الانتخابات الرئاسية السابقة لاوانها : هل تدفع حسابات الدور الثاني البعض للتنازل ؟

يوم امس كشف المترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة المنصف المرزوقي عما اعتبره مشاورات تجمع بينه وبين مرشحين يشبهونه ليتنازلوا له،

وبغض النظر عن صحة ما اعلنه فان الرجل حمل الي السطح نقاشات تشق اكثر من عائلة سياسية تتقدم باكثر من مرشح مفادها تعزيز حظوظ ممثل عنها للمرور الي الدور الثاني طالما ان كثرة المرشحين تعصف بهذه الفرصة وقد تعصف بالانتخابات التشريعية.
قبل يومين كشفت الهيئة العليا المستقلة للانتخابت عن هوية المترشحين ـ مبدئيا للانتخابات الرئاسية وهم 26 مترشحا ومترشحة- يتنافسون على اقناع الناخب يوم 15 من سبتمبر القادم للتصويت لفائدتهم، هذا المستوى من المنافسة ثانوي إذ أن عددا لاباس به من المترشحين في منافسة مع اخرين ينتمون لذات العائلة السياسية او يتقاسمون ذات القاعدة الانتخابية.
هذا التنافس سيستثنى بعض المرشحين الذين لا ينتسبون لذات العائلة او لا يتقاسمون القاعدة الانتخابية مع مرشحين اخرين٫ على غرار المترشحة عبير موسي التي تمثل الحزب الحر الدستوري الذي يقدم نفسه على أنهالممثل للتجمع الدستوري المنحل وايضا كممثل للساخطين على الثورة وما افرزته.

موسي التي تبنت منذ اكثر من سنتين خطابا ردكاليا يناقض الثورة ومنظومة الحكم التي افرزتها يعادي حركة النهضة ويتعهد بتخليص المشهد السياسي التونسي منها٫ هي مرشحة لا تجد منافسة على قاعدتها الانتخابية بشكل مباشر مع بقية المترشحين الذين من بينهم من يقاسمها هذا الوضع المريح نسبيا مقارنة بغيرهم من المترشحين خاصة إذا تعلق الامر بما يصطلح عليه بالعائلة الوسطية الدستورية٫ اذ ان هذه العائلة وقبل فتح باب الترشح تعيش على وقع معضلة وفرت المترشحين الخزان الانتخابي محدودية القاعدة الانتخابية المستهدفة والتي قد تمنح ثقتها لممثل عن هذه العائلة التي تقدمت في هذه الانتخابات بأكبر عدد من المترشحين وهم 7 مترشحين بالاساس٫ خمسة منهم سبق وان جمعهم النداء قبل ان يعاني من ازماته٫ فيما الاثنان الاخران من محيط قريب من النداء وهم المهدي جمعة وعبد الكريم الزبيدي٫

هذا الثنائي وجد نفسه في منافسة مباشرة مع الخماسي المتكون من يوسف الشاهد ومحسن مرزوق وسعيد العايدي وسلمي اللومي وناجي جلول على خزان النداء الانتخابي الذي عاني خلال السنوات الفارط من نزيف جعله رصيده يتقلص باكثر من من الثلين، اذ فقد النداء قرابة المليون صوت ما بين انتخابات 2014 وانتخابت ماي 2018.
خسارة تعسر على الاحزاب المنبثقة عن النداء وعلى المترشحين للرئاسية من النداء او تخومه مهمة اقناع الناخب، لا يقتصر عند هذا للتفاقم الازمة ترشح 7 من ذات العائلة السياسية تقريبا يتنافسون على نفس الخزان الانتخابي وبهذا فهم كمن «ياكل نفسه» اي ان كل مترشح منهم يهدد حظوظ البقية وقد يحول بينهم وبين الوصول الى الدور الثاني من الرئاسية وهذا ان وقع سيكون له تداعيات على التشريعية.

واقع يدركه الجميع ولهذا فان الاصوات وان خفتت بعد تعثر مفاوضات اولية لتقريب وجهات النظر بهدف اقناع المترشحين بالتنازل لصالح احد منهم٫ عادت خلال الساعات الـ48 الفارطة للارتفاع تدريجيا أصبح الحديث عن ضرورة البحث عن مرشح وحيد يتنازل له البقية محور حديث الساعة٫لكن التنازل لمن وكيف هذا ما لا يعلنه اي طرف٫ فليست العائة الوسطية فقط التي تعاني من كثرة المترشحين٫ بل ما يعرف بالوسط الثوري واليسار بدورهم يعانون من هذه المعضلة التي قد تحول دون وصول اي مترشح إلى للدور الثاني.

معضلة استوجبت البحث عن تنازل طائفة من المترشحين لفائدة اخرين يشبهونهم وينتمون لذات الخط السياسي، هؤلاء بالاساس اربع طوائف٫الاولى هي العائلة الوسطية التي سبق الاشارة اليها٫ الثانية هي العائلة اليسار والتي قد يكون تنازل اي مرشح من بين الثلاثي الذي تتقدم به لاحدهم اشبه بالمتسحيل لاعتبارات ذاتية وسياسية بالاساس، فما يجمع منجي الرحوي وحمة الهمامي وعبيد البريكي هو انتسابهم لليسار لكن ما يحول بينهم خلافات سياسية وشخصية تجعل من المستحيل ان ينتازل اي منهم للاخر وهذا معناه بشكل اخر ان الصراع لن يكون بينهم وبين بقية المتنافسين وانما بين ثلاثتهم الذين يقلصون حظوظ مرور اي منهم او تحقيق نتائج ايجابية.

العائلة الثالثة والتي لا تعاني من صراعات ظاهرة هي العائة الثورية التي تمتد من الوسط الاجتماعي الى اليمين الردكالي وهي مملثة بخمسة مرشحين هم محمد عبو وحمادي الجبالي والمنصف المرزوقي وقيس سعيد وسيف الدين مخلوف٫ خماسي ينافس بعضه ويبد انه احد اضلعه يحث البقية علي التنازل له.

نتازل هل يقتصر على الانسحاب من التنافس لصالح احدهم وهذا ان تم سيكون شبيها بما قام به مترشحون في انتخابات 2014 لكن دون احداث اي تاثير في النتائج٫ اي ان التنازل الذي يقتصر علي الانسحاب فقط قد لا يكون كافيا لتعزيز حظوظ من وقع التنازل له، هذا معناه ان التنازل من عدمه يصبح دون معنى وفائدة.
ما يدركه الباحثون والحاثون على ان تشهد كل طائفة اصطفافا خلف مرشح وحيد هو ان التنازل لا يمكن ان يتحقق دون توافقات سياسية كبيرة بموجبها يقع تقاسم الادوار وتشريك كل المتنازلين في الحملة وما بعدها، وهنا تكمن الاشكالية والمعضلة اي توافق قد يوحد بعض الباحثين عن مجد شخصي علي حساب عائلتهم السياسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115