الاتفاق الذي يسعى الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الى الخروج به من خلال التفاوض مع الحكومة ومن ثم عرضه على الجامعة العامة للتعليم الثانوي التي لا يبدو انه قد بقيت امامها خيارات كبيرة او هامش للرفض.
عارضت المركزية النقابية تحركات جامعة التعليم الثانوي ذات العلاقة بالامتحانات او السير الطبيعية للدروس وكانت حجتها ان تلك التحركات ستمسّ بصورة الاتحاد العام التونسي للشغل لدى الراي العام، وما حصل امس من خلال تحرك «أولياء غاضبون» تجاوز ما كانت المركزية تخشى وقوعه رغم اتهامها (انظر مقال دنيا حفصة) جهات سياسية بالوقوف وراء محاولة تحول الوقفة الاحتجاجية «اولوياء غاضبون» الى بطحاء محمد علي للتهجّم على الاتحاد.
الا ان المنسق العام لـ «أولياء غاضبون» حسن عبد العزير الشُكّ اكد في تصريح لـ«المغرب» ان الاولياء يميّزن جيّدا بين جامعة التعليم الثانوي المسؤول المباشر عن ما بلغته الاوضاع في المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية والاتحاد العام التونسي للشغل كراية وحاضنة شعبية ومنظمة تحصلت على جائزة نوبل، وقال «لذلك اردنا اللجوء الى الاتحاد لقيمته الاعتبارية والتاريخية لوقف تجاوزات احد هياكله التي تسبّبت في توقف الدراسة ودخول فئة كبيرة من التونسيين في دوامة من الضبابية والحيرة».
الأولياء لجؤوا إلى الاتحاد
وفق المنسق العام «اولياء غاضبون» حسن عبد العزير الشُكّ ان تحول الاولياء بعد التجمّع والوقفة الاحتجاجية امام المسرح البلدي كان تلقائيّا ولم يكن مبرمجا، وكان هدفهم من خلال محاولة التوجه إلى مقر الاتحاد العام التونسي للشغل ببطحاء محمد علي مطالب الامين العام نور الدين الطبوبي بالتدخّل لانقاذ السنة الدراسية ووقف ما اعتبره «تجاوزات» هياكله المتمثلة في جامعة التعليم الثانوي وكاتبها العام لسعد اليعقوبي كما تدخّل خلال السنة الدراسية الماضية بوقف تعليق الدروس وحجب اعداد الامتحانات.
ونفى المنسق العام «أولياء غاضبون» حسن عبد العزير الشُكّ ان يكون تحرك الاولياء امس مسيّسا او تقف وراءه اي جهة سياسية سوى وزارة التربية او رئاسة الحكومة، واعتبر ان ما حصل ببساطة هو ان اولياء خرجوا إلى شارع للمطالبة بعودة ابنائهم لمقاعد الدراسة واجراء امتحاناتهم بصفة عادية، وهو احد ابسط حقوقهم خاصة هؤلاء اللذين لا تسمح لهم ظروفهم المادية بالتحوّل لاتمام الدراسة في القطاع الخاصّ، وفق تعبيره.
واشار المنسق العام لـ«أولياء غاضبون» ان اكثر من 1000 قضية تقدم بها اولياء ضدّ سلطات القرار صلب الجامعة العامة للتعليم الثانوي في المحكمة الابتدائية بتونس وكل المحاكم الموزعة في البلاد منذ 11 جانفي الماضي.
تنسيقية «اولياء غاضبون» نظمت امس وقفة احتجاجية امام المسرح البلدي بالعاصمة قبل محاولة التوجه الى بطحاء محمد علي رافعة شعارات منددة بالاداء النقابي للكاتب العام لجامعة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي وبقية اعضاء الجامعة العامة التعليم الثانوي معتبرين ان المطالبة بحقوق الاساتذة لا تعني المسّ بحق التلاميذ في الدراسة واجراء الامتحانات.
الجامعة تتهم وستواصل التحرك
الجامعة العامة للتعليم الثانوي من جانبها اتهمت على لسان الكاتب العام المساعد للجامعة أحمد المهوك جهات سياسية بالوقوف وراء تحرّك تنسيقية «أولياء غاضبون»، حيث اعتبر ان نفس قيادات روابط حماية الثورة كانت اليوم تقود المظاهرة التي تزعم انها لاولياء يطالبون الجامعة باجراء الامتحانات فيما هو تحرّك «مشبوه ومدفوع الأجر ولا علاقة له بالأولياء والتلاميذ...»، وفق تعبيره.
وبالتوازي مع مواصلة الاعتصام المفتوح بوزارة التربية، تستعدّ الجامعة العامة للتعليم الثانوي لتنفيذ يوم غضب وطني الثلاثاء 6 فيفري المقبل، من خلال تنظيم تجمّع مركزي امام وزارة التربية قبل التوجه في مسيرة الى شارع الحبيب بورقيبة في اعادة لمسيرة «الميدعات البيضاء» يوم 19 ديسمبر الماضي.