هذا الفوز وان كان بنسبة اقل بكثير من نسبة انتخابات 2014 ، فانه يجعل من النهضة صاحبة الكتلة الأولى البرلمان المقبل ...
نظمت حركة النهضة صباح امس ندوة صحفية حول نتائج الانتخابات التشريعية التى انتظمت يوم الاحد 6 اكتوبر 2019، قبل الاعلان عن النتائج بصفة اولية من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات معتمدة على نتائج سبر الاراء التي سبق ان اعتبرتها غير جدية وانتقد قادتها مؤسسات سبر الاراء في اكثر من مناسبة وقد تزامنت احتفالات حركة النهضة مساء يوم الاقتراع مع احتفالات حزب قلب تونس ايضا الذي اكد انه يحتل المتربة الاولى ايضا ...
الناطق الرسمي لحركة النهضة عماد الخميري الذي افتتح الندوة الصحفية أكد فوز النهضة بالمرتبة الأولى وفق نتائج مؤسسات سبر الآراء وأيضا وفق رصد مراقبي وملاحظي حركة النهضة في مختلف مراكز الاقتراع للعملية الانتخابية ونتائج كل المراكز التي يرسلونها فورا إلى المكتب المركزي للحركة فور انتهاء اعوان هيئة الانتخابات من الفرز، نفس الشيء أكده المكلف بالانتخابات في الحركة الذي شدّد على أن الحملة الانتخابية كانت شاقّة في الدّاخل وفي الخارج، في إشارة إلى أنه منذ الإعلان عن نوايا التصويت وخاصة إثر نتائج الانتخابات الرئاسية وتقدم حزب قلب تونس وتراجع نتائج النهضة كثّفت الحركة من مجهوداتها ومن انتشارها خوفا من خسارة الرهان مما دفعها إلى النزول بكل ثقلها، وبالتالى غمرت الفرحة أنصار الحركة وقادتها بالحصول على المرتبة الاولى رغم أن النسبة كانت أقل بكثير من نسبة الانتخابات السابقة 2011 خاصة ثم 2014 .
أما رئيس الحركة راشد الغنونشي الذي ترشح رغما عن عدد هام من مناضلي الحزب عن دائرة تونس وأحد والذي تمكن من المرور إلى البرلمان، أشار إلى «الغاضبين والراضين الذين شاركوا في الحملة الانتخابية وعبّر عن امتنانه لهم كما ذكر بنتائج 2014، التي خسر فيها أمام نداء تونس ولكنه رغم الخسارة هنأ المنافس مشيرا إلى أنه يعترض على النتائج ملمّحا إلى أن أحزابا لم تقبل بفوز النهضة في هذا الاستحقاق باعتبار أن قلب تونس أعلن أنه هو الفائز بالمرتبة الأولى أيضا ولذلك يرى الغنوشي أن الديمقراطية مازلت لم تكتمل في تونس ما دام يوجد هناك من لا يقبل بالهزيمة...
الفوز بالمرتبة الأولى «لا غبار» عليه ومن المكابرة إنكار هذا الفوز على حد قول الغنوشي حسب النتائج المقدمة من قبل مؤسسات سبر الآراء ولم ينكر صاحب المركز الأوّل في الحركة أن الفوز كان صعبا ولم يكن سهلا وأنه يجود معارضين للحركة معتبرا أن الديمقراطية تقتضي ذلك منافسة ومعارضين ... فتعالت زغاريد «نسوة النهضة» الحاضرة تعبيرا عن فرحهن وعن تأييدهن لكلام «الشيخ».
كما لم يفوّت الغنوشي الفرصة للتطرق إلى الانتخابات الرئاسية وهو الاستحقاق الانتخابي المقبل ليعبر عن عدم سروره باستمرار نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس والمترشح للدور الثاني في السجن وانه كان يتمنى أن يكون القروي خارج السجن، ثم كان الحديث عن الحكومة المقلبة وعن التحالفات المقبلة – مع العلم ان النهضة عبّرت عن مساندتها لقيس سعيد- خاصة وأن قلب تونس يحتل المتربة الثانية في التشريعية والمعلوم أن حركة النهضة لا تستطيع بالنسبة التي حققتها تكوين حكومة بمفردها لحصولها على 40 مقعدا فقط أو 50 كما يأمل الغنوشي رئيس الحركة الوصول إليه إثر الإعلان عن النتائج بصفة رسمية من قبل هيئة الانتخابات لذلك يتطلب منها الأمر تحالفات مع أكثر من طرف والواضح هنا وفق تلميحات الغنوشي أمس أن تحالفات الأمس لم تطوى صفحتها بعد ..
مقاومة الفقر، القيام بالإصلاحات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية هي التحديات المقبلة امام حركة النهضة حسب الغنوشي فضلا عن ذلك «الحرب على الفساد» أصبحت من أولويات النهضة وللتذكير فهو شعار يوسف الشاهد رئيس حزب تحيا تونس المتحصل مبدئيا على نسبة تتجاوز 4 % وحوالي 16 مقعد، هذه الحكومة برئاسة الشاهد وبمشاركة النهضة لم تتمكن من إرضاء الشعب ولم تقنعه بأدائها حسب الغنوشي، وبالتالي هذا التحدى سيستمر في إطار سياسة الشراكة على أساس برنامج واضح.
النهضة ستستمر في دعم حكومة الشاهد إلى حين إرساء حكومة أخرى «حكومة شراكة» تستعين فيها النهضة بالكفاءات، النهضة ستعتمد على سياسة الشراكة وأيضا على الانفتاح على الجميع لأن التحدي كبير «سنباشر العمل مع كل الشركاء» للقضاء على الفقر ومواصلة الحرب على الفساد بهذه الكلمات أنهى الغنوشي كلمته.