في أكثر من مناسبة إصدار بيان توضيحي في الغرض اخر هذه الفتاوى التى كانت حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة الماضية كانت حول صيام رمضان من عدمه في الحجر الصحي الشامل ...منتقدين التدخل في مسائل طبية عملية من جهات غير رسمية مما يجعل المواطن عرضة للتأثر بها.
بغض النظر عن موضوع الفتوى وهو صيام رمضان في فترة الحجر الصحي -والذي يعتبر متعلقا بالوضع الصحي لكل شخص فقط ووفق ما ينصح به طبيبه المباشر سواء في زمن الكورونا او غيره واعتبارات شخصية اخرى- منذ ظهور فيروس كورونا نشر عدد من مدرسي جامعة الزيتونة بيانات لها صلة ببعض المسائل التى أثارت جدلا ومنها على سبيل المثال غسل المتوفى بفيروس كورونا خاصة اثر رفض عدد من المواطنين دفن متوفيين بالفيروس ورمي أعوان الدفن بالحجارة،كما اصدرت هذه الجهة مرة اخرى بينا حول صيام شهر رمضان « تحت مسمى بيان شرعي وأشاروا فيه تاثير الصوم من عدمه على مناعة الفرد باعتبار انه كلما كانت مناعة الشخص قوية كانت مقاومته للفيروس افضل وافتوا ان الصوم يقوى مناعة الفرد..
ومن هذا المنطلق انتقد رواد المواقع الاجتماعية التدخل الواضح لهذه المجموعة في كل مرة ونشر بيان «شرعي» والسعي للاستيلاء على مهام ديوان الافتاء والمؤسسات الرسمية للدولة في الوقت الذي تترك فيه هذه المسائل للاطباء فضلا عن ضرورة الابتعاد عن اثار مواضيع واصدار فتاوى من جهات غير رسمية في فترة حساسة .
من جهته علق المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة في بيان له على ما يصدر من عدد من مُدرّسي جامعة الزيتونة مرّة أخرى وما يقدمون من فتاوى جديدة، واعتبر ان هؤلاء المدرسون تجاوزوا هذه المرّة مهمّة الإفتاء في الدين التي يُحاولون الاستيلاء عليها وافتكاكها من السلطة الدستورية التي يمسك بها رسميّا مفتي الجمهورية، ليُحاولوا الاستيلاء على السلطات العلمية في مجال الطب ويُفتوا في الجزئيّات الطبية الدقيقة المُتّصلة بتأثير الوباء على المناعة الجسدية حسب ما ورد في بيان المرصد .
ورغم ما نبّه إليه المرصد الوطني للدفاع عن مدنيّة الدولة، في بيان سابق، من مخاطر تجاوز هذه المجموعة لحدودها المُتمثّلة في التدريس وتسلّطها على مهامّ المفتي، فها أنها تعود لتُفتي، لا في مجال الدين فحسب، بل وأيضا في مجال الطب الذي تجهله تماما على حد تعبيره.
وفي هذا الظرف الصحي الدقيق الذي تمرّ به البلاد، والذي يجعل المواطن عرضة للتأثّر بكل ما يُقال حول صحّته من طرف من يعلم ومن لا يعلم، طالب المرصد من رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ووزير التعليم العالي، ووزير الصحة، ووزير الشؤون الدينية، ومفتي الجمهورية، وعمادة الأطبّاء، أن يتدخّلوا فورا لإلزام الجامعة الزيتونيّة بعدم تجاوز مهمتها المُتمثّلة فقط في التدريس لا غير، وبالكف عن منافسة الدولة في سلطتها، ولوضع حدّ للفوضى التي يُحدثونها في المجتمع جرّاء إصرارهم على الإفتاء في ما لا يعنيهم وفي ما لا يفقهونه.