المشيشي خلال اجتماعه مع وزراء العدل والداخلية والخارجية: إدانة تامة للعملية الإرهابية في نيس الفرنسية مع تشديد البحث في ملابساتها

لا زالت ردود الأفعال حول العملية الإرهابية التي جدت أمس في مدينة نيس جنوب فرنسا وذهب ضحيتها ثلاثة أشخاص متواصلة،

فبعد البلاغات الرسمية لوزارة الشؤون الخارجية ثمّ رئاسة الجمهورية، عبّرت رئاسة الحكومة عن إدانتها التامة والمطلقة لهذه العملية، هذا الموقف عبّر عنه رئيس الحكومة هشام المشيشي خلال اجتماعه أمس مع وزير العدل محمد بوستّة ووزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، ووزير الداخلية توفيق شرف الدين، علما وأنه -حسب آخر تطورات الملف- تمكنت فرقة التوقي من الإرهاب للحرس الوطني بقفصة صباح أمس من إيقاف شخصين على ذمّة التحقيق والتحرّي حول وجود تنظيم يدعى «المهدي بالجنوب التونسي» ومدى ضلوعه في عملية نيس الفرنسية .
وقد ألقت الوحدات الأمنية القبض على الشخص الذي تبنى أول أمس الجمعة، عن طريق مقطع فيديو تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي، العملية الإرهابية التي جدت الخميس الفارط في نيس باسم تنظيم «أنصار المهدي». وقال نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس محسن الدالي لـ«المغرب» إن الوحدات الأمنية قد تمكنت خلال الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت، من إلقاء القبض على شخصين بقفصة. وأوضح مصدرنا أنّ المظنون فيهما اللذين تم إلقاء القبض عليهما هما كلّ من الشخص الذي ظهر في مقطع فيديو وقع تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» والذي أعلن عن تبني تنظيم جديد باسم «أنصار المهدي بتونس وبالمغرب العربي» للعملية الإرهابية التي جدت الخميس الفارط في «نيس».
الانطلاق في استنطاق الموقوفين الاثنين
ووفق ما أكده الدالي فقد تم كذلك إلقاء القبض على الشخص الذي قام بتصوير مقطع الفيديو، ومازالت الأبحاث متواصلة للتثبت من مدى صحة وجود تنظيم باسم «أنصار المهدي» من عدمه، علما وأن النيابة قد انطلقت أمس في استنطاق الموقوفين. هذا ووفق تصريح إعلامي سابق للدالي فإن الشخص الذي يقول أنّه من «جماعة أنصار المهدي بتونس والمغرب العربي» مصنّف من بين العناصر السلفية المتشدّدة، وقد أنتفع بالعفو التشريعي العام سنة 2011. ويشار إلى أن وزارة الداخلية أصدرت يوم أمس بلاغا جاء فيه أنه على إثر تداول مقطع فيديو على صفحة بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بتاريخ 29 أكتوبر المنقضي، تمّ من خلاله تبني العمليّة الإرهابيّة التي جدّت بإحدى كنائس مدينة نيس الفرنسيّة. تمكّنت أمس وحدات تابعة لإقليم الحرس الوطني بقفصة بمعاضدة الوحدة الوطنيّة للأبحاث في جرائم الإرهاب التابعة لإدارة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني من إلقاء القبض على ذي الشبهة وبرفقته شخص آخر بعد أن تبيّن أنّه يُساعده في إعداد مقاطع الفيديو الخاصّة بتبني العمليّة الإرهابيّة. وبعد استشارة النيابة العموميّة أذنت للوحدة الوطنيّة للأبحاث في جرائم الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة للتعهّد بالموضوع واتخاذ الإجراءات القانونيّة في شأنهما ومازالت التحرّيات متواصلة.
«عملية وحشية وجبانة»
بعد بلاغات الإدانة لكل من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، جدد رئيس الحكومة هشام المشيشي إدانته التامة والمطلقة لهذه العملية الإرهابية الوحشية والجبانة والّتي استهدفت مواطنين آمنين في مكان يبعث على السكينة والاطمئنان، ويدعى فيه إلى التآخي والتضامن بين البشر. وأكّد أنّ تونس والتونسيين، الذّين عانوا من ويلات الإرهاب وسالت دماء أبنائهم في مواجهته، هم في مقدّمة شعوب العالم الحرّ لمحاربة كلّ من اختار السقوط في مستنقع الظّلامية. وأعرب رئيس الحكومة عن تضامن تونس مع الحكومة والشعب الفرنسي الصديق، متقدّما بأصدق عبارات التعازي والمواساة لأسر الضحايا. كما دعا المشيشي في هذا المجال وزير الداخلية ووزير العدل إلى ضرورة إيلاء العناية القصوى للبحث في ملابسات العملية الإرهابية المرتبكة والكشف عن كلّ العناصر الّتي قد تكون ساهمت فيها تصوّرا وإعدادا وتنفيذا، وتقديم الدّعم والتّعاون التّامين مع الأجهزة الفرنسية في هذا المجال.
مكافحة التطرف العنيف
كما شدد رئيس الحكومة على أهميّة تضافر كلّ الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والتوقّي من تداعياتهما الخطيرة على أمن واستقرار الدول والشعوب والتمسك بقيم التسامح والاعتدال والحوار كقيم مشتركة للإنسانية جمعاء، وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الحكومة. ويذكر أن مهاجما كان قتل، صباح الخميس الماضي، ثلاثة أشخاص، من بينهم امرأة قطع رأسها، في كنيسة في مدينة نيس، في واقعة وصفها رئيس بلدية هذه المدينة بالعمل الإرهابي، مضيفا أن الشرطة ألقت القبض على المهاجم الذي تم نقله للمستشفى بسبب إصابته. هذا وتولت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتونس فتح بحث عدلي في شبهة ارتكاب تونسي لجريمة إرهابية نتج عنها قتل وجرح أشخاص خارج حدود الوطن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115