الى عموم النهضاويين ولا إلى رئيسها فقط تشرح فيها مضمون الرسالة السابقة ولكن الاهم إعلانها ان الحسم سيكون في المؤتمر الـ11 بعد ان تعذر حل الخلاف بشكل ودي.
بتاريخ الـ10 من أكتوبر الجاري توجهت مجموعة الـ100 برسالة غير ممضاة الى «عموم الاخوة من ابناء الحركة» وفق عنوانها، والهدف منها ان تشرح للمنخرطين في الحركة اهداف مجموعة الـ100 ورسالتها التي سلمت الى رئيس الحركة في وقت سابق وتعلقت بالتداول القيادي في الحركة واحترام الفصل 31 من قانونها الاسياسي.
رسالة غير رسمية وغير ممضاة باسم المجموعة، لكن زبير الشهودي اكد في تصريح لـ«المغرب» انها صادرة عن المجموعة التي يشاركها الراي، وانها تمثلهم باعتبار انها جاءت كحاشية لنص، اي كحاشية للرسالة الاولى والهدف منها شرح بعض التفاصيل ودرء اللبس الحاصل لدى بعض ابناء الحركة وفق اشارته.
فالرسالة الجديدة جاءت وفق مضمونها وتصريح الشهودي لتاكيد معان وتوضيح اخرى والإجابة عن اسئلة اثارتها الرسالة السابقة كذلك المخاوف والمحاذير لدى البعض بشان وحدة الحركة. في اشارة الى مضمون الرسالة السابقة التي تضمنت تلميحات بإمكانية ان يدفع التمديد لرئيس الحركة الى استقالات جديدة في الحركة وتهديد وحدتها.
مخاوف حرصت الرسالة على ان تبددها وان تجيب على جملة من التساؤلات ولكن الاهم ان تهيئة ارض المعركة القادمة التي ستكون في قاعة المؤتمر الـ11 الذي تتمسك المجموعة بعدم تأجيله او الذهاب اليه بتعديل للقانون الاساسي للحركة بما يسمح بتمديد العهدة الرئاسية لراشد الغنوشي لدورة ثالثة فاكثر .
الرسالة التي يصفها الشهودي بانها حاشية ومكملة للرسالة السابقة تضمنت عدة نقاط مهمة، سواء منها الاعلان عن نية رئيس الحركة الترشح للانتخابات الرئاسية في 2024 او تعقيبا على نصا داخلي منسوب اليه تضمن ردا على الرسالة الاولى وما حملته من اتهامات واوصاف لمجموعة الـ100 من بينها «الانقلابيون» مع تشبيههم بالعساكر.
تفاصيل عدة حملتها الرسالة لكن الاهم فيها لم يكن التعقيب على رد «الشيخ» ولا على حملات «الشيطنة» التي تعرضوا اليها، بل ما حملته من مؤشرات واضحة عن تصعيد المعركة وان كانت اللغة المستعملة سلسة تحرص على ان تستمد من معجم «الاخوة» و«المحبة» وتنتقى الكلمات انتقاء .
اهم ما في الرسالة الاعلان عن وجود تحول في ادارة الخلاف صلب الحركة وان رسالة الـ100 ليست الا فصلا زمنيا بين مسارين، ما قبل الرسالة وما بعدها، فما قبل الرسالة هو مسار ودى يبحث عن توافق ويقبل بالتنازلات من اجل الوصول الى الاصلاح في ظل محاذير واكراهات عديدة اما ما بعد الرسالة فهو مسار مختلف كليا «لن يقبل فيه بالتراجع عن الاصلاح» وفق الشهودي في تصريحه لـ«المغرب».
مسار جديد لا يجعل من احترام الفصل الـ31 للحزب عنوانا له بل يجعل من حوكمة الحزب وطريقة ادارته من قبل القيادة الحالية محل خصام وخلاف، فالشهودي وهو يعبر عن نقاشات مجموعة الـ100 قال انهم يرغبون في «حزب معاصر بمواصفات الاحزاب المعاصرة» لا حزبا يتضمن شبهة او يدور في فلك شخص.
حزب تدعو اليه مجموعة الـ100 يصفه الشهودي بانه «حزب مدني ديمقراطي واضح المعالم دون اي مواربة او اي سيناريو اخر مرفوض» حزب يمزج بين الاسلام والحداثة، صيغة قال ان المجموعة متمسكة بها مثل تمسكها بوحدة الحزب التي وقع التشديد عليها في الرسالة الجديدة.
رسالة هدفت الى تغيير الصورة التي علقت بمجموعة الـ100 لدى جزء من قواعد الحركة وتبديد مخاوف تعززت بعد تصريحات عماد الحمامي الاخيرة التي تطرقت الى خلافات في الموقف السياسي وبينت الحركة عن انها منقسمة الى حزبين، لذلك كانت الرسالة تهدف الى تغيير هذه الصورة وابراز حرص مجموعة الـ100 على تماسك النهضة ووحدتها ولكن مع حسم الخلافات التي اجلت ورحلت لسنوات.
خلافات كشف منها فقط الخلاف بشأن الفصل 31 من القانون الاساسي وحوكمة الحزب وتنزيل قرارات مجلس الشورى وخياراته السياسية من قبل الجهاز التنفيذي الذي يراسه «الشيخ» وغيرها من النقاط التي باتت معلومة.
لكن كشفها يهدف بالاساس لتهيئة ارضية للمقارنة بين «عقلين سياسيين» عقل تمثله مجموعة الـ100 التي حرصت وعلى تنجنب مس وحدة الحركة او المس من الاشخاص وعقل مخالف لها تعمد القيام بكل شيء فقط لضمان التمديد وان بالإكراه والتشويه.
عقل يرى ان النهضة تحتاج الى اصلاح وخاصة جانب الحوكمة فيها مقابل اخر يريد ان يجعل الحركة مرتهنة بشخص وتدور في فلكه رغم كل الأخطاء التي سجلت وتحاشت المجموعة التطرق اليها قبل انعقاد اشغال المؤتمر.
مؤتمر يبدو انه سيكون مفصليا في تاريخ النهضة التي ستدخل اشغاله والصراع داخلها بلغ مرحلة اللاعودة هذه المرة ، اذ وفق كلام الشهودي فان المجموعة متمسكة بالإصلاح ومتمسكة بمعالجة الملفات العالقة وستدافع عن ذلك بكل الأدوات التي تسمح بها القوانين الداخلية للحركة وقوانين البلاد.
مجموعة وصفها الشهودي بأنها «اصيلة ومتأصلة» في الحركة وتمثل كل مؤسساتها وهياكلها كما تضم شخصيات ذات ثقل انتخابي داخل الحركة، ستتجه الى المؤتمر الـ11 للنهضة بهدف حسم الجدل بشان الحوكمة الداخلية فيها واصلاح الحزب ملف تراهن هذه القيادة على ان توكله للقيادات الجديدة التي سيفرزها المؤتمر.
رسالة تنظر اليها مجموعة اخرى في الحركة على انها تصعيد ودليل على «المأزق» الذي وقعت فيه مجموعة الـ100 وفقدانها لمصداقيتها صلب الحركة خاصة وان رئيسها وفق المناصرين له لم يتورط في الجدل ولم يتدخل في الخلاف وظل بعيدا عنه، رغم الرسالة المنسوبة اليه او الاتهامات التي تضمنتها الرسالة الجديدة
رسالة جديدة اعلن فيها ان حسم الجدل قبل الذهاب الى المستمر بات امر مستحيلا وان الخلاف سيعالج في قاعة اشغاله، والقصد هنا ان النهضة ستقبل في مؤتمرها الـ11 على محطة مفصلية في تاريخها أي كانت نتائج المؤتمر والجهة المنتصرة فان النهضة لن تكون كما كانت من قبل.