقع اعتباره عنصرا خطير قادرا على التخطيط لشن هجوم في البلاد.
ما وقع الكشف عنه الى غاية امس من معطيات عن هوية منفذ العملية وعلاقته بالتنظيم الارهابي والملاحقات التي شهدتها العاصمة لمشتبه بهم شاركوا بشكل مباشر او غير مباشر في الهجوم، ولد العشرات من الاسئلة عن ما تمثله العملية الارهابية وعما تكشفه وعن دلالتها، اسئلة لن تحسم الإجابة عنها دون خروج تنظيم داعش لتبني العملية واثبات علاقة منفذها به وكشف بعض التفاصيل التي قد تحمل معطيات تساعد على الرد.
وفي انتظار هذا الخروج، -غير المرجح-، يبدو ان الاجابات الافضل المتوفرة للباحث عنها هي المتمثلة في ان منفذ العملية سواء كان في اتصال مباشر بتنظيم داعش الارهابي او بخلية نائمة او ناشطة في النمسا او اوروبا قام بعمليته بشكل مستقل دون التنسيق مع أي جهة او تلقي الاوامر منها.
ما ستثبته التحقيقات لاحقا سيكون عنصر اثبات على ان الخطر الارهابي في أوروبا او غيرها من دول العالم بات بدرجة اكبر يتعلق بافراد متطرفين متأثرون بخطاب التنظيمات الارهابية سواء منها «داعش» او «القاعدة» قدم على تنفيذ عمليات ارهابية في اماكن اقامتهم.
وهذه قد تكون الفرضية الاخطر باعتبار الصعوبات التي تمثلها عملية تعقب مثل هذه العمليات التي تعرف إما بـ«الذئاب المنفردة» او كما يطلق عليها منظرو التيارات المتطرفة بـ«الانغماسية» إذ أن تقفي أثر أو استباق تنفيذ عملية ارهابية يكون اكثر تعقيدا من تتبع خلية او مجموعة متعددة الافراد.
كما ان هذا النوع من العمليات الارهابية يعكس بشكل نموذجي اركان العمليات الارهابية التي تقوم على مبدإ الحاق الضرر في اي مكان واي توقيت دون الفرز او البحث عن اهداف كبرى او تخطيط محكم دقيق.
اي اننا هنا امام حالة تعويم الارهاب وعودته الى مقوماته الأولى وهي تنفيذ اي هجوم بالادوات المتوفرة ضد اي هدف بالامكان بلوغه، وهذا ما يمنحنا جوابا بسيطا عن دوافع واسباب العملية وهي للاسف وببساطة، أنه لا توجد دوافع عقلانية او غايات محددة للعمليات الارهابية هي فقط عمليات لبث الخوف وتحقيق اكبر قدر من الضرر ضد مستهدفين، وهي تتم لان الجماعات او الافراد ممن ينتسبون لتيارات ارهابية او يناصرونم لا يمكن لهم الوجود دون هذا الفعل.