بعد تصريحات النائب بالبرلمان فيصل التبيني: الدفع بمبادرة «أخلقة الحوار السياسي» والشاهد ينطلق في مشاوراته لصياغتها

وجدت حركة تحيا تونس في تصريحات النائب بمجلس نواب الشعب فيصل التبيني فرصة للدفع بمبادرة زعيمها يوسف الشاهد

إلى صياغة «ميثاق الأخلاق السياسية»، مبادرة كان قد أطلقها الشاهد في أفريل المنقضي آملا أن ينتهي منها في جويلية القادم، والهدف منها تنقية الأجواء في الساحة السياسية لحماية المكسب الديمقراطي للشعب التونسي، دون أي إقصاء لأي كان، ميثاق تتبناه كافة المكونات وهو عبارة عن مجموعة من التوصيات الكبرى تتعهد كافة الأحزاب والمنظمات والهياكل بالالتزام بما جاء فيها من أجل القطع مع كلما من شأنه أن يخلق التوتر والفوضى ويعطل عمل الحكومة وسير دواليب الدولة.

نددت حركة تحيا تونس بالتصريحات المشينة واللامسؤولة الصادرة عن النائب فيصل التبيني، في حق رئيس الحكومة، مشددة على دعمها التام ليوسف الشاهد في ظلّ الهجمات المتكررة التي يتعرّض إليها منذ انطلاق البعض في حملات انتخابية مبكّرة. هذا وتشجب الحركة وفق بيان صادر عنها هذا الخطاب التّحريضي والدعوة إلى العنف التي بلغت مداها اليوم بالدّعوة إلى القتل، وتعتبر الجنوح إلى مثل هذه الشّعبوية من بعض الأطراف في المعارضة دليلاً على إفلاس سياسي، مؤكدة دعمها التام لمبادرة إبرام «ميثاق الأخلاق السياسية» التي أعلن عنها رئيس الحكومة يوسف الشاهد، داعية جميع القوى السياسية للتفاعل ايجابيّا معها خصوصا وأننا في سنة انتخابية يُفترَض أن يكون المناخ السياسي خلالها خاليا من شوائب العنف و الكراهية.

بلورة مجموعة من التوصيات
وفق بعض المصادر فقد انطلق رئيس الحكومة في إجراء مشاورات مع عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية لوضع «ميثاق الأخلاق السياسية»، لقاءات مازالت متواصلة من أجل بلوغ هدفه وبلورة مجموعة من التوصيات يتعهد الجميع بمختلف الانتماءات بالالتزام بها، وأضافت مصادرنا أن الأطراف التي التقى بها الشاهد عبّرت عن تفاعلها الايجابي مع هذه المبادرة في انتظار مزيد توضيح ملامحها في الأسابيع القليلة القادمة، لتشدد على أن هذا الميثاق الهدف منه «أخلقة» الحوار السياسي والتصدي للحملات الانتخابية السابقة لأوانها وكذلك لمن يريدون العودة بتونس إلى مربع العنف السياسي.

في انتظار التفاعل
مبادرة رئيس الحكومة والتي مازالت لم تتضح بعد خلفت ردود أفعال متباينة مباشرة بعد الإعلان عنها في كلمته التلفزية في منتصف أفريل الفارط، وجميع الأحزاب المعارضة ترفضها وتدعمها فقط إلى حدّ كتابة هذه الأسطر حركة تحيا تونس التي استغلت التصريحات التحريضية لفيصل التبيني لدفع بقية القوى نحو دعمها وكذلك حركة النهضة، ووفق تصريح القيادي بحركة تحيا تونس مصطفى بن أحمد لـ«المغرب» فإن إعلان رئيس الحكومة عن هذه المبادرة جاء نتيجة تدهور اللغة السياسية والتي جانب منها قد «نزل إلى الحضيض» وأخذ أبعادا أخرى وبالتحديد أبعاد «عدوانية» وتحريضا على العنف وبالتالي فإن أخلقة الحوار السياسي مهمّة بدرجة كبيرة في البلاد.

وبين بن أحمد أن الحركة مازالت لم تتلق ردودا حول دعوتها القوى السياسية لدعم مبادرة رئيس الحكومة ويبدو أنها ليست من أولويات هذه الأحزاب والحال أنه وبالنظر إلى تتالي التصريحات التحريضية تصبح من أولى الأوليات. وبين محدثنا أن تصريحات التبيني باتت تفرض التسريع بتفعيل ميثاق الأخلاق السياسية للحفاظ على العلاقات والمناخ العام في البلاد خاصة وأن سنة 2019 هي سنة انتخابية بامتياز.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115