في أسبوع واحد حادثة اغتصاب أخرى لطفلة تهز الرأي العام: المندوب العام للطفولة .. إشعارات الاعتداءات الجنسية على الأطفال ترتفع من سنة إلى أخرى

تواترت الاخبار حول حوادث الاغتصاب الوحشي للاطفال ، فبعد حادثة قبلاط من ولاية باجة بداية الاسبوع والحديث

عن اغتصاب جماعي لطفلة الخامسة عشرة في انتظار التقرير الطبي النهائي الثالث بعد وجود تضارب بين التقرير الاول والثاني للطب الشرعي، تأتي الاخبار منذ صبيحة الأمس حول حادثة بشعة أخرى تستهدف الطفولة بتعرض طفلة الثلاث سنوات للاغتصاب من قبل سلفي متشدد متمتع بالعفو التشريعي العام منذ 2011 بقفصة يعمل حارسا باحدى المؤسسات العمومية مما يذكرنا بحادثة الاعتداء على طفلة 3 سنوات باحدى رياض الاطفال غير المرخص لها سنة 2013.

بالرغم من ارتفاع عدد الاشعارات من سنة الى اخرى لتعرض الاطفال لمختلف الاعتداءات او الاستغلال المادي او الجنسي وتكفل مندوبيات حماية الطفولة بمتابعة الاشعارات الا ان ذلك يبقى غير كاف لحمايتهم من الخطر ، قضية اليوم يعتبرها المندوب العام لحماية الطفولة مهيار حمادى بانها من بين القضايا النادرة والشاذة ولكنها تظل من ابشع الحوادث التى يتعرض لها الاطفال وخاصة في هذه السن التي يصعب فيها على الضحية تحديد هوية مرتكب الجريمة وتتولى مصالح مندوب حماية الطفولة على المستوى الجهوي متابعة الملف والتعهد به من مختلف النواحي من احاطة نفسية للعائلة وللطفل .

كما بين المتحدث نفسه انه في مثل هذه الحالات فان النيابة العمومية تتعهد بالموضوع لإتمام الاجراءات الجزائية وما يسفر عنه تقرير الطب الشرعي – والذي اكد عملية اغتصاب الطفلة كما تم القبض على المتهم في هذه القضية – واضاف حمادي ان عملية التعهد بالاطفال الذين تعرضوا الى اعتداء تختلف من وضعية الى اخرى ومن سن الى اخر وان مجال التدخل في مثل هذه الحالات يكون أدق .

التقرير السنوى الاخير لنشاط مندوبي حماية الطفولة لسنة 2017 والذي تمّ تقديمه في مارس الماضي بين ان عدد الاشعارات التى تلقاها مندوبو حماية الطفولة بلغت 16158 اشعارا أي بمعدل 45 اشعار يوميا، شملت 15597 طفلا وتم تسجيل ارتفاع تجاوز 60 بالمائة مقارنة بالسنة التى سبقت.

كما بين التقرير نفسه ان 63 بالمائة من الاطفال المعنيين بالاشعارات تعرضوا للتهديد بالمنزل و17.7 بالمائة منهم بالشارع و16.3 بالمائة بالمؤسسات الحكومية خاصة التعليمية ، وان حالات الاستغلال الجنسي مثلت 7.4 بالمائة من وضعيات التهديد المتعهد بها سنة 2017 والتى شملت خاصة الفتيات 680 طفلة مقابل 295 طفلا .
وقد اشار حمادي في هذا الاطار الى ان محيط العائلة هو المكان الذي يتعرض فيه الطفل الى الاعتداء سواء الحي او المنزل باعتبار وجود شعور بالاطمئنان تجاه الجيران والاقارب لكن مع تلقي الاشعارات من هذا المحيط فان هذه الاماكن ليست آمنة للطفل مع وجود عديد المظاهر كالاختطاف والاستغلال المادي بجميع انواعه الجنسي وغيره ، الاعتداء بالعنف

وبالتالي فان الفضاء الخارجي يصبح خطرا ولذلك يجب الانتباه وعدم الاعتماد على الاطفال لقضاء بعض الحاجيات خاصة في اوقات غير ملائمة وبمفردهم.

وقد اكد المندوب العام للطفولة ان عدد الاشعارات ارتفع بصفة كبيرة وازداد من سنة الى اخرى وهو دليل على تطور الوعي بالابلاغ عن أي خطر يهدد الطفل ولكن ذلك لا يمكن ان يجزم بان عدد الجرائم على الطفولة قد ارتفع لان ذلك يتطلب دراسات ومقاربات علمية مبينا ان الهياكل المعنية بحماية الطفولة تتبع خطة وطنية لحماية الاطفال من مختلف هذه الحوادث والاستغلال والاحاطة ايضا الى جانب الاجراءات القانونية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115