التي صوتت بسحب الثقة من الغنوشي الذي يأمل اليوم انه وبنزع احدى فتائل التوتر سيكون قادرا على شق الصف المناوئ له عملا بمقولة ان «تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي أبدا» .
على الرغم من خطاب قادة حركة النهضة الاحتفالي والمتمسك بمروية الانتصار في علاقة بجلسة سحب الثقة من رئيس مجلس النواب ، المنعقدة الخميس 31 جويلية الفارط- أعلن الحبيب خضر مدير ديوان رئيس المجلس امس عن استقالته من مهامه ناشرا نص الاستقالة التي سلمها يوم الخميس الفارط ووقع ختمها وقبولها من قبل الغنوشي امس.
استقالة قال الحبيب خضر انها «اختيار منه» لكنه نسق مع رئيس البرلمان قبل المضي فيها، والسبب الذي دفعه الى هذه الاستقالة وفق مضمون تدوينة نشرها على حسابه بـ«الفايسبوك» هو محاولة التقليل من الاستهداف الذي يتعرض له رئيس المجلس، حيث قال خضر «في هذه المدة كان هناك عنوان واضح لا تخطئه العين ، وهو الاستهداف المكثف للسيد رئيس المجلس وقد نالني بالتبعية شيء من ذلك».
اقرار الحبيب خضر انه كان محل نقد من قبل الكتل البرلمانية وان كان ذلك في شكل تظلم يعتبر انتقاد سلوكه وما مارسه «استهدافا» رغم ما اعتبره نجاحا للبرلمان تحقق في عمله خلال الاشهر الثمانية الماضية معتبرا انه ساهم في هذا النجاح ويامل ان يستمر ذلك، ليختتم نص استقالته بتوجيه الشكر الى رئيس البرلمان على الثقة التي وضعها في شخصه.
استقالة قدمت على انها اختيار شخصي من مدير الديوان الذي يرغب في انهاء مهامه بالمجلس، لكن تتبع فتات الخبز الذي نثره قادة حركة النهضة سواء قبل جلسة سحب القة او بعدها يكشف انها لم تكن طوعية كليا بل الارجح ان الرجل سأل الرحيل من المجلس لتخفيف التوتر والحد من الضغط المسلط على رئيسه.
فالحركة وقبل اسابيع عدة كانت تلمح للكتل الغاضبة من سلوكيات الحبيب خضر وما تصفه بـ«التجاوزات» ان خضر سيغادر قريبا وان الشيخ قد اتخذ هذا القرار ولكنه يرغب في ان يقدم مخرجا «مشرفا» لمدير ديوانه يبدو انه تزامن مع العطلة البرلمانية وسقوط لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان.
فالنهضة وأساسا رئيسها راشد الغنوشي يدركان بشكل جلي ان احد عوامل توتر الوضع في مجلس النواب وتصاعد حدّة الخلافات بينها وبين كتل لا تعاديها بشكل قطعي، التيار الديمقراطي وتحيا تونس بالاساس، هو ادارة الحبيب خضر للمجلس ومحاولته التاثير في القرارات السياسية للبرلمان.
محاولات كانت احد الركائز التي استغلها الحزب الدستوري الحر ورئيسته عبير موسى لتعزيز هجومها على رئيس المجلس وحركة النهضة بتصيد كل الاخطاء التي وقع فيها خضر، ومنها التدخل لالغاء اجراء الامن الرئاسي المتعلق بمنع احد مرافقي كتلة ائتلاف الكرامة من الدخول للبرلمان.
تدخل كان فاتحة مواجهة مباشرة بين الدستوري الحر والحبيب خضر منذ شهر، وقد ترتب عن ذللك تصاعد حدة التوتر الذي بلغ مرحلة المناداة بسحب الثقة من رئيس المجلس راشد الغنوشي، طلب كان من ابرز دوافعه تواجد الحبيب خضر في ادارة المجلس.
حينها بحثت النهضة عن احتواء الغضب طورا والتصعيد الخطابي طورا اخر قبل ان ينتقل الامر الى ما بلغه من تجاذب انتهى الى جلسة الخميس 31 جويلية 2020 وما رافقها من احداث وتداعيات التقطتها حركة النهضة التي باتت تدرك ان الاستمرار بذات العناصر والخيارات سيؤدي بها الى منزلق جديد.
فالحركة وان تمسكت بمروية الانتصار والنجاح الا انها تدرك جيدا انها حشرت في الزاوية بعد ان توسعت قائمة المناوئين لها، وان تحالفها مع قلب تونس قد لا يقيها ويقيه شر الارتدادات السياسية لجلسة منح الثقة، لذلك فهي ترغب في نزع اكبر قدر ن عوامل التوتر بهدف تخفيف الضغط عن رئيسها .
وهنا كان الخيار ان يرحل الحبيب خضر من منصبه وان يحمل ضمنيا كل الاخطاء التي جرت في ادارة المجلس مع الامل ان يكون هذا كافيا لإرضاء جزء من المناوئين بل وقلب تونس الذي سيسوق الامر بشكل غير رسمي على انه انتصار له ولعقلانيته السياسية.
تضحية يبدو انها قد تحقق بعضا من المراد منها وهو منح قلب تونس «بضاعة» يسوقها لانصاره وقادته لكنها قد لا تكون كافية لفك تقاطع غير مباشر بين كتل جمعها رفضها لاستمرار الغنوشي في ادارة البرلمان.
استقالة مدير ديوان رئيس مجلس النواب: هل أنّ هذا كاف لحماية الغنوشي ؟
- بقلم حسان العيادي
- 09:43 08/08/2020
- 1889 عدد المشاهدات
أُعلن امس عن قبول استقالة الحبيب خضر مدير ديوان رئيس المجلس من مهامه في توجه يبدو جليا ان المراد منه فك تقاطع الكتل