اعتبرت راشد الغنوشي مرشحها «الطبيعي» للانتخابات الرئاسية: حركة النهضة تنتظر الوقت المناسب للإعلان عن «العصفور النادر»

كل الأنظار باتت مشدودة نحو حركة النهضة ومرشحها للانتخابات الرئاسية أو كما وصفه زعيمها «العصفور النادر» لا سيما بعد أن طرح بشدة في

الآونة الأخيرة اسم راشد الغنوشي رئيس الحركة في صورة تم الاتفاق على ترشيح شخصية من داخلها، وحسب تصريح رئيس مجلس الشورى فيها عبد الكريم الهاروني بأن المرشح الطبيعي للحركة إلى حدّ الآن، وحسب قانونها الأساسي، هو رئيسها راشد الغنوشي باعتباره شخصية وطنية، على أن يتم النظر في هذه المسألة في مؤسسات الحركة مع الانفتاح على البحث عن شراكات في الحكم بعد الانتخابات القادمة.

خيرت حركة النهضة مزيد الترقب إلى أن تتوضح الصورة أكثر على مستوى الخيارات والترشحات والبرامج في الساحة السياسية، فالانتخابات الرئاسية لسنة 2019 تهمها بدرجة كبيرة وستشارك فيها على عكس الانتخابات الفارطة إما بشخصية نهضاوية أو شخصية توافقية من خارجها وبالرغم من أن الأغلبية صلب الحركة مع ترشيح الغنوشي إلا أن مجلس الشورى الذي انعقد على امتداد يومين، يومي الجمعة والسبت، لم يحسم بعد في مرشح الحركة للرئاسية، علما وأن الدورة الـ28 لمجلس الشورى تتزامن مع الندوة الوطنية الثالثة لإطاراتها.

دورة في الزمن الانتخابي
وفق عبد الكريم الهاروني فإن الدورة 28 لمجلس الشورى تكتسي أهمية خاصة لأنها تأتي في الزمن الانتخابي الذي تستعد فيه البلاد لتتويج المسار الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية والتشريعية في أواخر السنة الجارية، مشيرا إلى أن هذه الدورة تنعقد بعد استكمال انعقاد 33 جلسة انتخابية في كافة الدوائر الانتخابية بمشاركة أكثر من 6 آلاف من قيادات الحركة وإطاراتها وشبابها كخطوة أولى لتشكيل قائماتها في الانتخابات التشريعية والخطوة الثانية ستكون على مستوى المكتب التنفيذي الذي سيتولى دراسة هذه النتائج والتدخل حسب القانون الأساسي واختيار الأفضل من أجل تحقيق الفوز. وأضاف الهاروني أن هذه الدورة تنعقد بعد حدث وطني مهم شهده البرلمان تمثل في المصادقة على تنقيح القانون الانتخابي، متوجها بالتحية لكل الكتل التي قال إنها اتخذت مواقف تاريخية لحماية الديمقراطية من «المتحيلين».

مقدمة لفتح ملف الترشح للرئاسية
ويتضمن جدول أعمال الدورة مناقشة تقرير عن نشاط مجلس الشورى في ما بين الندوتين السنويتين للحركة باعتباره مؤسسة رئيسية تحدث التوازن في القيادة مع رئاسة الحركة، الندوة الثانية والثالثة، فضلا عن عرض تقرير عن أعمال لجنة متابعة ملف العدالة الانتقالية بعد انتهاء مهام هيئة الحقيقة والكرامة. وشدد على أن تقدير الموقف السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد فضلا عن الوضع الإقليمي في المنطقة وخاصة التطورات في كل من الجزائر وليبيا، ستكون مقدمة لفتح ملف الترشح للرئاسية، وستقدم الحركة لأول مرة بعد أكثر من 50 سنة من نشأتها مرشحا للانتخابات الرئاسية، وقد انطلقت في حوار عميق حول ترشيح شخصية وطنية من داخلها أو من خارجها تتوافق معها وتستجيب لمتطلبات البلاد بعد انتخابات 2019 مع تغليب مصلحة البلاد على مصلحة الحركة.

المرشح الطبيعي حسب قانونها الأساسي
حسب الهاروني، فإن المرشح الطبيعي للحركة إلى حد الآن، وحسب قانونها الأساسي، هو رئيسها راشد الغنوشي باعتباره شخصية وطنية، على أن يتم النظر في هذه المسألة في مؤسسات الحركة مع الانفتاح لبناء شراكة مع القوى الوطنية على أساس برنامج وطني إصلاحي للحكم يعطي الأولوية لرفع التحدي الاقتصادي والاجتماعي وتنمية الجهات وتشغيل الشباب والانتصار على الفساد، فالحركة منفتحة للبحث عن هذه الشراكة في الحكم سنة 2019 وستكون نتائج الانتخابات التشريعية مهمة ومحددة لهذه التوافقات والتحالفات.

عدم الاستعجال
تنتظر حركة النهضة الوقت المناسب للإعلان عن عصفورها النادر لرئاسيات 2019، اختيار يندرج في إطار السياسة «التكتيكية» للحركة بعدم الاستعجال من منطلق مزيد التشاور بين قواعد الحركة في ظل التباين الكبير في المواقف إلى جانب توضّح الصورة بالنسبة للمنافسين في الرئاسية وخاصة لمنافسيها من شركائها في الحكم ومآل التنقيحات في القانون الانتخابي، كما أن القرار وفق الهاروني مرتبط بتصور الحركة للحكم بعد 2019 بين الرئاسة والحكومة والبرلمان وكذلك بالأطراف التي ستكون شريكة للنهضة في الحكم في ما بعد الانتخابات.

خطاب مباشر للغنوشي اليوم
هذا وعقدت أمس الحركة ندوتها السنوية الثالثة أمس بمشاركة أكثر من 1000 من إطارات الحزب المحلية والجهوية والمركزية. ندوة تتواصل إلى اليوم الأحد 23 جوان الجاري، وسيكون لرئيسها راشد الغنوشي خطاب مباشر سيتطرق خلاله إلى أهم القضايا الوطنية والإقليمية. كما سيتم عرض الخطوط الكبرى للبرنامج الانتخابي للحزب والإعلان على توصيات الندوة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115