كورونا.. 1308 إصابة جديدة والعدد الجملي يقترب من 20 ألف حالة: دوريّات عسكريّة وأمنية لفرض حظر الجولان.. الصرامة في تطبيق الإجراءات وقرارات جديدة في الأفق

يوم بعد آخر تسجل البلاد ارتفاعا غير مسبوق في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا والتي قارب عددها الجملي 20 ألف إصابة

بعد تسجيل 1308 إصابة جديدة بتاريخ 30 سبتمبر المنقضي ويوصف الوضع الوبائي بالخطير جدا خاصة وأن المعدل اليومي للإصابات بات يفوق 1000 إصابة يوميا إلى جانب ارتفاع عدد الوفيات والذي وصل إلى 271 وفاة، وأمام خطورة الوضع تتالى الدعوات والتحذيرات والتوصيات بضرورة الالتزام بالبرتوكولات الصحية وارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، كما أن عدة ولايات قد أقرت حظر الجولان لمدة 15 يوما، علما وأن رئيس الجمهورية قيس سعيد القائد الأعلى للقوات المسلحة قد أمر بتسيير دوريات عسكرية مشتركة إلى جانب قوات الأمن الداخلي، وذلك لفرض تطبيق حظر الجولان في المناطق التي أعلن فيها والتي من بينها ولايتا سوسة والمنستير ومدينتي سيدي بوزيد والسبالة.
وفق آخر تحيين للوضع الوبائي نشرته وزارة الصحة أمس، فقد حصلت بتاريخ 30 سبتمبر المنقضي 1308 إصابة جديدة بفيروس كورونا من مجموع 4991 تحليل مخبري، ليرتفع العدد الجملي للمصابين إلى 19721 إصابة، وأكدت الوزارة في ذات البلاغ أن العدد الجملي للمرضى الذين يتم التكفل بهم في المستشفيات حاليا يبلغ 347 مريضا 99 منهم في العناية المركزة و41 تحت جهاز التنفس الاصطناعي ليرتفع العدد الجملي للمرضى الذين تمّ التكفل بهم بالمستشفيات منذ شهر فيفري إلى غاية 30 سبتمبر إلى 1005 مصابا. هذا وبلغ عدد الوفيات في نفس الفترة 271 حالة وفاة.
اتخاذ إجراءات رادعة
دخلت البلاد في مرحلة العدوى المجتمعية ولئن تتالت الدعوات إلى الحجر الصحي الشامل فإن وزير الصحة فوزي مهدي قد أكد أنه لا مجال لفرض حجر صحي شامل وستعمل الوزارة بالتنسيق مع وزارة الداخلية ووزارة الشؤون المحلية وكافة المتدخلين في المجال على تطبيق كلّ الإجراءات ومختلف البروتوكولات الصحيّة لاسيما في الأماكن العامّة وفي المقاهي والمطاعم ودور العبادة وسيتمّ اتخاذ إجراءات رادعة ضدّ من يتساهل مع تطبيق الإجراءات الوقائية وقد سبق وأن تمّ اتخاذ جملة من الإجراءات التي أعلن عنها مؤخرا، ليشدد على أن قرارات جريئة وحازمة سيتم الإعلان عنها في الساعات القادمة للحدّ من انتشار الفيروس قد يكون من ضمنها فرض الحجر الصحي على جهات محدّدة تكثر فيها حلقات العدوى الأفقيّة. وبين أن مقاربة الوزارة ترتكز على 3 محاور أساسية في التعاطي مع انتشار الفيروس وهي الجاهزية -أي جاهزية الدولة- والصرامة في تطبيق البروتوكولات الوقائية والتعايش الحذر مع الفيروس.
الحصيلة أكبر من العدد المعلن عنه
في ذات السياق أكد عضو لجنة مجابهة فيروس كورونا الحبيب غديرة لـ«المغرب» أن الفيروس بصدد التفشي بسرعة كبيرة في المجتمع ككل والحصيلة يمكن أن تكون أكبر مما تمّ الإعلان عنه باعتبار أن العدد المعلن عنه تمّ بناء على تحاليل مخبرية تمّ إجراؤها للمصابين والحال أنه يوجد أشخاص مصابون بالفيروس ولديهم أعراَض الإصابة ولكنهم لم يجروا التحاليل والتزموا بالحجر الصحي الذاتي لمدة 10 أيام مع الالتزام بالإجراءات الوقائية، مضيفا أن 5 % من حالات الإصابة مستعصية وتستدعي الإقامة بالمستشفى و1 % يحتاجون إلى الإنعاش، واعتبر أن هذه النسب يمكن التكفل بها في المستشفيات ولكن إذا بلغ العدد الآلاف ففي هذه الحالة سيتم تجاوز طاقة الاستيعاب، فالمنظومة الصحية في البلاد ليست لديها الأسرة الكافية .
إجراءات تعزيزية
وبين أن الإشكال يكمن حاليا في التفشي السريع للفيروس والهياكل الصحية تحرص على ضمان الحياة لكل المصابين وكل التدخلات الطبية تتم بعد تقييم للحالة الصحية للمريض والأضرار المنجرة عن التدخل، وشدد على أن الإجراءات التي تعطي النجاعة بنسبة 80 % هي ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وغسل الأيدي أما بالنسبة لبقية الإجراءات فهي إجراءات تعزيزية على غرار حظر الجولان والحجر الصحي الجزئي، إجراءات لا يمكن اعتمادها وحدها دون الإجراءات الوقائية، وأهم آلية هي الحجر بالكمامة والتي تحمي الجميع، وعلى كل المواطنين تحمل المسؤولية والالتزام بإجراءات السلامة.
23 منطقة «حمراء»
وبخصوص المعتمديات المصنفة بـ«المناطق الحمراء»، قال غديرة إن عددها يتزايد يوم بعد يوما وقد وصل عددها إلى 23 معتمدية في أغلب الولايات باستثناء ولاية سليانة على غرار المنستير وسوسة وجندوبة وقفصة وقبلي وغيرها من الولايات التي سجلت بعض معتمديتها 250 إصابة على 100 ألف ساكن، وأضاف أن المعدل الوطني هو 50 إصابة على 100 ألف ساكن لكن 23 معتمدية سجلت 250 إصابة على 100 ألف ساكن وهناك ولايات قد أقرت حظر الجولان على غرار المنستير وسوسة. ويشار الى أن القائمة قد تشمل ولايات أخرى قد تعلن فرض حظر الجولان في الساعات القادمة.
مخاطر في عدم التّمكن من إسداء العلاج للمرضى
هذا وشددت المنسقة الوطنية لبرنامج مكافحة فيروس كورونا والناطقة باسم وزارة الصحة نصاف بن علية في تصريحات إعلامية لها على ضرورة الالتزام بالبروتوكول الصحي وتطبيقه بحزم خلال هذه الفترة الصعبة خصوصا وضع الكمامة للتقليل من عدد الإصابات والحد من الوفيات. قالت بن علية، « إنّ الوضع الوبائي حرج جدا ويفرض التّدخل السّريع لتطويق الفيروس، و الأرقام المسجّلة حاليا والتّي بلغت أكثر من 1000 إصابة يوميا قياسية» مشيرة إلى أن الوضع الحالي، يشهد ارتفاعا في عدد بؤر انتشار المرض التّي قدرت في آخر إحصاء بحوالي 20 بؤرة، وأنّ عدم تفعيل إجراءات التّوقي قد يكبد البلاد خسائر اجتماعية واقتصادية مع وجود مخاطر في عدم التّمكن من إسداء العلاج للمرضى، مشدّدة على ضرورة التّعجيل باتخاذ إجراءات ناجعة لاحتواء الفيروس من خلال تطبيق قواعد السّلامة المتمثّلة في التباعد الجسدي وارتداء الكمامات والغسل المستمر للأيدي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115