عن عدم دعوته لم يحل دون ان يجد نفسه جزءا من المشاورات ليدافع عنه خصومه قبل الاصدقاء ان وجدوا.
انطلقت امس فعليا مشاورات تشكيل الحكومة بقيادة الشخصية المكلفة الياس الفخفاخ، الذي استدعى جل الاحزاب مستثنيا قلب تونس والدستوري الحر، استثناء يعكس بشكل صريح رغبة الرجل في ان تكون حكومته «ثورية» فخير ان يقتصر على فريق دون اخر.
لكن ما لم ينتظره الفخفاخ ان يدافع ابرز من وضعهم في خانة احزاب الثورة عن البقية وخاصة قلب تونس، والمطالبة بان يكون مشاركا في المشاورات في طورها القادم وان لا يقع اقصاؤه.
دفاع قام به راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الذي شدد على ضرورة مشاركة قلب تونس بشكل صريح دون مواربة . ومن بعده محمد عبو الامين العام لحزب التيار الديمقراطي الذي وان شدد على انه لم يضغط بخصوص تحديد الأطراف التي ستشكل الحكومة القادمة الا انه يرى ضرورة ان يقع توسيع قاعدة المشاركين.
قاعدة يقول انها تنطلق من الرباعي الذي تعثر مساره في ديسمبر الفارط، وهم النهضة والتيار وحركة الشعب وتحيا تونس، كخطوة اولى تتبعها عملية توسيع دائرة المشاركين لتشمل اطرافا أخرى لم يحددها . ذات الموقف عبر عنه زهير المغزاوي الامين العام لحركة الشعب.
اطراف وان لم يذكرها عبو الا انها معلومة ، وتضم قلب تونس الذي وجد من يدافع عنه في قائمة المشاركين في المشاورات امس، قائمة تضم تحيا تونس الذي سبق وشدد امينه العام سليم العزابي على ان رئيس الحركة في اتصال وتنسيق يومي مع رئيس قلب تونس.
هذا الرباعي الذي يراهن الفخفاخ على انه سيكون حزامه السياسي والبرلماني القى باولى اوراق لعبه وهي المطالبة بان تتسع دائرة المشاورات لتضم الحزب الثاني في الانتخابات وهو قلب تونس تحت يافطة حكومة موسعة او وحدة وطنية.
دعوة ومطلب له ما يبرره بالنسبة لهذه الاحزاب والكتل البرلمانية، ولكل منها سببه الاصلي الذي لا يفصح عنه، وان كان المعلن والمشترك هو البحث عن حزام واسع للحكومة وتوفير اكبر قدر من الدعم في البرلمان. لكن ما لا يعلن ان كل طرف لا يرغب في ان يقع الانفراد به تحالف يضم قوى متغيرة التموقع والتقارب، كما ان بعضهم لا يثق في ان المسار سيصل الى نهايته ويحذر من انسحاب اي طرف قبل لحظات من نهاية المشاورات.
ما يدفع الجميع للدفاع عن قلب تونس ليس حبا في الحركة بل الخوف من الاطراف الاخرى، لذلك فان الجميع يتعامل مع الحركة على انها ورقة ضغط وضمان لمرور الحكومة ان اراد مغادرة المشاورات.
غياب الثقة لا يكشف بشكل صريح بل مبطن ومبهم لكنه يخدم بالاساس قلب تونس الذي قد يدفع بالياس الفخفاخ الى اشراكه في المشاورات في ايامها القادمة، وهي خطوة قد تعيد ترتيب حسابات الرجل وهذا السبب الثاني، الذي يحرك البعض وهو جس نبض الرجل لمعرفة الى اي مدى يمكن ملاعبته والضغط عليه، وثانيا كسر احتكاره وهيمنته على مشاورات بالدخول كمهندسين لها لا كمجرد مشاركين.