بولاية نابل ،وذلك بتسجيل 297مم في بني خلاد يوم السبت المنقضي وهو معدل لم يقع تسجيله في تاريخ تونس حسب ما أفاد به كاتب الدولة للموارد المائية عبد الله الرابحي لـ«المغرب» مؤكدا أن كميات الأمطار المسجلة بمنطقة بني خلاد من ولاية نابل تجاوزت الرقم القياسي المسجل منذ سنة 1969 بسيدي بوزيد والذي كان في حدود 200 مم ليصل اليوم إلى 297 مم، مما تسبب في فيضان جل الأودية بالولاية .
أوضح كاتب الدولة عبد الله الرابحي أن الأمطار التي سجلت يوم السبت المنقضي بولاية نابل تعد قياسية ولم يقع تسجيلها في وقت سابق، مبينا أن أكبر الكميات التي سجلت في ولاية نابل كانت في حدود 83 مم سنة 1995 وفي قليبية بـ130 مم في 1976 .
وأضاف المتحدث أن الأمطار التي نزلت الشهر المنقضي ساهمت بشكل كبير في فيضان الأودية ،حيث أن الأرض لم تعد لها قابلية الامتصاص بعد الكميات الكبيرة التي نزلت في أوت المنقضي وبتسجيل 220 مم منذ أول شهر سبتمبر إلى 20 من الشهر الجاري، تجاوزت ولاية نابل في أقل من شهرين المعدل السنوي للمياه وذلك بـ 514 مم في حين أن المعدل السنوي في حدود 407 مم .
ونفى كاتب الدولة ماراج من أخبار عن أن عملية تنفيس السدود هي التي أدت إلى فيضان الأودية، مبينا أن عملية تنفيس السدود هي عملية طبيعية تأتي فور تسجيل ايرادت مهمة من المياه تكون مصحوبة بالرمال والأوحال تؤدي فيما بعد إلى التقليص من طاقة استيعاب السد من المياه وفي حال فيضانه ستكون هذه الأوحال أول المفيض ولذلك يقع تنفيس السدود لتسريح الأوحال والرمال ويقع غلقه إثر انتهاء عملية التسريح.
وأكد الرابحي أن كل السدود بالجهة قد لعبت دورها، معتبرا كثرة الأودية والسدود قد أنقذت الولاية من كارثة أكبر وذلك بإعتبار أن عدة أودية وسدود كانت تقريبا شبه فارغة و مع تسجيل أرقام قياسية من الأمطار في يوم واحد فإن كل من الأودية والبحيرات الجبلية و السدود قد ساهمت في امتصاص كميات كبيرة من الامطار التي قد تحدث كارثة على البلاد والعباد لتساهم بشكل كبير في تخفيف حجمها .
وقال الرابحي أن عملية حصر الأضرار ستستند إلى عمل اللجان التي شرعت في الحصر مبينا صعوبة حصر الأضرار في الوقت الحالي نظر لتضرر جل المعتمديات بولاية نابل وهي أضرار لحقت البنية التحتية و المؤسسات والمنازل هذا بالإضافة إلى تسجيل خسائر بشرية وينتظر أن يتضح يوم غد الحصر الأولي لعملية الحصر والتي ستكشف عن خسائر مادية كبيرة.
وأشار محدثنا إلى تسجيل أضرار على قناة قطر 600 مم لجلب المياه لمدينتي نابل والحمامات على مستوى وادي سوحيل وتسجيل أضرار على مستوى شبكات التوزيع بالمدينتين والمناطق المجاورة وخاصة قربص و ينتظر أن تقوم مصالح الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بإصلاح الاعطاب في الساعات القليلة القادمة.
وأكد كاتب الدولة تواصل عمل الخلية الوطنية لليقظة بالوزارة لمتابعة مجريات الأمور وذلك بالتنسيق مع وزارات الداخلية والتجهيز والدفاع الوطني والسلط الجهوية بولاية نابل والولايات المجاورة.
وقد أوضح المدير العام للسدود فائز مسلم في تصريح لـ«المغرب» أن الأمطار التي تم تسجيلها خلال يوم السبت المنقضي لم يقع تسجيله في تاريخ تونس و على الصعيد العالمي نقلا عن المعهد الوطني للرصد الجوي وبخصوص السدود الموجودة بنابل، فقد ذكر مسلم وجود 6 سدود في نابل وهم الحمى وبزيرك وشيبة و المصري ولبنة والعبيد وهي سدود ذات طاقة استيعاب صغيرة وموجهة للري ، وقد امتلأت ثلاثة سدود إثر الامطارالأخيرة وهي بزيرك وشيبة والمصري وتتراوح قدرة استيعاب السدود الستة بين 6 ملايين متر مكعب و 23 مليون متر مكعب، وتبلغ أقصى نسبة استيعاب بسد لبنى وهي 23 مليون متر مكعب وقد بلغت تعبئته إلى حدود يوم أمس 7.048 مليون متر مكعب ،فيما تبلغ طاقة استيعاب سد العبيد 9.6 مليون متر مكعب وقد وصلته إيرادات بـ7.693 مليون متر مكعب ،أما عن سد الحمى فإن معدل التعبئة مايزال ضعيفا وذلك 0.650 مليون متر مكعب .
أما عن السدود الثلاثة التي امتلأت بنسبة 100 في المائة وهي بزيرك 4.950 مليون متر مكعب وشيبة 4.846 مليون متر مكعب والمصري 5.201 مليون متر مكعب.
وتكون الإيرادات الجملية للسدود الموجودة في نابل قد تجاوزت 20 مليون متر مكعب بعد ما كانت فارغة لأربع سنوات، أما عن البحيرات الجبلية فقد قال مسلم أن نابل تحتوي على 57 بحيرة مائية تبلغ طاقة استيعابها 4 مليون متر مكعب، وقد وصلتها إيرادات بـ3٫5 مليون متر مكعب.
وفي ما يتعلق بالفيضانات ،بين مسلم أن أول السدود التي امتلأت باكرا ،هي بزيرك وشيبة وهما سدان مفيضهما في اتجاه البحر عبر وادي بزيرك وشيبة وهما على مسافة من التجمعات السكانية ومدينتي نابل ومنزل بوزلفة على عكس ماروج له وتختص هذه الأودية في الري الفلاحي، مع العلم أن معدل مفيض سد بزيرك تجاوز المتر.
السد الثالث وهو سد المصري والذي يأتي قريبا من مدينة بلي والذي امتلأ في الثامنة ليلا ،فإن نسبة المفيض بـ4 سم وقد تم التعامل معه خاصة وأن مجرى واد المصري يبعد عن مدينة بلي ويأتي على مسافة 3 ساعات من المدينة.
هذا و تعيش تونس على وقع ثلاث سنوات جفاف، أثرت سلبا في كل النشاط الفلاحي كما أثرت في مياه الشرب و ينتظر أن تكون لهذه الأمطار إنعكاسات ايجابية على الجانبين خاصة على القطاع الفلاحي وهو على أبواب موسم زراعي جديد خاصة وان مخزون السدود قد سجل إيرادات بأكثر من 20 مليون متر مكعب.