هذا الطرح الذي تتبناه حركة النهضة لا تذهب اليه بقية مكونات ويرفضه الائتلاف الحاكم من حركة الشعب الى التيار الديمقراطي وحركة تحيا تونس وتعتبر أنه «حق اريد به باطل».
العلاقة المتوترة بين مكونات الائتلاف الحاكم لم تعد خفية على احد وخاصة بين حركة النهضة وحركة الشعب والنهضة والتيار الديمقراطي ويتم تبادل التهم بين الحين والاخر، العمل الجماعي على المستوى الحكومي قد يكون افضل نظرا لحساسية الوضع الصحي في البلاد، مقارنة بالعمل البرلمانى حيث تقدم مقترحات من كتلة تطعن فيها كتلة اخرى من نفس الائتلاف الحاكم ويتم تبادل التهم والشتائم ...
لكن اخر التصريحات لقيادات حركة النهضة حول إمكانية توسيع الائتلاف مع احزاب اخرى في اطار سعي حركة النهضة الى تكوين حكومة وحدة وطنية والتي تتكون اليوم من حركة النهضة التيار الديمقراطي وحركة الشعب وتحيا تونس والبديل التونسي، وقد توترت الاجواء اكثر فاكثر واجمع التيار وتحيا والشعب على ان النهضة تسعى الى التشويش على الحكومة والى إرباك عملها وفرض التحالف البرلمانى مع قلب تونس وائتلاف الكرامة .
هشام العجبوني رئيس الكتلة الديمقراطية عبر في تصريح لـ«المغرب» عن استغرابه من الحديث عن توسيع الائتلاف الحكومي في هذا الظرف مع حكومة لم تمر على توليها مهامها سوى بعض الأسابيع معتبرا انها دعوة غير مبررة و«حق اريد به باطل» مذكرا حركة النهضة انها فشلت مع حكومة الحبيب الجملى في ما تريده اليوم وهي حكومة وحدة وطنية وان التيار سبق وان رفض وانها حاولت ذلك مع حكومة الياس الفخفاخ ولم تنجح ايضا ، مذكرا ايضا بحكومة «التوافق المغشوش» لسنة 2014 وبالتالى النهضة تحاول تعويم المسائل
ويرى العجبوني ان النهضة تعتبر ان هذه الحكومة ليست حكومتها باعتبار ان الياس الفخفاخ اقترحه التيار وتحيا تونس واختاره رئيس الجمهورية وبالتالى تريد تحويل التحالف البرلمانى بينها وبين قلب تونس الى تحالف حكومي لتحافظ على مكاسبها في البرلمان من رئاسة البرلمان الى السيطرة على مكتب المجلس باعتبار ان النائب الاول تايع لقلب تونس مع وجود ائتلاف الكرامة المساند لها
العجبوني اكد ان النهضة ممثلة في الحكومة وولكنها تعارضها في البرلمان وهذا ما لا يمكن ان يتواصل وفق النائب وما تدعو اليه النهضة غير مبرر ومرفوض والهدف منه تحويل التحالف البرلمانى الى تحالف حكومي واضعاف وزن بقية مكونات الائتلاف.
من جهته شدد النائب وليد جلاد عن كتلة تحيا تونس في تصريح لـ«المغرب» ان ما تسعى اليه النهضة «حق اريد به باطل» وان الحكومة اليوم في حاجة الى حزام سياسي ودعم برلمانى كبير وفي حاجة الى تضامن ووحدة وطنية حقيقية لا بعدد الاحزاب واعتبر ان هذه الدعوة تهدف الى التشويش ومناورة سياسية تستهدف الحكومة تحت كلمة حكومة وحدة وطنية .
حركة الشعب التي أكدت على لسان قياداتها رفضها لذلك وشددت في بيان لها على تمسكها بالوثيقة التعاقديّة التي تشكلت على أساسها الحكومة الحاليّة وانها ستكون داخل الحكومة صمّام أمان امام أي محاولة لاستثمار الأزمة لمصالح حزبيّة أو أي عودة لمنطق الغنيمة .