يوسف الشاهد في البرلمان: يرد على حزبه... يتجاهل الاتحاد... و«يطفّي الضوء» على النهضة

لدى تقديمه لبيان الحكومة بخصوص قانون مالية 2019 اختار يوسف الشاهد ان يفتح «النار»

على حزبه نداء تونس وان يرد على اتهامات الانقلاب الموجهة اليه، دون ان يتطرق إلى تصريحات رئيس النهضة راشد الغنوشي ومطالب الاتحاد، فان اختار «التغافل» عن الأولى فقد تجاهل بشكل صريح مطلب الزيادة في الأجور.
36 دقيقة وبعض من الثواني هي المدة التي استغرقتها تلاوة بيان الحكومة بشان مشروع قانون ماليتها لسنة 2019، وخلال هذا الوقت اختار الشاهد منذ الدقائق الخمس الأولى، أن يترك ملف «قانون المالية» يرد على الأمين العام الجديد لحزبه سليم الرياحي.

الشاهد وهو يجيب عن أمينه العام، كشف السبب الذي جعله يختار ان يستعين بالآية السادسة من سورة الحجرات في أول، فالآية التي تشدد على ضرورة التثبت والتبيين من أية معطيات يأتي بها «فاسق» لتجنب الاضرار بالآخرين، اتضح أنها موجهة للرياحي وعدد من قادة حزب النداء.
هؤلاء كانوا حاضرين دون ذكرهم بالاسماء في الخطاب، فالشاهد اختار ان يجيب عن الانتقادات المتكررة لحكومته من قبل الندائيين في المجلس، واختار ان يعكس عليهم الهجوم، فهو وحكومته حريصون على استكمال مسار الانتقال الديمقراطي واحترامه وسيظلون بهذا الحرص «رغم ما يقوله البعض».

وما يقوله البعض هنا يختزل ليصبح «الانقلاب»، فالشاهد اعتبر «البعض» لا يفرقون بين العودة للشرعية الدستورية والاحتكام للمجلس وبين الانقلابات، واعتبر الامر «مهزلة» لكنه فسر لماذا لا يقع التفريق. والسبب دفاع «البعض» عن مصالحهم الشخصية الضيقة، مصالح تجعل من احترام الدستور ومحاربة الفساد «انقلاب» وفق قوله.
«الانقلاب» تحدث عنه الشاهد لينفى حاجة حكومته اليه، فـ«الحكومة التي لها اوسع الصلاحيات لا تفكر في الانقلاب»، وظنه ان هذا كاف ليجيب عن تصريحات الامين العام لحزبه سليم الرياحي، في قناة «فرنس24» التي اعتبر فيها التحوير انقلابا وان الحكومة الحالية حكومة النهضة.

اللافت هنا ان الشاهد الذي اختار ان يجيب بشكل شخصي ومباشر على امينه العام، تجنب خلال كلمته كما طوال الاسبوع الفارط، ان يتطرق لتصريحات راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، التي اعلن فيها ان حركته كانت ذات اليد العليا في التحوير.
تصريح وقع نشر بيان توضيحي بشانه ارتكز على «اخراج من السياق» لتجنب التداعيات، ويبدو انها كانت حجة كافية للشاهد كي لا يقحم نفسه في «معركة» مع النهضة، بل انه اعتبر –بشكل غير مباشر- ان البعض يريد خلق ازمة عبر ما يصفه بـ«النفخ في رماد الضجيج السياسي».

ضجيج تحدث عنه اول مرة في بيان التحوير الوزاري منذ 8 ايام، وأعاد الحديث عنه باقتضاب أمس، وهذه المرة ليبين الهدف منه وهو إحياء الأزمة التي قال انها انتهت بإجراء التحوير الوزاري وأنقذت تونس من «المجهول»، وهنا يهاجم الشاهد بالأساس ابناء حزبه، نداء تونس الذين وصفوا الحكومة بحكومة النهضة.
في هجومه على الندائيين اختار الشاهد ان يحصر الأمر في انتقاد سلوكهم السياسي، وفي ما يعتبر «توظيف سياسي» للأحداث، على غرار إضراب الوظيفة العمومية، الذي دعمه نداء تونس بل وشارك نواب من كتلته في الوقفة الاحتجاجية خارج البرلمان. ولمح الى بحثهم عن الركوب على الأحداث.

الشاهد وهو يتفادى التعرض للنهضة صراحة او تلميحا، وجه الشكر لقادة الاتحاد على حسن تنظيم الإضراب وتأطيره، وهو يعلن ان حكومته حريصة على مناخ اجتماعي سليم يستند للحوار الواقعي الذي يراعي التوازنات المالية للبلاد وتوفير السلم الاجتماعية الذي تدرك الحكومة أهميتها.
شكر وكلمة حملت جواب مباشرا على طلب الزيادة في الأجور من قبل الاتحاد، تجاهل الطلب ودفع الاتحاد لتقديم مقترح جديد يكون واقعيا وياخذ بعين الاعتبار الالتزامات المالية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115