بعد استقالتها من الديوان الرئاسي..سلمى اللومي الرئيسة القادمة لنداء تونس(شق الحمامات): إحياء «النداء التاريخي» الهاجس الأكبر لكسب المعركة الانتخابية

يبدو أن خيوط اللعبة السياسية قد تشابكت مرة أخرى ومازالت متواصلة وبين اللحظة والأخرى نستفيق على

حدث بل على مفاجأة تثير العديد من التأويلات ولكن الشيء المؤكد أن كل حدث جديد في البلاد من شأنه أن يكون منطلقا لعدة تغيرات سياسية مهمة، وحدث الأمس كان استقالة مديرة الديوان الرئاسي سلمى اللومي الرقيق وهي الثالثة من نوعها في فترة رئاسة الباجي قائد السبسي بعد استقالة كل من رضا بالحاج وسليم العزابي، فبعد 6 أشهر من اشتغالها في المنصب قدمت اللومي أمس استقالتها من خطتها إلى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، الذي قبلها، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية صادر أمس، وقد وأعرب رئيس الجمهورية لسلمى اللومي عن شكره وتقديره للجهود التي بذلتها خلال فترة أدائها لمهامها، متمنيًّا لها التوفيق والنجاح في مسيرتها المقبلة، مذكّرا بأنّ مؤسّسة رئاسة الجمهورية تظلّ مؤسّسة محايدة وعلى نفس المسافة من كل الأحزاب السياسيّة.

اللومي اعتبرت في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل «الفايسبوك» أن «الوضع الاجتماعي والاقتصادي وخاصة السياسي اليوم يدفعها للاستقالة والتفرغ لهدف مصيري لتونس وهو المساهمة في تجميع العائلة الوسطية التقدمية وتوحيدها ووضع حد لتشتتها وانقسامها قبل فوات الأوان.» وأضافت في ذات التدوينة «وإذ أقدم استقالتي هذه ، فاني أريد أن اعبر عن خالص الشكر والتقدير لسيادة رئيس الجمهورية لما لقيته منه من دعم خلال الفترة التي قضيتها بمؤسسة رئاسة الجمهورية أثرت تجربتي ومكنتني من الاضطلاع بمهامي على أكمل وجه وخوض عديد المحطات الهامة كالقمة العربية بتونس وغيرها».

تجميع الشخصيات التاريخية المؤسسة للنداء
تعيش حركة نداء تونس منذ سنوات على وقع صراعات وحرب تموقعات تتداخل فيها المسائل الحزبية مع المسائل السياسية، حرب زادت حدتها أكثر بعد مؤتمر 6 و7 أفريل المنقضي والذي أفضى إلى نداءين، نداء الحمامات الذي يتزعمه سفيان طوبال ونداء المنستير بزعامة حافظ قائد السبسي، وبقدر تواصل الشقوق صلب النداء تسعى عدة قيادات إلى إعادة لم الشمل وخاصة الذين غادروا الحركة وأسسوا أحزابا أخرى وعودة «النداء التاريخي» من خلال تجميع الشخصيات التاريخية المؤسسة له، حيث يجري شق النداء الذي يتزعمه طوبال عدة مشاورات، مشاورات متقدمة جدا مع حركة مشروع تونس برئاسة محسن مرزوق، وأخرى تسارع الخطى مع كل من حزب بني وطني الذي يتزعمه سعيد العائدي وحزب البديل التونسي التابع للمهدي جمعة، فالمهم بالنسبة للنداء، شق الحمامات بطبيعة الحال، هو تجميع العائلة السياسية الوسطية والاستعدادات للمحطات الانتخابية القادمة، تجميع ستعمل عليه سلمى اللومي في المرحلة القادمة باعتبارها ستكون رئيسة حركة نداء تونس.

التفرغ لإنقاذ النداء
رئاسة حركة نداء تونس، شق الحمامات» ستكون بيد سلمى اللومي التي اختارت الاستقالة من الديوان الرئاسي والتفرغ لإنقاذ الحزب بعد تصاعد وتيرة الحرب بين شقي طوبال وحافظ قائد السبسي، وقد شاركت في اجتماع المكتب السياسي المنعقد مساء يوم الثلاثاء بمقر الحزب بسكرة، ووفق تصريح الأمين العام للنداء عبد العزيز القطي لـ«المغرب» فإن انضمام سلمى اللومي ليس بالجديد فقد كانت من مؤسسي النداء وبالرغم من الخلافات والصراعات الداخلية لم تغادر الحركة ولم تفكر يوما في المغادرة لتكوين حزب آخر، قد كانت وظلت وفية للنداء وكذلك لرئيس الجمهورية ونظرا لالتزاماتها السابقة، وزيرة السياحة ثمّ رئيسة الديوان الرئاسي فإنها لم تتمكن من التفرغ لمهامها صلب الحزب ولكن بعد تعقد الأزمة اختارت الاستقالة من خطتها والتفرغ رسميا لإنقاذ النداء ولم شمل العائلة الوسطية التقدمية والاستعداد للانتخابات القادمة.

مشروع مشترك
وأضاف عبد العزيز القطي أن الانتخابات باتت على الأبواب والبلاد مازالت تعاني من تشتت على مستوى الأحزاب وبهذا التشتت لا يمكن للنداء أن تكون له أغلبية مريحة في الانتخابات وذلك لا يخدم إلا طرف سياسيا واحدا وهو حركة النهضة، ليشدد على أن سلمى اللومي لها وعي بخطورة الوضع ووعي بأنه يمكن لها أن تلعب دور للتجميع وعودة النداء التاريخي أولا من خلال تقريب العائلة الندائية التي انقسمت وتشتت في وقت ما وثانيا في تقريب الأحزاب الأخرى والالتفاف مع نداء تونس للذهاب إلى الانتخابات بمشروع مشترك يحدد صياغته فيما بعد مع تقدم المشاورات .

بناء العائلة التقدمية الديمقراطية
كما أشار القطي إلى أن اللومي تحظى باحترام الشخصيات الوطنية وعديد رؤساء الأحزاب وقيادات أخرى وهي بذلك تعتبر إضافة جديدة لحركة نداء تونس وخاصة لمخرجات مؤتمر 6 أفريل بالرغم من محاولات المجموعة الأخرى التشكيك فيها ولاسيما في الشرعية الممنوحة لهم، مضيفا أن اللومي قد اختارت الانتصار للشرعية والقانون وهذا سيكون له دفع كبير في المرحلة القادمة للنداء للبناء والعمل على لملمة الجراح وتقريب من غادر الحركة وبناء العائلة التقدمية الديمقراطية. وبالنسبة إلى الخطة التي ستشغلها اللومي في الحركة، قال القطي إنه إلى حد الآن لم يتقرر بعد ولكن ستكون في قيمة ومكانة اللومي والأغلب أنها ستكون رئيسة النداء في المرحلة القادمة.

عدم ممارسة ضغوطات
وفيما يتعلق بالمراسلة الثانية لمصالح الوزارة المكلفة بالعلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني، أفاد القطي أن هذه المراسلة ليس فيها ما يختلف عن المراسلة الأولى والوزير قد أكد أنه متمسك بما جاء فيها أي قبول بمخرجات مؤتمر 6 أفريل، حيث جاء في الفصل الأول من المراسلة الثانية التأكيد على ما جاء في المراسلة الأولى وجاءت إجابة على التظلم الذي كان قد تقدم به حافظ قائد السبسي إلى رئيس الحكومة، وعليه فإن الشرعية تبقى لهم معربا عن أمله في عدم ممارسة ضغوطات من قبل أطراف معينة للتشويش أو لتغيير المواقف وتعطيل عمل الحركة ليشدد على أنهم مواصلون للدفاع عن شرعية مخرجات المؤتمر وأن نداء تونس ليس ملكا لشخص أو مجموعة بل هو ملك لجميع التونسيين.

«الشرعية لنا»
تجري حركة نداء تونس، شق سفيان طوبال عدة مشاورات وقد بلغت أشوطا متقدمة مع حركة مشروع تونس في انتظار تجاوز بعض الإشكالات مع البديل التونسي وتعميقها أكثر مع حزب بني وطني، مشاورات هدفها إحياء النداء التاريخي عبر توحيد القوى الوسطية والتقدمية والاجتماعية والنقابية واليسارية في إطار سياسي يضمن التوازن والفوز في المعركة الانتخابية القادمة، وقد يعلن في غضون الأيام القليلة القادمة عن هذا التحالف الجديد الذي لن يشمل حركة تحيا تونس، وسيشمل في البداية نداء تونس ومشروع تونس في انتظار توضيح الصورة لحزبي المهدي جمعة وسعيد العائدي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115