من خطوات في الصراع المفتوح على كل الأوجه مع الرجل وما يعده من مشروع سياسي يمثل «خطرا» على الحركة التي تعيش أوقاتا صعبة منذ ماي الفارط.
يوم أمس انتهت المهلة التي منحتها الهيئة السياسية لرئيس الحكومة يوسف الشاهد ليجيب عن 4 أسئلة وجهها له قادة نداء تونس، وتتعلق بموقفه من رئيس الجمهورية ومن طلب الاستقالة او التوجه للبرلمان، علاقته بحركة النهضة، مشروعه السياسي وعلاقته بالنواب المستقلين.
أسئلة يبدو ان الشاهد تجاهلها وهو ما استعدت له حركة نداء تونس وهيئتها السياسية التي أكد رضا بالحاج في حوار مع «المغرب» أنها ستنعقد اليوم لتنظر في رد الشاهد على الاستجواب، وكيف أجاب مع التشديد على ان الهيئة ستنقل ما يجيب عنه الشاهد الى لجنة النظام الداخلي مع ملاحظاتها بشان الرد.
فالهيئة وضعت في اعتبارها ثلاثة احتمالات، الاول والثاني يتعلقان برد الشاهد على الاستجواب والثالث يتعلق برفض الاجابة، ففي الاحتمال الاول ان اكد الشاهد مخاوف الحزب من مشروعه وطموحه السياسي، فان الهيئة ترسل الرد في تقرير لجنة النظام للنظر في العقوبات التي ستوجه للشاهد.
الاحتمال الثاني هو ان ينفي الشاهد التهم وهذا يرفق ايضا بالتقرير وترسل الى اللجنة، والاحتمال الثالث هو عدم الرد وهذا يرسل بدوره للجنة وفي كل الاحتمالات اللجنة ستتخذ قرارها المناسب.
بعيدا عن القرار الذي ستتخذه الهيئة السياسية التي تنعقد اليوم، لن تكون العلاقة بين الشاهد ومن تبقى من حزبه بالجيدة، فالحزب او على الاقل جزء منه من بينهم رضا بالحاج يعتبرون ان الشاهد يعمل على تدمير الحزب بعد ان فشل في محاولة افتكاكه.
محاولة قال بالحاج انها تمت عبر الهيئة السياسية الموازية، في اشارة الى اجتماع 13 عضوا من الهيئة في جويلية الفارط، في اطار محاولة السيطرة على الحزب وتوظيفه في مشروعه الشخصي لكن المحاولة فشلت نتيجة تردد عدد من اعضاء الهيئة والداعمين للشاهد ولاحقا حوار رئيس الجمهورية وعودة بلحاج للحزب.
حاليا الشاهد وفق بلحاج يعمل على هدم الحزب عبر سحب نوابه ومحاولة افتكاك هياكله، التي اكد انها تتم في السرية وغير منظمة على غرار عملية سحب النواب من الحزب والحاقهم بكتلة الائتلاف الوطني التي اعتبرها خطوة اولى في مشروع الشاهد، مع التاكيد على ان محاولات الهدم انطلقت مع حزب آفاق تونس ولاحقا المسار.
مخطط الشاهد وفق قادة نداء تونس ينطلق من «نقطة ضعف» تتمثل في قيادة حافظ قائد السبسي للحزب بمفرده، وهذا ما يعتبرونه غير صحيح حيث ان الحزب حصن نفسه بتمشي جديد. يعتبر ان الشاهد يتبع تمشيا مخالفا له وله طموح سياسي مخالف للحزب، لهذا فانه غير معقول ان يصمت الحزب على هذا.
عدم امكانية استمرار الصمت على خيارات الشاهد لا يعني ان الحزب يخشى منه على نفسه، فالنداء لا يخشى من الشاهد ومشروعه السياسي كما اشار رضا بلحاج، اذ في تقييمات النداء الشاهد يستثمر وجوده في الحكم لتحقيق غايته وهذا الاستثمار سيكون محدودا في الزمان والمكان، فبمجرد خروجه من القصبة ينتهى كل شيء.
اي ان النداء يعتبر ان مشروع الشاهد سيفشل، فالشاهد ليس الباجي قائد السبسي، ومشروعه السياسي لن يكون نداء تونس 2، فلا المناخات السياسية هي نفسها ولا القدرات الشخصية ايضا. اي ان النداء وبشكل صريح يعتبر ان الخطر الوحيد الذي يمثله عليه الشاهد هو استمراره في الحكومة.
خطر يعمل النداء على الغائه، وذلك بالبحث عن توافقات سياسية مع الاحزاب والمنظمات لابعاد الشاهد عن الصورة، اي اخراجه من القصبة في الاسابيع القليلة القادمة، وذلك بدفع الى عودة نقاشات قرطاج2 والوصول الى اتفاقات بشان اهم نقطة فيه، وهي النقطة 64 المتعلقة بتغيير شامل للحكومة.
نقطة لم يتغير موقف النداء وقادته منها بل تمسكوا بها اكثر من قبل، اذ يعتبرون انها ضرورية وممكنة ان رفعت حركة النهضة دعمها له، والنهضة تدعم الشاهد ظرفيا فليس لها اية مصلحة استراتيجية وفق رضا بالحاج في دعمه، فقط تقاطع ظرفي فرضته نتائج الانتخابات البلدية التي تريد الحركة ان تنزلها على المشهد الوطني من خلال فرض تصورها لمرحلة ما بعد الشاهد.
هذه القراءة التي يتبناها شق من قادة نداء تونس، وعبر عنها القيادي به رضا بالحاج في حوار مع «المغرب»، دون ان يغيب عنه التطورات الاخيرة في البرلمان وحزبه، اي الاستقالات التي شهدتها كتلة النداء وتاسيس كتلة برلمانية تدعم الشاهد تضم اليوم 41 نائبا نظريا.
كتلة هي الثالثة في ترتيب الكتل ومرشحة خلال الأيام القادمة ان ترتفع، لكن هذا لا يخيف النداء ولا يعتبره سليما، فالكتلة ستظل في حجمها ولن ترتفع، وان ارتفعت فالامور لن تتغير، اذ ان المدة النيابية في سنتها الخامسة والاخيرة، اي ان النواب لن يكون لهم نفس التاثير على موازين القوى والاوزان.