خطة التسويق لمشروع يوسف الشاهد : البحث عن انتصارات « لبيعها »... في التنمية، الحرب على الفساد والارهاب...

الخطاب والصورة من ابرز أدوات تسويق أي بضاعة، والسياسة بضاعة يبحث اهلها عن تسويقها

في صفوف «مستهلكين» اقترب موعد انتقالهم لخانة «الناخبين»، يبحث الشاهد وانصار مشروعه عن ضمانهم في الاستحقاقات القادمة، وهو ما يفسر حدة المصطلحات والصورة التي ظهر بها الرجل وهو يعلن عودة حربه على الفساد بملف «الطاقة ».
ساعات اثر اعلان حكومته عن اقالات كبيرة بوزارة الطاقة شملت الوزير أطل رئيس الحكومة يوسف الشاهد ليعلن انه «لا توجد خطوط حمراء في الحرب على الفساد» ليضيف بلهجة بحث ان تكون حادة على «أنه لا حصانة لأحد»، دون ان يغفل عن القول «أن تحفيز الاستثمار لا يعني نهب ثروات البلاد» قبل ان يطمئنهم الى أن الاجراءات المشجعة على الاستثمار ستتم بمزيد من الشفافية.

الشاهد وهو يوجه رسائله لم ينس الاشارة الى أنه لم يقع «ظلم المسؤولين» الذين تمت اقالتهم من وزارة الطاقة او التشديد على انه «ما نخاف كان من ربي ومن الشعب التونسي» او ان «ضميره مرتاح ما يخافش» في افتتاحية جديدة لحربه على الفساد التي يعلم انها ستكون اما ورقته الرابحة او «القاتلة» خاصة وان الملف سيكون كبقعة الزيت التي تتمدد لتشمل اسماء كبرى. اسماء يدرك الشاهد ان لها وزنها وتتمتع بحماية كبرى، من بينها الوزير المقال الذي شرع الاتحاد في الدفاع عنه بشكل مبطن.

لكن كما ارتفعت المخاطر ارتفعت الفوائد وهو ما يدركه الشاهد الذي اعاد احياء حربه على الفساد قبل اسابيع من مغادرته للحكومة، كما يخطط، ليطلق مشروعه السياسي، الذي يرغب ان يكون ككرة الثلج كلما تدحرج باتجاه موعد الانتخابات كلما كبر حجمها وابتلعت الكرات الاصغر.
لكن هذه الكرة تحتاج الى دفعة كبيرة، لن تتوفر لها بمغادرة الشاهد قصر الحكومة بالقصبة دون رواية نجاح كبرى تكون انطلاقته، لذلك فهو يعمل على حبك هذه المروية، التي استهلها قبل سنة ونصف بحملته على الفساد قبل ان تتوقف ويحل محلها خلال الاشهر الخمسة الاخيرة على مروية «النمو» والتنمية التي كلما تقدم فيها فصلا تعالت الاصوات المنتقدة له ومعها تضعف المروية، وهو ما يدركه الشاهد.

ادراك الشاهد ان مروية التنمية والنمو المحقق تظل ضعيفة وقابلة للهدم خاصة وان لا انعكاس لـ«النجاحات» المحققة على الواقع المعيشي للمواطنين، لكن مكمن الضعف الذي تعاني منه مروية النمو والمؤشرات الايجابية يمكن تفاديه في مروية الحرب على الفساد والارهاب، فان كانت الاخيرة لا يحتكم الشاهد على الكثير من اوراق لعبها لكنه سيستثمر ما يحقق فيها.
فانه يحتكم بشكل شبه كلي بمجريات حربه على الفساد، حتى وان كانت الصدفة هي التي تحكمت بعودتها من جديد. لذلك فالشاهد يريد الذهاب بعيدا في هذه الجولة، ويبدو ان هذا ما يعده في الايام القادمة، ليجعل من حربه على الفساد احد ابرز علامته «التسويقية» مع بعض من الحظ في صلابة مروية النمو والمؤشرات الايجابية للاقتصاد التونسي.
حرب الشاهد علي الفساد يراد منها ضمان دعم جزء من المجتمع المدني مع الشارع التونسي لمواجهة نيران الاتحاد التي لن تهدأ عنه بعد تركه للحكومة او نيران ابناء حزبه السابق، الشاهد وللفوز بهذا عليه ان يكون في ثوب «المحارب» للفساد البيروقراطية، المطلبية النقابية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115