بن غربية وسليم العزابي لقاءان منفصلان لم تجمع بينهما الا ثلاث كلمات، الانقلاب، النهضة، وتنقية المناخ السياسي، في ظل غضب متبادل يحول دون التواصل المباشر بين قرطاج والقصبة.
منذ لقائه برئيس الجمهورية في الـ30 من نوفمبر الفارط التزم المهدي بن غربية الصمت عن مضمون اللقاء، ومثله فعلت الرئاسة التي لم تنشر كلمة لبن غربية اثر اللقاء كما جرى به العمل في اللقاءات التي يعقدها الرئيس بسياسيين تونسيين. وهذا تكرر في لقاء الرئيس بسليم العزابي مدير ديوانه السابق.
رئاسة الجمهورية التي امتنعت عن تقديم اية معطيات وان كانت عامة عن مضمون اللقاء، يبدو ان لخيارها عدة اسباب مردها الأساسي مضمون هذه اللقاءات، التي اشارت مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها، انه تعلق بثلاثة مواضيع اساسية.
اولها تهمة الانقلاب التي اطلقها الامين العام لحركة نداء تونس سليم الرياحي وشملت رئيس الحكومة وسليم العزابي وشخصيات اخرى، هذه التهم ابلغ الرئيس انها «عبث» سياسي يفاقم من تأزم المشهد ويضع البلاد على حافة المجهول. خاصة وان ما يحدث وحدث لا يمكن ان يتم دون علم الرئيس، وفق ما قيل في اللقاء.
لقاء بحث عن تنقية المناخ السياسي العام، بمعالجة ملف الانقلاب وملف العداء بين الرئيس والنهضة، حيث فتح الحديث عن كيفية استعمال هذا العداء لاستهداف الحكومة ورئيسها وأنصاره ومشروعهم السياسي المرتقب. وكيف يقع توظيف دعم النهضة للشاهد لضرب الاستقرار السياسي والحكومي. ثالث النقاط التي طرحت هي غضب الرئيس من يوسف الشاهد واسبابه، وكيف يعالج هذا.
نقاط ثلاث لم يكشف المصدر، وهو عليم بمضمون اللقاء، كيف قدمت ووفق أي ترتيب، وما كان تعليق الرئيس عما سمعه، خاصة وان ما قيل حمل شبه اقرار بان ما يحدث من تجاذب سياسي انتقل للحديث عن مخطط انقلابي تم بعلم رئاسة الجمهورية.
رئاسة يريد لها رجالات الشاهد ان تقبل بتخفيف حدة التوتر بينها وبين الشاهد لتجنب صدام حاد بينهما، وهو ان تم سيجر الطرفين لخسائر سياسية ولكنه بالاساس سيجر البلاد لازمة جديدة.ازمة يريد انصار الشاهد استباقها، واستباق تحركات رئيس الجمهورية ولقاءاته بقادة احزاب الوسط، كما يريدونها لكسر حالة الجمود بين الشاهد وقائد السبسي.
محاولات وساطة تشير مصادر قريبة من الوسطين، الى انها لا تعني البحث عن مبادرة سياسية او جبهة تضم الجميع ضد النهضة، بل يشددون على انها غير مطروحة في الوقت الراهن.