للاتحاد انه معقد، بعض فصوله هي اختلاف في وجهات النظر وحماسة النقابيين ولكن اخرى هي نقاط من خطة استهداف الاتحاد وتدميره من الداخل.
يوم أمس اطل الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي ليعلن ان منظمته تعاني أحيانا من بعض الانفلاتات، وان أصحابها ملزمون بأحد الخيارين الالتزام بما يقرره الاتحاد او لا مكان لهم فيه، لكن ليس هذا فقط ما كشفه الأمين العام بل كشف ان بعض الانفلاتات مفتعلة بهدف ضرب الاتحاد ليشدد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي على أنّ عدم التزام منظوري اتحاد الشغل بقرار إلغاء إضراب قطاع نقل المحروقات إنفلات أضرّ بصورة الإتحاد، مؤكدا انه «لا مكان في المنظمة لمن لا يلتزم بمقرراتها»، متّهما أطرافا لم يسمها بإستهداف الإتّحاد في إطار حملاتها الانتخابية.
لكن هذا جاء بعد تأكيده على ان البلاد تمر بفترة انتقالية والانفلات موجود في جميع المؤسسات حتى «من طرف منخرطي الاتحاد «وهم ليسوا فوق النقد وليسوا معصومين عن الخطأ». أخطاء قال ان البعض يريد ان يستغلها ليحمل الاتحاد مسؤولية ما عانته البلاد من أزمات وهذا صادر عن «أشخاص لا يتحلون بعقلية رجال الدولة».
قول الطبوبي يشرحه اكثر المتحدث الرسمي باسم اتحاد الشغل سامي الطاهري الذي قال ان قوة الاتحاد هي «تنظيمه» وان هذا التنظيم خاضع للقانون وليس لسلطة او نفوذ البيروقراطية، اي ان الاتحاد محكوم بنظامه الداخلي الذي ضمن تماسكه التنظيمي ويمكن من ادارة الخلافات بين النقابيين.
ادارة قال الطاهري ان النقابيين تعودوا عليها وبات لهم تقليد فيها، ضمن حسن ادارة الاختلافات والقدرة على التفاعل مع التطورات. لكن هذا لم يحل دون وقوع انفلات قبل او بعد الثورة، لكن بعد 2011 تواجدت عدة قطاعات في هياكل الاتحاد دون ان يكون لها تجربة او تقاليد نقابية وهذا ادى الى ان تكون هياكل هذه القطاعات تتصرف احيانا باندفاع، وهذا قال عنه الطاهري انه مفهوم ويقع التعامل معه بحكمة وحنكة. لكن ليس كل الانفلاتات مردها اندفاع الهياكل، فوفق الطاهري هناك انفلاتات مدبرة ومخطط لها بهدف اضعاف القوة التنظيمية للاتحاد، وهذه الانفلاتات مرفوضة.
هنا يلمح الطاهري إلى ان انفلات قطاع المحروقات من بين هذه الانفلاتات المخطط لها، فوفق قوله توصل اتحاد الشغل الى اتفاق مع الطرف الحكومي بشان مطالب قطاع نقل المحروقات ووقع التنسيق مع الهياكل النقابية بشان الاتفاق قبل امضائه.
اتفاق قال ان الاتحاد ابرمه وفي تقاليد الاتحاد يقع الالتزام بالاتفاقات حتى وان كان هناك من هو غير راض عن مضمونها، والهدف من هذا هو حماية مصداقية التفاوض.
مصداقية قال ان الاتحاد حريص عليها ولكنه ايضا حريص على النقاش داخله، لهذا فان هياكله تعلن عن مواقفها وتنتقد الاتفاقات المبرمة بهدف تحسينها او تطويرها ان وجدت بها نقائص، لكن اليوم هناك بعض من يريد ضرب مصداقية التفاوض بهدف الإضرار بالاتحاد. استهداف قال انه تجسد في سعى البعض الى جعل الحوار الداخلي وادارة الخلاف عنصرا لضرب وحدة المنظمة وإسقاط قراراتها لتدميرها من الداخل.
مخطط قال ان اطرافا تقف خلفه، هذه الاطراف لم يسمها بل اشار الى انها من بين العديد من المترصدين للاتحاد، باعتباره منظمة جماهيرية تضم الكثير من الاطياف بعضها انضم عن قناعة وايمان بالدفاع عن مصالح الاجراء وبعضها بهدف توظيف الاتحاد او اضعافه من الداخل.
هذا الصنف الثاني قال الطاهري انه كشف عن نفسه في الكثير من الملفات، حيث دفع البعض الى الاقصى بغاية تدمير الاتحاد، وهذه الاطراف التي تدفع للاقصى هيا اما من الائتلاف الحاكم او من محيطه، وهي ترغب في ان تضع الاتحاد في الزاوية لانه رفض خياراتها وسياستها.