أن تساعد في دفع اقتصادات القارة بأكملها. يأتي هؤلاء لحضور مؤتمر Prosper Africa، وهي مبادرة حكومية أمريكية لوصل الشركات والمستثمرين بنظرائهم في إفريقيا والولايات المتحدة. لماذا تعقد هذه الفعالية بتونس، ولماذا تركز الولايات المتحدة على بناء العلاقات التجارية بإفريقيا؟
تتهيأ إفريقيا للقيام بدور محوري في الاقتصاد العالمي لسنوات عديدة لكونها تحتضن أكثر من مليار مستهلك وستة من بين أسرع عشرة اقتصادات نمواً في العالم. أمام الشركات الأمريكية والتونسية فرصة حقيقية لتنمية أعمالها في إفريقيا. كما تحظى الشركات الأفريقية بمركز فريد في تونس للترابط فيما بينها من أجل المنفعة الاقتصادية المتبادلة إذ تحتل تونس موقعا استراتيجيا في قلب البحر المتوسط، وتقيم علاقات تجارية متنامية في جميع أنحاء القارة، وتلتزم بشكل متزايد بفتح الأبواب أمام الأعمال والاستثمار. ستسخّر مبادرة ازدهار أفريقيا هذا الدفع وهذه الحركية لإنشاء روابط جديدة بين الشركات التونسية ونظيراتها الأفريقية والأمريكية التي ستقْدُم تونس بحثًا عن فرص وشراكات جديدة.
وفي الوقت نفسه، يرى المنتجون من جميع أنحاء القارة، بما في ذلك تونس، فرصًا حقيقية في السوق الأمريكية الأكبر في العالم إذ تعدّ أكثر من 300 مليون مستهلك تزيد طاقتهم الشرائية عن 13 تريليون دولار. علاوة عن حجم هذه السوق، تجلب الشركات الأمريكية معها الابتكار ورؤوس الأموال الطائلة والحلول المجربة لمعالجة تحديات الأعمال مع التزامها بأعلى معايير الشفافية والجودة والمسؤولية الاجتماعية. إن ربط الصلة الذي يتم هنا في تونس بين القطاعات الخاصة في الولايات المتحدة وأفريقيا سيزيد من إلمام الشركات التونسية بالسوق الأمريكية. كما سيسمح أيضًا بالنفاذ إلى موارد الحكومة الأمريكية المخصصة للنهوض بالتجارة مع الولايات المتحدة، ما من شأنه أن يساهم في بسط رخاء واستقرار يحرك دواليبه القطاع الخاص في جميع أنحاء إفريقيا.
كيف يمكن لتونس أن تحقق المزيد من النفاذ إلى المستهلكين والمستثمرين الأمريكيين؟ سؤال تردد على مسامعي منذ حلولي بتونس، إذ ما انفكت تطرحه الشركات كبيرها وصغيرها والمسؤولون الحكوميون باختلاف مشاربهم السياسية. تعد مبادرة Prosper Africa خطوة ملموسة في هذا الاتجاه، حيث تفتح الباب للموارد والأعمال والاستثمار والنمو في كل من الولايات المتحدة وأفريقيا.