من احد المطاعم المطلة على اقسام المستشفى، مشهد يتكرر كل اربعة ايام في الاسبوع، ضجيج على مسمع ومرأى الدولة التونسية وسلط الاشراف التي عجزت عن إلزام مطعم سياحي باحترام القانون والتراتيب البلدية وتركت ضحايا الضجيج بمفردهم.
في نهاية الاسبوع الفارط وعند مفترق الطريق بين شارع خالد ابن الوليد والطريق الوطنية رقم عشرة، يتصاعد صوت الغناء والموسيقى الصاخبة من مطعم سياحي يقع قبالة مستشفى المنجي سليم وهو منتصب في حي سكني في مخالفة للتراتيب البلدية القانون المنظم لنشاط المقاهي والمطاعم السياحية.
تراتيب بلدية تتضمن قرار عدد 276 لسنة 2007 متعلق بالتصدي لظاهرة الضجيج والقانون عدد 11 لسنة 1997 والامر عدد 1428 لسنة 1998 وكلها قرارات تتضمن منع باتا لاستغلال الفضاءات الخارجية للمحلات المفتوحة للعموم لاقامة حفلات فنية، كما يحجر استعمال مضخمات صوت داخل المحلات التي تحصلت على تراخيص لاقامة حفلات موسيقية.
لكن هذه التراتيب وقعت مخالفتها من قبل مطعم سياحي على بعد امتار من اقسام الاستشفاء بمستشفى المنجي سليم بالمرسى كما انه منتصب في حي سكني، اذ تقام حفلات فنية فيه باستخدام مكبرات الصوت التي تبث موجات صوتية اضعاف ما هو مرخص به.
مطعم سياحي يقيم سهرات وحفلات إلى ساعات الصباح الباكر ايام الخميس والجمعة والسبت والاحد، قال عنه معز بوراوي رئيس بلدية المرسى انه تم ابلاغه والتنبيه عليه في مناسبة سابقة.
تبيه البوراوي يستند الى الفصل 264 من مجلة الجماعات المحلية المتعلق بالأحكام المشتركة وتحديدا في باب البلدية على انه «يتولى رئيس البلدية ومن يكلفهم بذلك تنفيذ القوانين والتراتيب الجاري بها العمل بالمنطقة البلدية وإسناد التراخيص في مجال التعمير إلا ما أسند لغيره بمقتضى القانون والقيام بكل الوظائف التي يسندها القانون لرئيس البلدية».
اقرار البوراوي باقامة المطعم لحفلات يرافقه نفى لتلقي أي شكوى تتعلق بصدور ضجيج عن مقاهي متواجدة بالقرب من مستشفى المنجي سليم بالجهة موضّحا أن البلدية تحرّكت منذ الصائفة كسائر البلديات، حيث التقت بجميع أصحاب المقاهي والمطاعم وأعلمتهم بالإجراءات المتبعة والمتعلّقة خاصة بتوقيت السهرات وغيرها وقال في ذات السياق «قام المجلس البلدي بالمرسى من تلقاء نفسه مؤخرا بالتصدى لإحدى التجاوزات التي قام بها احد المطاعم بالمرسى بالقرب من مستشفى المنجي سليم والذي تم إحداثه منذ 30 سنة ،تم توجيه تنبيه في الغرض»
هذا ونفى بوراوي وجود أي تشك صادر عن المستشفى بسبب الضجيج وفي صورة وجود مثل هذا النوع من التشكيات فلن نسكت عنه وسنتحرّك في الإبان فلا احد فوق القانون خاصة وان المستشفيات تأوي مرضى» وأضاف محدثنا «ربما تكون هناك تشكيات من المواطنين لم يكن لنا بها علم»
أما بخصوص التدابير والإجراءات التي تضمنتها مجلة الجماعات المحلية و المتبعة في المقاهي والمطاعم والنزل وخاصة منها المتواجدة بالمناطق السكنية قال بوراوي «تم اتخاذ عديد الإجراءات وأعلمنا بها أصحاب المقاهي والمطاعم خاصة فيما يتعلق بالتوقيت في انتظار وصول شحنة مجموعة من الآلات المخصصة لقيس مدى ارتفاع الأصوات sonomètre ) ( حيث من المنتظر أن نتسلمها في غضون شهر ونصف تقريبا من خارج تونس وسيتم تطبيقها على الجميع وتفعيل الضابطة العدلية لأن مثل هذه المسائل لا يمكن السكوت عنها باعتبارها مخالفة للقانون وقد قامت بلدية المرسى بالتدخل سابقا في عديد الحالات واتخذت جملة من العقوبات ضدّ مخالفين حتى كبار المستثمرين منهم لأن القانون يطبّق على الجميع»
وفي الأثناء يتواصل الضجيج بصفة شبه يومية ويطال مرضى المستشفى ومئات العائلات المجاورة وذلك على مرأى ومسمع من الجميع بما في ذلك الفرق الأمنية القارة بالمكان !.