اليه الامور، من هم المترشحون ومن يرشح من؟، المغرب التقت برئيس حزب آفاق تونس ياسين ابراهيم لمعرفة هوية مرشح حزبه للرئاسية وخياراتهم المتاحة وهو ما يشرحه الرجل في الحوار التالي:
• رغم ان الامر حسم لكن البعض لايزال يثير مسالة التزامن بين الرئاسية والتشريعية؟
عبرنا بشكل صريح اننا لسنا مع التزامن، النهضة وأصدقاؤها طالبوا بهذا، وفق تقديرنا التزامن قد يلخبط الناخب، الرئاسية هي لقاء بين ناخب وشخص أما التشريعية فهي بين ناخب وبرنامج وتصورات وأحزاب، اليوم تغيرت الروزنامة بوفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، لدينا اليوم انتخابات رئاسية ونحن نرى ضرورة التركيز على الرئاسية واستكمالها.
• كيف؟
في تقديرنا علينا التركز على الرئاسية وهناك امكانية بالقانون لتاجيل التشريعية الى نوفمبر او ديسمبر القادمين، وهذا يفسح المجال لإجراء الدور الأول والثاني من الرئاسية. لذا حسب تقديرنا تاخير التشريعية بشهر او شهرين أفضل خيار متاح اليوم.
• هذا قد يكون صالحا في نظام رئاسي، ننتخب الرئيس ثم نبحث له عن أغلبية برلمانية؟
ممكن، هذا مقترن بطبيعة الرئيس الذي سينتخب، لكن الفكرة العامة اننا إذا رغبنا في تقليص التجاذبات وتشتت القيادة والسلطة، فهذا الاشكال الذي نعاني منه اذ لا نعلم من يحكم في تونس اليوم، رئيس الدولة او رئيس الحكومة او البرلمان، قد تتضح الامور ان جعلنا الرئاسية سابقة التشريعية، حيث سيقرر الناخب كيف سيمنح السلطة لمن يسير تونس في فترة محددة.
• اشرت في اول الحديث الى ان الامور تعاني من لخبطة كيف؟
اليوم لدينا لخبطة، فالانتخابات الرئاسية ستقع في 15 من سبتمبر القادم والحملة الانتخابية للتشريعية تنطلق في 14 من الشهر، اي يوم الصمت الانتخابي في الرئاسية، كيف سيقع هذا واظن ان الهيئة ستنظر في الرزنامة الخاصة بالتشريعية. التي نعتبر انها قامت بمجهود ولكننا نتعجب من ان توجه الدعوة لرؤساء الأحزاب لحضور ندوة صحفية، هذا لا نفهمه.
هم وجهوا دعوة للحوار بيينا، ولكن اللقاء كان لتقديم الرزنامة والإشكاليات القانونية واستعراض كل طرف لمقترحاته وانتهى الأمر، لم يكن لقاء لتبادل الاراء او البحث عن الحلول، الهيئة لديها سلطة ضبط الرزنامة ولكن ان رغبت الهيئة في التشاور هناك نوع اخر من الجلسات ليس من بينها الندوات الصحفية.
• لكن جلسة للحوار من اجل ماذا، الامر حسم؟
من اجل التشريعية، اذ ان الانتخابات الرئاسية حسم امرها، رغم اشارة الهيئة الى انه في صورة ما لم يفز مرشح منذ الدور الاول سيقع تجاوز الآجال الدستورية، واقترحوا حلا يتمثل في قانون لتقليص اجال الطعون. التي تمتد لشهر في تونس، واظن انه لا معنى لهذا الحيز الزمني الممدد.
• نعود للانتخابات الرئاسية، اليوم تنطلق فترة تقديم الترشحات، وهناك العديد من الأحزاب التي ستقدم مرشحين ماذا عن حزبكم هل حسم أمره؟
منذ الرزنامة الفارطة كنا واضحين، بان رئيس الحزب لن يترشح لا للتشريعية او ولا الرئاسية وقلنا اننا نرى أن المرحلة انتقالية تقتضي رجل دولة ولد السيستام - وان كنا ضد السيستام- و له خبرة دولية وإشعاع وله خبرة في ملف الأمن والدفاع لأننا في محيط خطير كما قلنا انه من الأفضل ان يكون شخصية مستقلة يجمع الأحزاب التقدمية، ونحن في افاق تونس ومنذ ثلاثة اشهر التقينا بشخصيات وطنية تتوفر فيها الصفات ونرى ان البلاد في هذه المرحلة في حاجة لها ويمكنها ان تكون في منصب رئيس الجمهورية.
• من هذه الشخصيات؟
التقينا بالسيد عبد الكريم الزبيدي، وبالسيد الحبيب الصيد والسيد مصطفى كمال النابلي والسيد جلول عياد، هذه الشخصيات نحن نؤمن بها في افاق تونس وهي غير بعيدة عن افكارنا في افاق تونس ولها الإمكانيات لتكون في موقع رئيس الجمهورية، وفي النقاشات توجهنا تدريجا للتركيز اكثر على شخصية السيد عبد الكريم الزبيدي وبدرجة اقل السيد الحبيب الصيد.
وشخصيا التقيت بالزبيدي الذي لم يكن متحمسا في البداية لكن وفاة الرئيس سرعت من نسق الاحداث وهناك عدد كبير من الأحزاب والأطراف أعربت عن دعمها له ان ترشح، ونحن اليوم وبعد نقاشات في مؤسسات الحزب انتهينا الى اتخاذ خيار دعم الزبيدي في الانتخابات الرئاسية ان قرر الترشح. نحن سننتظر قراره ولكن هذا لن يحول دون ان ننطلق في حملة من اجل الترويج له.
• اي هو مرشحكم للرئاسية ان قبل بذلك؟
إن رغب في الترشح سيكون مرشحنا، سندعمه وهو لم يطلب منا شيئا ولكننا سندعمه.
• أي ستكونون في فريق عمله هذا قد يطرح إشكالا خاصة وان العديدين ابدوا دعهم له من بينهم قيادات في النهضة؟
نحن سننظر في هوية الأحزاب التي ستعلن مساندتها للزبيدي، هناك من قد نعمل مهم وهناك من نرفض. وبالنسبة للنهضة لها أن تساند الزبيدي ولكن نحن لن نكون معها في ذات الفريق، لهم ان يساندوه بمفردهم ونحن كذلك، لاننا لن نكون في أغلبية رئاسية مع حركة النهضة ولن نكون معها في ذات الحكومة، نحن حسمنا امرنا ونرى ان نكون ضمن مجموعة فازت ونسير البلاد، ونرى انه من مصلحة تونس ان تكون النهضة في المعارضة في المرحلة القادمة.
• هذا يحلينا للسؤال عن التحالفات التي ترغبون بها؟
نحن حاولنا ان نساهم في تشكيل ائتلاف للتشريعية، والأطراف الأخرى رفضت لان لها مرشحين للرئاسية وفق ما اتضح لاحقا، نحن كنا نرغب في ان تتجمع الأحزاب الوسطية التقدمية لكن هذا لم يحدث ولم نتمكن من عقد ائتلافات، ولكن هذا لا يمنع من اللقاء بعد الانتخابات لكن لا يجب نكرر خطأ 2015 يجب ان تكون ركيزة الائتلاف القادم برنامج حكم تقع صياغته بين المتحالفين ويدون في وثيقة تمضى عليها الأحزاب وتسلم لنوابها وان لا نقع في خطأ المحاصصة، هذا ما نرغب فيه وهذا من بين أسباب عدم ترشحي للانتخابات لأنني ارغب، أن كان لنا وزن كاف في المجلس القادم، في القيام بدور في الوصول إلي هذا البرنامج بعد مشاورات ونقاشات بين المتحالفين وأيضا الفاعلين الاجتماعيين.
هذا ما يجب ان نقوم به قبل الخوض في تركيبة الحكومة وهذا ما سنقدمه للتونسيين ليعلموا ماذا سنفعل شهرا بشهر.
• الواقع مختلف؟
اليوم في تونس الحديث عن المحاصصة، كم من وزارة تحصل عليها كم من كتابة دولة، وهنا اشير اننا وقعنا في هذا الخطأ في 2015 حيث وقعنا في هذا الفخ في النقاشات مع نداء تونس سنة 2015.
• هل ترى ان الاحزاب المنتمية للعائلة الوسطية مطالبة بان تصطف خلف مرشح وحيد في الرئاسية؟
اعتقد من وجهة نظري ان هناك من سيختار دعم مرشحين في الدور الأول، مثلنا نحن في آفاق حيث سندعم السيد عبد الكريم الزبيدي إذا قرر الترشح، وهناك أحزاب سيكون لها مرشحها في الدور الاول. لكن في الدور الثاني سيكون هناك مرشحون حيث سيلتف كل فريق على مرشح وحيد وهنا ستبرز إمكانيات التحالف.
وفي الانتخابات التشريعية سيبرز وزن الأحزاب ومن ساند في الدور الاول المرشح الفائز قد يكون من بين من يشارك في الائتلاف ليس جميعها، اذ ان الائتلاف الحكومي سيكون مرتبطا بالتشريعية. نحن نرى أننا سنكون في مشهد يكون فيه رئيس الدولة مدعوما بأغلبية في البرلمان ولكنه سيتعامل مع الجميع، ونحن نرى انه سيكون راغبا في ان يكون مدعوما من أغلبية دعمته منذ الدور الاول.
• أنت تشير في حديثك الى ان البرنامج سيكون محددا في التحالفات الحكومية، لماذا لا يطرح هذا منذ الان في الانتخابات الرئاسية؟
هذا سيطرح، وسيكون النقاش في جزء هام منه حول البرنامج خاصة في ملفات الرئيس ومن ابرزها البرنامج السياسي الذي نرغب في ان تقع مراجعته، وهذا ما نرى انه يجب ان يكون التزام الرئيس القادم وهو فتح حوار وطني خلال السنتين الاولتين لانهاء حالة تشتت الحكم التي نعيش على وقعها في تونس والتي حالت دون ان نحقق نتائج في تونس. اذ ان الدستور التونسي على الورق هو «باهي» لان تشتيت الحكم لا يسمح بان يسيطر اي شخص ولكن اظن اننا بالغنا في هذا.
• هل ترى ان نعود للنظام الرئاسي؟
لا اقول بضرورة ان نفتح نقاشا معمقا، وهناك اكثر من إمكانية منها تحسين الموجود او يكون نظام رئاسي معدل او برلماني معدل يمنح صلوحيات للرئيس، النقاش وفق تقديرنا صعب ليس قرار اغلبية او اقلية، انما يحتاج لحوار وطني معمق. وهذا ما ابلغته للسيد عبد الكريم إذا قرر الترشح وهو اننا في افاق تونس نشجعه على فتح حوار لتعديل نظام الحكم.
هذا بالاضافة الى موضوع اخر وهو اللامركزية، اذ ان الخطط تمتد على 27 سنة لتنزيل اللامركزية وهذا يعيق كثيرا عمل المجالس المحلية.
• هل ترون أن الزبيدي قد يكون قادرا على المنافسة في ظل تنامي نزعة التصويت العقابي؟
قناعتي هي ان تونس مازالت في مرحلة انتقالية، ونحن نتبنى خطابا ضد المنظومة التي نرى انها يجب ان تسقط، وهنا أشير الى ان السيستام المقصود هو الاقتصادي الاجتماعي الذي بلغ اقصاه ولم يعد يقدم حلولا لمشاكل تونس وحاجاتها، ومنصب رئيس الدولة الذي يعطى الإشعاع لتونس في العالم وهو ضامن للدستور وله صلاحيات الملف الأمني والدفاع وهو الحكم الذي يقف على مسافة من الجميع لمعالجة الأزمات ان احتدمت.
لهذا أرى ان اليوم هناك فرصة لتونس ان يكون رئيسها شخصية مستقلة معروفة بإشعاعها الدولي وتقلد مناصب ذات علاقة بالمسائل الأمنية والدفاعية. الزبيدي أنا اعرفه جيدا وهو شخصية نحتاجها في مؤسسة رئاسة الدولة.
نحن متمسكون بترشيح السيد عبد الكريم الزبيدي لانه لم يطالب بها، ومن باب المسؤولية عليه ان يترشح وانا متفائل بانه سيترشح لانه مسؤول، وللأسف الوضع الراهن وتدخل المال في السياسية قد يجعل البلاد مفيوزية.
• الا ترى ان ابرز خطر على الزبيدي هو ان يكون مرشح حزب؟
نحن كنا نرغب في ان يكون مرشح افاق تونس منذ اشهر ولكن في النقاشات معه أعلن لنا فيها انه لا يفكر في الترشح وانه ان قرر الترشح سيكون مستقلا لا يريد ان يتقدم باسم حزب.
واليوم في تونس مرشح مستقل قد تكون له أفضلية في الفوز على مرشح حزبي نظرا لانقسام العائلة الوسطية التقدمية.وأظن ان التونسي سيوجه صفعة لمن يضخون أموالا في السياسية ومن يرغبون في شراء أصوات التونسيين.
• نمر لقائمتكم المرشحة للتشريعية، كيف حددتم مرشحيكم؟
نحن أخذنا الكثير من الوقت لضبط قائماتنا بالاعتماد على ثلاثة شروط وهي الوطنية، نظافة اليد والكفاءة.
• ليس من بين الشروط الولاء للحزب وانتم عشتم على وقع استقالات نوابكم ووزرائكم؟
الولاء للحزب موجود وهناك عدة أسماء لأبناء الحزب ترشحت.
• الأسماء تبين أنكم رشحتم من خارجكم ايضا؟
بعض الجهات رشحت شخصيات التحقت بالحزب منذ أشهر وعدد قليل منهم التحق منذ فترة قصيرة، وهنا اشير الى أننا لم نعد في الحكم ليهرع لنا البعض، من تم ترشيحهم على قائماتنا رشحوا من قبل ابناء الحزب في الجهات التي اعتبرت ان ترشيح بعض الشخصيات سيقدم الإضافة للحزب، وإذا أبناء الحزب رغبوا في هذا لا يمكن أن نعترض.
وهناك شخصيات وطنية لا ترغب في ممارسة العمل السياسي الا في الفترات الانتخابية وقد لاحظنا هذا منذ الانتخابات البلدية.
وفي السياسية احيانا من تؤسس معهم حزب قد يتخلون عنك وقد يغيرهم الكرسي، نحن تعلمنا من تجربتنا ونعمل على التقليص من هذا الأمر وهو دور مسؤلي الحزب.
اذن انتم نجحتم في تجاوز تداعيات ما بعد الحكومة؟
نحن نجحنا في التقدم بـ33 قائمة وهذا ليس بالأمر السهل، وهو يبين عملنا خلال السنة والنصف، اخترنا ان نعمل وان ننفتح على الجهات وان نكون علاقات مع التونسيين نجحنا من خلالها في توسيع قاعدة الحزب وإشعاعه والتحق بنا العديدون. ممن يتقاسمون معنا تصوراتنا.