ويبدو ان الأمر حصل اثر اجراء تقييم أدى إلى الإقالات المتتالية من قبل رئيس الجمهورية بين الفترة والأخرى ...
لم تمر سوى بعضة أشهر على تسمية قيس القبطني، سفير تونس لدى الامم المتحدة خلفا لمنصف البعتي في فيفري المنقضي والذي اثارت اقالته «بسبب التقصير» جدلا واسعا، وقد تمت دعوة القبطني الى «مركز ديبلوماسي اخر» في اطار الاعداد للحركة السنوية للبعثات الدبلوماسية الا ان المعنى بالامر أكد ان القرار وصل اليه بطريقة غير رسمية وانه يجهل اسبابه ودوافعه .
وقد أثار الحدث الجدل وبالرغم من توضيح مصادر من رئاسة الجمهورية أصدرت وزارة الشؤون الخارجية امس بلاغا بخصوص هذا القرار وشددت من خلاله على أن قرار نقلة مندوب تونس الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة إلى مركز دبلوماسي آخر، تم إتخاذه في إطار الحركة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية الدائمة والقنصلية وفي إطار سلسلة من النقل الروتينية لبعض السفراء كإجراء يندرج ضمن السير العادي للمسارات المهنية وفي ضوء رؤية وتوجهات تتماشى مع مصالح الدولة ومتطلبات العمل الدبلوماسي والتعاطي مع التحديات التي تواجهها بلادنا وفق نص البلاغ..
لكن الوزارة في بلاغها اشارت الى اجراء تقييم لعمل القبطى والذي يبدو انه لم يكن تقييما «ايجابيا» حيث اوردت الخارجية في بلاغها أن مسألة نقلة المندوب الدائم لتونس بنيويورك تمّت في إطار تقييم شامل ومعمق أجرته الإدارة المركزية على مستوى إدارة الموارد البشرية والتصرف الإداري والمالي وتقييم المردود المهني للمعني ومدى التزامه بالأهداف الدبلوماسية المرسومة للبعثة، كما اشارت في ختام بيانها الى أن خدمة مصالح تونس العليا وصون صورتها وتعزيز مصداقية مؤسساتها تظلّ في مقدمة الواجبات المحمولة على ممثلي الدولة في الخارج والمعيار الاساسي لتقييم مردودهم ومدى احترامهم لمواقعهم.
وتبعا لردود الافعال التى تلت هذه «الاقالات المتتالية» وقد أعلن القبطني عن استقالته من العمل الديبلوماسي وردت الوزارة أن ذلك لن يؤثر على مردود المندوبية الدائمة لتونس بنيويورك بل ستسمح بإضفاء أكثر أريحية ونجاعة على نشاط البعثة التي تزخر بكفاءات عليا أثبتت جدارتها ومهنيتها منذ تولي تونس موقع عضو غير دائم في مجلس الامن.