اختتام مؤتمرها برزت خلافات حادة بين تيارات تشقها مهددة بانفراط العقد، ويبدو ان رأب هذا التصدع سيكون موكولا ليوسف الشاهد رئيس الحكومة خلال كلمته المنتظرة يوم غد في فعاليات اليوم الختامي للمؤتمر.
تتدافع الأجساد عند بوابات قاعة الرياضة المغطاة برادس «قاعة متعددة الاختصاصات»، بعضها رغبة في مغادرة القاعة وقلة بهدف الولوج الى موقع الحفل الختامي لمؤتمر حركة تحيا تونس، هذه القلة الباحثة عن اللحاق بالحفل لم تعلم بعد انه وقع تأجيله لتجد نفسها تغادر القاعة بعد تكبد مشقة الدخول من بوابات تصارعت فيها الأجساد للمرور.
تاجيل اعلن عنه في حدود الساعة الثانية و20 دقيقة بعد الزوال، اي قبل 10 دقائق من انطلاق الفعاليات الختامية للمؤتمر، التي كان اهم عنصر فيها كلمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، لكن الاخير خير ان يعتذر عن القدوم للحفل على خلفية حادثة سيدي بوزيد التي اودت بحياة 12 من النسوة.
حادث اجبر الشاهد على الاعتذار عن المشاركة للمنظمين يوم الأحد لكنه اقترح التأجيل الى موعد لاحق، الأربعاء 1 ماي، ليقع اعتماد هذا الموعد الجديد لاستكمال فعاليات المؤتمر الذي بالكاد انتهى حتى طفت على سطحه خلافات بين أبناء الحركة الجديدة.
خلافات هي من أعراض «المرض الندائي»، المتمثل في صراعات حادة تشق صف قيادات الحزب التي تنتمي لمشارب سياسية مختلفة لم تنجح محاولة صهرها في تقليص الخلافات بينها او توحيدها وانهاء صراع التيارات بهدف الهيمنة على المواقع القيادية للحزب.
هذا المرض برزت اعراضه على الحركة الوليدة منذ انطلاق اشغال مؤتمراتها الجهوية في افريل الجاري، ليجد القائمون على الحركة ان افضل حلول لهم لتجنب الانقسام هو اعتماد قائمات توافقية في المؤتمرات الجهوية ولاحقا المركزية، كترياق يعالج ازمة حرب التيارات في الحركة.
لكن هذا لم يكن كافيا لتوحيد صف حركة تتسم بتنوع مشارب أبنائها، فمنهم ندائيون سابقون، وافاقيون، وجمهوريون1 نسبة للحزب الجمهوري قبل انصهار2012، وجمهوريون 2 بعد الانصهار، ومساريون، وتجمعيون ونقابيون ويساريون ومستقلون. كلهم كان ممثلا في المجلس الوطني لكن هذا ليس كافيا ايضا.
فالمجلس الذي تحصل 230 شخصا على حق العضوية به، ينظر اليه من قبل عدد من القيادات اليسارية بالأساس والندائية على انه احتكر من قبل «الجمهوريين1&2» والتجمعيين، بتوزيع يمنح الجمهوريين المواقع الأساسية في الحزب. مع اقصاء الكتلة البرلمانية التي نال أعضاؤها العضوية بصفتهم النيابية اسوة بالوزراء وأعضاء الحكومة ورؤساء البلديات والكتاب العامين للمكاتب الجهوية للحزب واخيرا الشخصيات الوطنية.
هذا الصراع بين الروافد يبدو انه قد يكون المعضلة الاكبر التي ستواجه الحزب، وقد يتعذر على زعيمه السياسي يوسف الشاهد معالجته، في كلمته المنتظرة يوم غدا، الكلمة كانت اهم محاور الاحتفالية وكانت سبب تأجيلها بـ48 ساعة.
فالاحتفال بنهاية اشغال المؤتمر لم يكن الا المناسبة التي سيتقدم فيها الشاهد للحاضرين ويبين علاقته بالحزب الجديد وعلاقة هذا الحزب ببقية الاطراف السياسية وخاصة حركة النهضة.
كلمة يبدو انها ستتضمن غدا اشارات صريحة ومبطنة لضرورة وحدة صف الحزب، وانهاء الخلافات بين تياراته لضمان تحقيق نتائج ايجابية في التشريعية القادمة، في ظل منافسة الحزب الحر الدستوري الذي يعتبرونه اخطر عليهم من النداء.