حقوق المرأة وحقوق تونس الحديثة من «الاخوان» ومن تزييف تاريخها اثناء اعادة كتابة التاريخ ليتناغم مع مرويتها .
امتدت احتفالات الحزب الحر الدستوري بيوم 13 اوت بعيد المرأة على اكثر من ثلاث ساعات في قصر المؤتمرات بالعاصمة، وقد توافد المئات على قاعته للاستماع الى رئيسة الحزب عبير موسى وهي «تخطب» فيهم وتبين الفروق بين الزمن السابق والزمن الحالي.
زمن راهن حرصت موسى على ابراز مساوئه ومقارنتها بالقديم، الذي قالت انه يمتد منذ دولة الاستقلال الى غاية 2011 وهي تتمسك بان ما شهدته تونس ليس ثورة بل امتدادا لمؤامرة خارجية قادتها الولايات المتحدة الامريكية لخراب الدول العربية، وهنا استعانت موسى بمذكرات «هيلاري كلنتون» المزعومة التي تشير فيها الى دور الولايات المتحدة الامريكية في الثورات العربية.
عبير موسى رئيسة الدستوري الحر ورئيسة كتلته في البرلمان اعادت امس كتابة التاريخ في تونس، خاصة في سنواته العشر الاخيرة، وأعادت ترتيب احداثها لتتلاءم مع مرويتها انطلاقا من الدفاع عن تونس وحداثتها وعن المرأة وحقوقها التي قالت انها مهددة من قبل من حملتهم الثورة الى الحكم. والقصد هنا حركة النهضة.
حقوق مهددة وفق موسي لا فقط من النهضة بل من بقية الاحزاب التي تجعل من حقوق المرأة شعارات لا يقع تطبيقها وقد قام حزبها بترشيح 9 نساء لرئاسة قائمات في الانتخابات التشريعية السابقة كما رشح امرأة للانتخابات الرئاسية، وهو ما لم يقم به حزب غيره كما انه اكثر حزب رشح نساء كرئيسات قائمات.
هنا انتقلت موسى للحديث عن غياب المرأة عن دوائر القرار خاصة في الجانب السياسي وعدم تشريكها في الحكومة، اضافة الى تعمد القائمين على الدولة التونسية حاليا اهدار مكاسب المرأة ومكاسب التونسيين عموما وعدم احتفائهم بالأعياد الوطنية على غرار عيد المرأة الذي قالت انها انتظرت من رئاسة الجمهورية ان تقيم حفلا وتعلن فيه عن معيطات ومبادرات لكن الرئيس كالبقية لا يعترفون بالأعياد الوطنية كما كان يحصل في السابق.
إعادة كتابة التاريخ هو ما دفع بعبير موسى امس الى تجنب الخوض في ما قدمه النظام السابق للمرأة وحضورها، معتبرة ان القديم «ميهمناش فيه» فتونس وحزبها اليوم يعملان من اجل التقدم والتطور في المرحلة القادمة التي كان لها نصيب من خطاب عبير.
وككل الخطابات لم يغب عن موسى الحديث عن الثورة وكيف انها مؤامرة لكنها في هذه المرة اختارت ان تتوجه الى الاحزاب التي تنتمي الى عائلتها السياسية خاصة الدستورية، التي قالت ان الخلاف معها يتعلق بان الدستوري الحر يرفض الاقرار بان ما حدث في تونس ثورة ولكنهم يرون عكس ذلك. وبعضهم امضى زعيمهم على وثيقة جنبا الى جنب مع براك اوباما ، في اشارة الى محسن مرزوق لتستمر وتطالب من يقول ان هناك ثورة في تونس ان يبرز ما قدمته الثورة للتونسيين اذ يفترض بالثورة ان تجعل الوضع في تونس افضل من السابق، لذلك فهي تطالب من هم من عائلتها السياسية ولكنهم خصوم سياسيون لها او مختلفون عنها اما بان يقدموا قائمة الوعود التي ترافقت مع الثورة او ان يقفوا على ارضية الدستوري الحر والاقرار بان تونس ليست على الطريق الصحيح وعليهم اعادة تونس للتونسيين، والقصد هنا انهاء قوس الثورة.