الرئيسي بالمدينة اين ترددت عدة شعارات خاصة في التجمع الشعبي الذي اقامه اتحاد الشغل، مما يؤشر إلى أن إحياء الذكرى الثامنة سيتزامن هذه السنة ايضا مع احتجاجات في جل الجهات.
انقسمت فعاليات إحياء ذكرى إشعال محمد البوعزيزي لجسده ومعه أشعل موجة احتجاجات في كامل البلاد انتهت برحيل زين العابدين بن علي في الـ14 من جانفي 2011 إلى السعودية، الى احتفالات رسمية أمنها ممثلون عن الحكومة وهما وزير الثقافة ووزير الشؤون المحلية.وقسم آخر غير رسمي، التقى فيه الاتحاد العام التونسي للشغل مع أهالي المدينة في تعبيرهم عن الغضب مما تعيشه البلاد بعد ثماني سنوات على ثورتها.
احتجاجات لم تقتصر فقط على التجمع النقابي في المقر الجهوي للاتحاد اين القى نور الدين الطبوبي كلمة وقعت مقاطعتها اكثر من مرة من قبل أساتذة التعليم الثانوي وعمال الحضائر برفعهم لشعارات مناهضة للحكومة التي اتهموها بالتنكر لالتزاماتها ورفضها حل الازمات الراهنة. مرددين شعارات «ويني فلوسك يا خدّام عند النهضة والازلام» و«النهضة والنداء أعداء الشهداء» و«سحقا للرجعية...دساترة وخوانجية».
كلمة الطبوبي استهلت بتحية كل شهداء الوطن من الأمنيين والعسكريين وشكري بلعيد ومحمد البراهمي وعائلة السلطاني والغزلاني، مؤكدا ان الإرهاب لا مكان له في تونس التي لا يمكن ان تستسلم للفكر التكفيري والظلامي، ولكنه في المقابل اعتبر أن المعركة الحقيقية لتونس ليست فقط الإرهاب بل المعارك الاقتصادية والاجتماعية بامتياز، وهي معاركة وصفها بـ«معركة البطون الخاوية» ومعركة ضد التهميش والفقر والجهل.
من التحية وأبراز اولويات انتقل الطبوبي لانتقاد السياسيين الجدد، وفق قوله، فالسياسيون بعد الثورة هم مراهقون سياسيون، وسبب هذا الوصف «إجرامهم في حق الشعب التونسي» ولكنه خص حركة النهضة بمزيد من النقد.
فالطبوبي اعاد التذكير بما شهدته مقرات اتحاد الشغل في 2012 من استهداف ورمي القمامة أمامها والهجوم على النقابيين بالعصي والهراوات، حادثة قال ان منفذيها هم «مليشيات العار» وأطنب في وصفهم بالخزي والانتهازية، حيث شدد على ان هؤلاء «لم يشاركوا في الثورة وتمتعوا بالكراسي على طبق» وهو ما جعلهم يظنون ان «البلاد خالية وباش يقيّموا فيها الآذان» لكن الاتحاد أحبط مخططهم.
العودة على احداث الماضي ومهاجمة الحكومة وحركة النهضة معا يجد له موقعا هاما في كلمة الطبوبي الذي ذكر مستمعيه ان المطلب الاساسي للاتحاد هو تعديل المقدرة الشرائية وليس زيادة الأجور، مشددا على أن الحكومة احتالت على الشعب.
ومن هناك انتقل الطبوبي للحديث عن ولاية سيدي بوزيد، التي قال انها لم تحظ بالتنمية والتشغيل او اية مكاسب مما اقره الدستور الذي نص على التمييز الإيجابي بين الجهات، وسيدي بوزيد في المرتبة 20 من حيث مؤشر التنمية، والسبب تجاهل الحكومات المتعاقبة لها رغم ما تمتاز به الجهة من افق واعدة للاستثمار.
خارج المقر الجهوي للاتحاد كان الشارع يتحرك وفق نسقه الخاص، احتفاليات جنبا الى جنب مع احتجاجات تعلقت بالتنمية والتشغيل في الجهة التي يؤمن اهلها انهم همشوا بعد الثورة وقبلها.