في ميكروفيزيا التوازنات السياسية على ضوء نتائج الانتخابات البلدية: V - الوسط الغربي - صفاقس فوز نهضوي في صفاقس وتقدم نسبي للمستقلين في الوسط الغربي

يتكون الوسط الغربي من ثلاث ولايات: القيروان وسيدي بوزيد والقصرين

ومن 55 بلدية 19 في كل من القيروان والقصرين و17 بسيدي بوزيد .تقدمت لكل هذه البلديات 344 قائمة لتتنافس على 1092 مقعدا. فازت القائمات المستقلة بـ407 مقاعد وحصلت على %36.96 من جملة الأصوات أي أكثر من معدلها الوطني بحوالي 4 نقاط بينما فازت حركة النهضة بـ288 مقعدا وبـ%25.70 من الأصوات أي دون معدلها الوطني بأكثر من نقطتين في حين كانت قائمات النداء في حدود معدلها الوطني بـ%21.44 من الأصوات وبـ238 مقعدا بينما تحصلت بقية الأحزاب والائتلافات على 159 مقعدا و%15.90 من نسبة الأصوات .
ولقد تترجمت هذه النسب بصفة طردية مع توزيع رئاسة البلديات بالنسبة للقائمات المستقلة التي حصلت على رئاسة 21 مجلسا بلديا بينما كان الوضع مختلفا بالنسبة للأحزاب إذ تمكن نداء تونس من تلافي تأخره في الصندوق على الحركة الإسلامية وعوضه بتقدمه عليها في رئاسة البلديات بـ16 مقابل 15 في حين حصلت بقية الأحزاب والائتلافات الحزبية على ثلاث رئاسات ،اثنتان منها للجبهة الشعبية في ولاية القيروان وواحدة لحركة الشعب بولاية سيدي بوزيد .

كانت نسبة المشاركة في ولايات الوسط الغربي في حدود %36.79 وهي ارفع بقليل من المعدل الوطني وكان أدناها بولاية سيدي بوزيد (%35.23) وارفعها بالقصرين (%39.48) .
يعلم الجميع ان حزب نداء تونس قد قدم 345 قائمة من اصل 350 ممكنة أي انه غاب ، وطنيا ،عن خمس بلديات ونجد اثنتين منهما في ولاية سيدي بوزيد وهما بلديتا اولاد حفوز والمنصورة .

لم تتقدم كثيرا حركة النهضة في الوسط الغربي مقارنة بتشريعية 2014 إذ حصلت حينها على %22.48 أي أنها حسنت معدلها الجهوي بثلاث نقاط فقط بينما تراجع النداء في هذه الولايات - وان كان واضحا إلا انه ليس كارثيا - إذ كان في حدود ست نقاط ونصف بينما استقر معدل التراجع الوطني للحزب الفائز في 2014 بحوالي 15 نقطة كاملة .لو عدنا إلى انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لوجدنا أن جهة الوسط الغربي قد تميزت بالحضور اللافت لقائمات العريضة الشعبية (تيار المحبة الآن ) التي هزمت النهضة في سيدي بوزيد بصفة كاسحة (%38.20 مقابل %15.58) وكانت الثانية في كل من القيروان والقصرين بمعدلات مرتفعة %18.42 في الأولى و%9.56 في الثانية ..ولقد ضعف هذا الحضور
كثيرا في 2014 (%10.65 في سيدي بوزيد و%2.54 في القيروان و%1.70 في القصرين) وانعدم تماما في بلديات 2018 .

• القيروان: تقدم كبير للنهضة في الأصوات وشبه تعادل مع النداء في رئاسة البلديات
• الجبهة الشعبية تفوز برئاسة مجلسين بلدييين


تتشكل ولاية القيروان من 19 بلدية وقد تقدمت فيها 98 قائمة للتنافس على 390 مقعدا ولقد حققت الحركة الإسلامية فوزا واضحا على مستوى التصويت بـ%32.34 (130 مقعدا) تلتها جملة القوائم المستقلة بـ%28.82 (108 مقاعد) فنداء تونس بـ%21.46 (92 مقعدا) وحصلت بقية الأحزاب والائتلافات على %17.38 من الأصوات وعلى 60 مقعدا .
ولكن رغم هذا التقدم الواضح للنهضة على مستوى الأصوات إلا أنها لم تتمكن من تحويله وبنفس النسبة في حصد رئاسة البلديات فاكتفت بـ7 رئاسات و»اختطف» النداء 6 وأحرزت القائمات المستقلة 4 رئاسات ونجحت الجبهة الشعبية في الفوز ببلديتين .

• كانت نسبة المشاركة في القيروان في حدود المعدلات الوطنية بـ%35.82 وقد تجاوزت هذه النسبة نصف المقترعين في بلديتي حاجب العيون (%51.20) وعبيدة (%54.83) بينما كانت أدنى مستويات المشاركة في مركز الولاية بلدية القيروان بـ%27.66

• حققت حركة النهضة نتيجة هامة بولاية القيروان وتمكنت من التقدم على منافسها المباشر نداء تونس بـ11 نقطة كاملة (%32.34 مقابل %21.46).
والقيروان هي من الولايات القليلة جدا التي لم تكتف فيها الحركة الإسلامية بتحسين نسبة التصويت لها ما بين تشريعية 2014 وبلديات 2018 (من %22.70 إلى %32.34) بل وكذلك عدد الأصوات إذ ربحت حركة النهضة أكثر من ثلاثة آلاف صوت رغم أن نسبة المشاركة كانت في 2014 في حدود %60.51 وكادت تنزل إلى النصف في ماي الفارط (%35.82)

أما حركة نداء تونس فقد خسرت ما بين 2014 و2018 أكثر من عشرة آلاف صوت وحوالي 6 نقاط في قوتها الانتخابية .تقدمت حركة النهضة في 11 بلدية ولكنها لم تحول هذا التقدم إلى فوز برئاسة البلديات إلا في سبع بلديات فقط وهي القيروان وعين جلولة والعلا وبوحجلة والشراردة والشبيكة وشواشي بينما فاز عليها مستقلان في حفوز وفي منزل المهيري وندائي في سيسب الذريعات وجبهاوي في رقادة .

أما النداء فقد تقدم في خمس بلديات فقط وهي السبيخة والوسلاتية وجهينة والشرايطية القصور والعين البيضا وحولها جميعها إلى فوز برئاسة المجلس البلدي بالإضافة لبلدية سيسب الذريعات التي حصلت فيها النهضة على %41.40 من الأصوات وعلى 10 مقاعد من أصل 24 ولكن تمكن النداء من تحويل تأخره (%27.07 من الأصوات و7 مقاعد ) إلى انتصار عند تنصيب المجلس البلدي .

الواضح أن القائمات الندائية كانت أكثر نشاطا من القائمات النهضوية عندما تم المرور إلى ما أسماه بعضهم بالدور الثاني للانتخابات البلدية ، اي مرحلة عقد التحالفات من اجل الفوز برئاسة المجالس البلدية المنتخبة وهنا لم تتمكن النهضة من تحويل تفوقها الواضح في «الدور الأول» الى انتصار كاسح في «الدور الثاني « وقد يعود سبب هذا الإخفاق النسبي إلى نجاعة القيادات الندائية الجهوية في نسج التحالفات الضرورية لتحويل هزيمة الدور الأول إلى ما يشبه التعادل في الدور الثاني .

• أفضل نتائج النهضة كانت في عين جلولة (%52.46 ) والشراردة(%54.38) كما تمكنت الحركة الإسلامية من تحقيق %40.22 بمركز الولاية وبالفوز برئاسة مجلسها البلدي ولقد كانت أسوأ نتائج النهضة في بلدية حاجب العيون (%13.13).
أما نداء تونس فقد تجاوز نصف الأصوات المصرح بها في بلديتين العين البيضاء بـ%52.48 والشرايفية القصور بـ%53.85 ونزلت دون عتبة %10 في بلديتي عين جلولة بـ%9.51 ونصر الله بـ%9.46.

• القائمات المستقلة لم تأت في المرتبة الأولى إلا في بلديتي حاجب العيون وعبيدة ولقد فازت قائمتان مستقلتان برئاسة هاتين البلديتين رغم ان القائمة الفائزة في حاجب العيون لم تكن هي الأولى على مستوى الأصوات بل قائمة مستقلة أخرى أما القائمة المستقلة الفائزة في عبيدة فقد أحرزت حوالي نصف الأصوات (%48.49) و نصف المقاعد (9 من أصل 18) كما شهدت بلدية عبيدة اكبر نسبة مشاركة في الولاية بما يعطي لانتصار قائمة «البلدية للجميع « مذاقا خاصا وكما أسلفنا فقد تمكنت قائمتان مستقلتان من الفوز برئاسة المجلسين البلديين لحفوز ومنزل مهيري وهكذا يكون للمستقلين 4 رئاسات على مستوى كامل الولاية .

• تقدمت الجبهة الشعبية في 9 بلديات وتمكنت من الفوز برئاسة مجلسين بلديين الأول في نصر الله بعد ان تصدرت قائمتها على مستوى نسب التصويت بـ%41.69 وهي من أعلى النسب التي حققتها قائمات الجبهة الشعبية على مستوى وطني والثاني كان في بلدية رقادة وهي حالة تكاد تكون فريدة إلى حد ما إذ تقدمت خمس قائمات في هذه البلدية واحدة منها مستقلة والأربع الأخرى حزبية أو ائتلافية وقد جاءت قائمة النهضة في المرتبة الأولى بـ%29.62 (5 مقاعد) تلتها قائمة مشروع تونس بـ%23.05 (4 مقاعد) ثم نداء تونس بـ%20.80 (4 مقاعد) ثم القائمة المستقلة الكرامة بـ%17.92(3 مقاعد) وجاءت قائمة الجبهة الشعبية في المرتبة الخامسة والأخيرة بـ%8.61 من الأصوات وبمقعدين فقط من أصل 18 ، ورغم ذلك فقد تمكنت هذه القائمة من الفوز برئاسة المجلس البلدي وكان ذلك بفضل حبك تحالفات لا تنتمي مطلقا لعالم التقسيمات السياسية بل كانت تحالفات مبنية على خصوصيات الجهة فقط لا غير . فيما عدا هاتين البلديتين حققت الجبهة الشعبية نتيجة جيدة في حاجب العيون (%19.93) وتجاوزت عتبة %10 في كل من حفوز والشراردة وكانت نتائجها متواضعة في البقية .

• في بقية القائمات الحزبية المرشحة في القيروان وحدها القائمات الأربع لحركة مشروع تونس حققت نتائج مهمة كانت أدناها بالشبيكة (%14.66) وأعلاها بشواشي (%28.61) مرورا بالعلا (%22.93) ورقادة (%23.05) وقد يكون هذا مؤشرا على بداية انغراس جهوي لهذا الحزب في بعض بلديات القيروان .
من جهته لم يحقق التيار الديمقراطي ما كان يرجوه من قائماته الثلاث إذ تراوحت نتائجه ما بين %8.27 بالقيروان الى %10.22 بسيسب الذريعات مرورا بـ%9.19 بحاجب العيون.
حققت القائمة الوحيدة للحزب الدستوري الحر ببلدية بوحجلة نتيجة محترمة بـ%20.28 وكذلك الشأن – وان بدرجة اقل – للقائمة الوحيدة لافاق تونس بعين جلولة (%11.90)أما نتائج القائمات الوحيدة لكل من حراك تونس الإرادة (القيروان) والاتحاد المدني (القيروان ) وحركة الشعب (السبيخة) والاتحاد الديمقراطي (نصر الله) فقد كانت كلها دون %10.

• رغم فوز 15 قائمة حزبية وائتلافية برئاسة المجالس البلدية لكن النساء لم يفزن إلا برئاسة 4 بلديات من أصل 19 وقد آلت هذه الرئاسات إلى الجبهوية خولة قادري برقادة والى الندائية وصال مطيراوي بالشرايطية القصور والى النهوضيتين وسيلة هادفي بشواشي وحياة فجاري بالعلا وذلك رغم احترام النهضة والنداء التناصف في مستوى رئاسة قائماتهما جهويا بـ10 رجال و9 نساء .

• سيدي بوزيد:
تقدم واضح للمستقلين

تتكون ولاية سيدي بوزيد من 17 بلدية تقدمت لها 124 قائمة للتنافس على 324 مقعدا . وتسجل بهذا سيدي بوزيد نسبة من ارفع نسب عدد القائمات بالبلدية الواحدة (حوالي 9 قائمات وتدقيقا 8.86 بينما المعدل الوطني هو دون 6 قائمات بقليل )
تحصلت مجموع القائمات المستقلة على %29.25 من الأصوات متقدمة بوضوح على النهضة (%24.37) وخاصة النداء الذي واصل تدحرجه ونزل في سيدي بوزيد تحت عتبة %20 ( %19.01) بينما حصلت بقية الأحزاب والائتلافات الحزبية مجتمعة على %17.37 ..
ونتيجة لهذا فاز المستقلون برئاسة 7 مجالس بلدية وحصلت النهضة على 5 رئاسات واكتفى النداء بأربع وآلت رئاسة بلدية بئر الحفي إلى حركة الشعب ..
مع العلم ان نداء تونس قد تم اسقاط قائمتيه بكل من اولاد حفوز والمنصورة .

• معدل نسبة المشاركة في سيدي بوزيد هو في حدود المعدل الوطني (%35.23) وقد تجاوزت هذه النسبة نصف المسجلين في بلديتي رحال بـ%50.75 وكان الرقم القياسي في الولاية في مزونة بـ%60.22 وقد نزلت هذه النسبة تحت ربع المسجلين في بلديتي الفائض بنور (%24.93) وفي سيدي بوزيد مركز الولاية بـ%24.98.

• في سيدي بوزيد ، كما في جل ولايات الجمهورية تقدمت الحركة الإسلامية على نداء تونس ولكن كانت نسبة الحزبين دون معدلاتهما الوطنية : %24.37 للنهضة و%19.01 للنداء .
ونحن هنا أمام ظاهرة عميقة في الولاية التي شهدت انبجاس الفتيل الأول لثورة 17 ديسمبر 2010 -14 جانفي 2011 ، ففي تشريعية 2014 كان نداء تونس دون معدله الوطني بـ12 نقطة (%24.71) وحركة النهضة دون معدلها الوطني بـ10 نقاط (%17.12) كما كانت سيدي بوزيد الولاية الوحيدة التي هزمت فيها حركة النهضة في 2011 اذ تقدمت عليها العريضة الشعبية (تيار المحبة الآن ) بصفة كبيرة للغاية (%38.20 مقابل %15.58) فسيدي بوزيد ما بعد الثورة ترتاب كثيرا من هذين الحزبين حتى عندما تضمحل ظاهرة العريضة الشعبية ..على مستوى التصويت تقدمت حركة النهضة في خمس بلديات فازت في ثلاث منها برئاسة المجلس البلدي في جلمة والمكناسي والمنصورة بينما فاز النداء برئاسة بلدية الرقاب وقائمة مستقلة في سبالة أولاد عسكر .
ولكن النهضة عوضت كذلك تأخرها عن قائمة مستقلة في سيدي علي بن عون وأخرى ندائية في الفائض بنور بفوز برئاسة مجلسيها البلديين .اما القائمات الندائية فقد تصدرت نسب التصويت في اربع بلديات حولت ثلاثا منها الى فوز برئاسة المجلس البلدي وهي سيدي بوزيد والسعيدة ورحال بينما تفوقت عليها قائمة مستقلة بمزونة وكانت البلدية الرابعة هي الرقاب التي حول فيها النداء تأخره عن النهضة الى فوز برئاسة مجلسها البلدي
أفضل نتائج النهضة كانت في بلدية المنصورة (%45.45) اما أسوأها فكان في رحال (%10.04) اما نداء تونس فقد نزل دون عتبة %10 في ثلاث بلديات : بئر الحفي (%6.13) وسوق الجديد (%8.88) ومنزل بوزيان (%9.74) بينما كانت أفضل نتائجه في السعيدة بـ%39.86.

• تقدمت القائمات المستقلة على مستوى التصويت في ست بلديات حولت خمسا منها إلى فوز برئاسة المجلس البلدي وهي بلديات أولاد حفوز ومنزل بوزيان وسوق الجديد وباطني الغزال ولسودة بينما آلت بلدية بئر الحفي الى حركة الشعب بينما حولت قائمتان مستقلتان تأخرهما عن قائمتين حزبيتين إلى فوز كان الأول ضد حركة النهضة في سبالة أولاد عسكر والثاني ضد النداء في مزونة .
تمكنت حركة الشعب من الفوز برئاسة المجلس البلدي ببئر الحفي رغم مجيئها في المرتبة الثالثة على مستوى نسبة التصويت بعد قائمة مستقلة «أحرار البئر الحفي» بـ%25.08 (6 مقاعد) وحركة النهضة بـ%18.09(4 مقاعد ) نجد قائمة حركة الشعب بـ%15.14 وبأربعة مقاعد من أصل 24 مقعدا .
ورغم هذه الوضعية الصعبة نسبيا فقد وجدت قائمة حركة الشعب التحالفات الممكنة لتتجاوز النهضة والمستقلين في نفس الوقت .
ولقد كانت نتائج حركة الشعب في المكناسي والفائض بنور في نفس مستوى نتائجها ببئر الحفي ولكن ما حصل في هذه الأخيرة لم تقدر حركة الشعب على تكراره في غيرها بسيدي بوزيد ولكنها تظل الحركة الوحيدة باستثناء النداء والنهضة ، التي حصلت على رئاسة بلدية ولاية سيدي بوزيد.
وتقدمت حركة الشعب كذلك في بلديتي سيدي بوزيد ولسودة ولكن نتائجها كانت متواضعة ودون عتبة %10

• تقدم حراك تونس الإرادة في سبع بلديات وكانت ذلك الأولى بين بقية الأحزاب والائتلافات من حيث عدد الترشحات ولكن نتائج الحراك كانت جلها ضعيفة باستثناء ما حققه في سبالة أولاد عسكر (%10.75)
أما الجبهة الشعبية فقد تقدمت في خمس دوائر تجاوزت في أربع منها عتبة %10 ووصلت الى حدود %16.36 في جلمة بينما كانت اسوا نتائجها في بلدية سيدي بوزيد بـ%8.75
وباستثناء ما حققته قائمة الاتحاد المدني في بلدية المنصورة (%33.04) فان بقية نتائج مختلف الأحزاب والائتلافات كانت ما بين الضعيف والمتواضع

• التناصف على مستوى رئاسة بلديات سيدي بوزيد يكاد يكون مفقودا إذ لا نجد إلا امرأة واحدة على رأس بلدية المنصورة وهي النهضوية سوسن منصري .
رئاسة القائمات النهضوية احترمت التناصف (9 رجال و8 نساء) اما بالنسبة للنداء فنجد 9 رجال و6 نساء فقط .

• القصرين:
تقدم كبير للمستقلين والنداء يفوز على النهضة

تتكون ولاية القصرين من 19 بلدية تقدمت لها 122 قائمة للتنافس على 378 مقعدا ، وقد كان نصيب الأسد في هذه الولاية للقائمات المستقلة التي أحرزت على %42.82 من الأصوات أي حوالي ما أحرزه حزبا النهضة والنداء مجتمعين .
والقصرين هي من الولايات القليلة التي يتقدم فيها النداء على النهضة (%23.69 للنداء مقابل %20.41 للنهضة ) وهذا ما أعطانا عند تنصيب المجالس البلدية 10 رئاسات للمستقلين و6 للنداء و3 للنهضة .

• بلغت نسبة المشاركة في ولاية القصرين %39.58 وهي الأرفع في جهة الوسط الغربي وأعلى من المعدل الوطني بحوالي أربع نقاط وقد تجاوزت هذه النسبة %50 في ثلاث بلديات وهي حاسي الفريد بـ%51.56 وجدليان بـ%52.59 والعيون بـ%54.78 أما أدناها فكانت في تالة (%29.11) والنور (%27.72) .

• تصدرت حركة النهضة نسبة الأصوات في ثلاث بلديات فقط وهي مركز الولاية القصرين وحاسي الفريد والرخامات ولكنها خسرت معركة الدور الثاني في هذه كلها ولم تحول تقدمها الى فوز برئاسة مجالسها البلدية اذ آلت القصرين وحاسي الفريد إلى النداء والرخامات الى مستقيل . ولكن عندما تأخرت الحركة الإسلامية في نسب التصويت تمكنت من افتكاك رئاسة البلديات وكان ذلك على حساب نداء تونس في ثلاث مناسبات : سبيطلة والنور وخمودة ، وفي كل مرة كان تقدم النداء واضحا ،وخاصة في خمودة التي حصدت فيها القائمة الندائية %43.62 من الأصوات مقابل فقط %33.47 للنهضة ، ولكن في القصرين يبدو أن القاعدة تأبى أن يحول الفائز في الصندوق نتيجة إلى انتصار في الدور الثاني .
في القصرين لم تبلغ أية قائمة نهضوية عتبة %40 فكانت أفضل نتائج النهضة %36.52 في الرخامات بينما سجلنا مسألة نادرة وهي نزول قائمتين نهضويتين تحت عبتة %5 وكان ذلك في عين الخمايسية (%3.94) والعيون (%3.86)
على عكس النهضة تصدرت القائمات الندائية نسب التصويت في 9 بلديات كاملة وتمكنت من تحويل هذا التقدم إلى فوز في 4 مناسبات وكان ذلك في ماجل بلعباس وحيدرة والزهور وعين الخمايسية بينما افتك النداء الرئاسة في مركز الولاية القصرين وحاسي الفريد رغم تأخر قائمته على حركة النهضة
4 قائمات ندائية كانت تحت عتبة %5 بل وكانت قائمة الرخامات دون عتبة %3 المؤهلة لاحتساب المقاعد (%2.79) وفي البقية كانت بـ%3.79 في تلابت و%3.55 في بوزيان و%3.63 في جدليان بينما تجاوزت قائمات النداء عتبة %40 في مناسبتين %43.62 في خمودة و%52.28 في عين الخمايسية . تقدمت القائمات المستقلة على مستوى

التصويت في سبع بلديات فازت بكل رئاسة مجالسها البلدية وهي تالة وفريانة وتلابت وجدليان والعيون والشرايع مشرق الشمس وبزقام بينما افتك المستقلون ثلاث بلديات رغم تأخرهم في مناسبتين على النداء في سبيبة وفوسانة وفي مناسبة على النهضة في الرخامات .
تجاوزت القائمات المستقلة مجتمعة عتبة %50 في 7 مناسبات ولكنها فاقت %80 في كل من تلابت (%86.18) وبوزقام (%84.80) وجدليان (%81.44).

• تمثل بلدية جدليان حالة فريدة إلى حد كبير في هذه الدائرة تقدمت 9 قائمات والقائمة المستقلة الفائزة برئاسة المجلس البلدي هي القائمة الثامنة التي لم تحصل إلا على %5.65 وعلى مقعد وحيد من أصل 18 بينما القائمة الأولى وهي مستقلة أيضا ، فقد تحصلت على %41.97 من الأصوات وعلى 7 مقاعد ولكن كيمياء التحالفات المحلية قضت بفوز «جدليان أولا « على «ياسين» وهي قائمة على اسم رئيسها مفتاح ياسين السلامي وهي ظاهرة شاهدناها لدى بعض القائمات المستقلة .

• تقدمت الجبهة الشعبية في 8 بلديات تجاوزت في ثلاث منها عتبة %10 في حيدرة (%15.85) والنور (%10.64) والعيون (%11.15) .
أما التيار الديمقراطي فقد تقدم في 4 بلديات قارب في اثنتين منها عتبة %20 (%19.31 في النور و%19.61 في الزهور).
حركة مشروع تونس تقدمت بدورها في أربع بلديات تجاوزت في واحدة فقط عتبة %10 (%10.36 في فوسانة )
ولقد حققت القائمة الوحيدة لآفاق في تالة نتيجة محترمة (%15.12) وكذا الحالة بالنسبة للقائمة الوحيدة على المستوى الوطني للحركة الديمقراطية (%10.67 في فوسانة).
• التناصف في القصرين غائب على مستوى رئاسة البلديات اذ لا نجد إلا ثلاث نسوة من أصل 19 ترأسن بلدية وهن النهضويتان فاطمة محمود (النور) وهدى قرمازي (خمودة) والندائية شيراز ذيبي (حاسي الفريد ) وكالعادة احترم النداء والنهضة التناصف الأفقي على مستوى قائماتهما في الولاية :9 رجال و 10 نساء للنهضة والعكس بالضبط في نداء تونس.

• صفاقس:
النهضة ثم الآخرون

تتكون ولاية صفاقس من دائرتين انتخابيتين (صفاقس 1 وصفاقس 2 ) وتضم الولاية بدائرتيها 23 بلدية تقدمت لها 122 قائمة للتنافس على 528 مقعدا .فازت حركة النهضة بثلث الأصوات (%33.73) وبـ%35.42 من المقاعد (187 مقعدا ) متقدمة على النداء بمعدل 14 نقطة . فالحزب الفائز في انتخابات 2014 لم يتمكن في ولاية صفاقس من تجاوز %20 (%19.28) بينما أحرزت القائمات المستقلة %20.97 من الأصوات اي دون معدلها الوطني ب12 نقطة وكان ذلك لفائدة بقية الأحزاب والائتلافات الحزبية التي حصدت مجتمعة %26.02 من الأصوات أي أكثر من معدلها الوطني ب9 نقاط .

في تشريعية 2014 مثلت ولاية صفاقس حالة وسطى بين شمال البلاد الذي شهد تقدما كبيرا لنداء تونس وجنوبها الذي فازت باغلب مقاعده حركة النهضة .. في 2014 فاز نداء تونس بصفاقس ب%37.88 مقابل %31.35 للنهضة بينما تقدمت الحركة الإسلامية في صفاقس 1 (%36.21 للنهضة مقابل %31.29) .
في بلديات 2018 كان تفوق النهضة ساحقا في صفاقس 1 (%39.30 للنهضة مقابل %17.59 ) وهاما في صفاقس 2 (%30.07 للنهضة و%20.40 للنداء ) وهكذا عمقت النهضة جراح النداء وكانت صفاقس الولاية التي أكدت انخرام القوى لصالح الحركة الإسلامية .وقد تترجمت موازين القوى الجديدة هذه بكسب النهضة لرئاسة 14 مجلسا بلدي مقابل اثنين فقط للنداء و6 للمستقلين وبلدية وحيدة للجبهة الشعبية (جبنيانة ).
نسبة التصويت في ولاية صفاقس كانت في حدود المعدلات الوطنية بـ%36.05.

• صفاقس 1:
انتصار ساحق للنهضة وانحسار حاد للنداء وللمستقلين


تتكون دائرة صفاقس 1 من 13 بلدية تقدمت لها 59 قائمة للتنافس على 282 مقعدا .
في صفاقس 1 فازت النهضة بزهاء %40 من الأصوات (%39.30 تحديدا ) وهيمنت على كل منافسيها من نداء تونس إلى القائمات المستقلة مرورا ببقية الأحزاب وهذا ما مكن الحركة الإسلامية من الفوز برئاسة 9 مجالس بلدية مقابل بلدية للنداء واثنتين للمستقلين وبلدية جبنيانة للجبهة الشعبية .

• نسبة التصويت في صفاقس 1 كانت ارفع بقليل من المعدلات الوطنية (%36.85) واللافت للنظر انه لم توجد فروقات كبرى بين مختلف بلديات هذه الدائرة اذ كانت أعلى نسبة بساقية الزيت بـ%42.58 وأدناها بمنزل شاكر بـ%29.76.

• فوز حركة النهضة كان عاما وكاسحا، تقدمت الحركة الإسلامية على مستوى نسب التصويت في 10 بلديات من أصل 13 وتمكنت في ثماني منها من تحويل تقدمها في الأصوات إلى فوز برئاسة المجلس البلدي وكان ذلك في ساقية الداير وساقية الزيت والحنشة وبئر علي بن خليفة ومنزل شاكر والعامرة وسيدي علي بن عابد وحزق اللوزة .
بينما آلت الغلبة لقائمة الجبهة الشعبية في جبنيانة ولقائمة مستقلة في النصر. أما البلدية التاسعة التي فازت برئاسة مجلسها البلدي حركة النهضة فهي الشيحية التي تقدمت فيها قائمة التيار الديمقراطي على مستوى التصويت ولكن الكلمة الأخيرة آلت للنهضة بحكم اعتبارات سياسية عامة سنتحدث عنها عندما تعرضنا لقائمات التيار الديمقراطي .في صفاقس 1 كانت اضعف نسبة تصويت للنهضة في بلدية قرقنة وأعلاها في حزق اللوزة (%56.27) والعامرة (%58.14).

• كانت هزيمة نداء تونس مدوية في صفاقس 1 فهي لم تخسر فقط زهاء 20.000 ناخب مقارنة بتشريعية 2014 وأكثر من %40 من قوتها الانتخابية بل أصبحت بحصولها على %17.59 من الأصوات قريبة المنال من أحزاب صاعدة ونخص
بالذكر هنا التيار الديمقراطي في ثلاث بلديات في صفاقس 1 (ساقية الداير وساقية الزيت والشيحية ) وتفوقت قائماته على القائمات الندائية في هذه الدوائر جميعها .
أما الجبهة الشعبية التي تقدمت في ست دوائر فقد تفوقت على النداء في جبنيانة وتعادلت معه في قرقنة وانهزمت في البقية ولكن بفوارق محدودة في الأغلب الأعم .. فالنداء ، إن واصل على هذا المنوال قد يخسر حتى المرتبة الثانية في صفاقس 1 .
لم تتمكن اية قائمة ندائية من التقدم على مستوى الأصوات في الدوائر الثلاث عشرة وحتى فوزها برئاسة المجلس البلدي في قرقنة كان نتيجة تحالفات مع القائمات المستقلة اذ جاء النداء في الجزيرة في المرتبة الرابعة وب%15.36 من الأصوات فقط..
صحيح ان كل القائمات لم تنزل تحت عتبة %10 اذ كانت أسوا نتيجة لها هي %12.64 بساقية الداير ولكن النداء كان دون %15 في 4 بلديات : ساقية الداير وساقية الزيت والشيحية والعامرة وكانت أفضل نتائجه في حزق اللوزة بـ%29.21 ولم يتمكن من تجاوز عتبة %25 الا في ثلاث بلديات : حزق اللوزة وجبنيانة والنصر فمع %17.59 من مجموع أصوات صفاقس 1 النداء بصدد التحول من حزب رئيسي الى حزب شبه ثانوي .
في صفاقس 1 سجلت القائمات المستقلة مجتمعة اضعف نسبها (%19.83) اي دون معدلها الوطني بأكثر من 12 نقطة وهذا ما جعلها لا تتمكن من التقدم في نسب التصويت الا في بلديتين فقط قرقنة والأعشاش بوجربوع العوادنة ولم تتمكن من تحويل تقدمها إلى فوز برئاسة المجلس البلدي الا في هذه الأخيرة . والقائمات المستقلة لم تتجاوز ، مجتمعة ، عتبة %50 من نسبة الأصوات المصرح بها إلا في هاتين البلديتين فقط . فصفاقس 1 كانت على عكس العديد من الدوائر الانتخابية في الجمهورية أرضا للأحزاب السياسية لا للقائمات المستقلة .
ولكن مع هذا قائمة «النصر المستقلة» التي تاخرت في بلدية النصر عن النهضة والنداء تمكنت من استغلال التنافس بين هذين الحزبين للفوز برئاسة المجلس البلدي

• بقية القائمات الحزبية والائتلافية لم تتقدم الا 17 قائمة في صفاقس 1 ورغم ذلك تمكنت من تحقيق %23.29 من نسبة الأصوات المصرح بها أي بمعدل افتراضي بـ%17.81 لكل قائمة حزبية وهذا قلما وجدنا له نظيرا في بقية الدوائر الانتخابية.
الامتياز في صفاقس 1 كان للتيار الديمقراطي دون منازع إذ حقق نتائج باهرة في البلديات الثلاث التي تقدم فيها بدءا من ساقية الزيت (%16.75) ومرورا بساقية الداير (%25.87) وصولا إلى الشيحية حيث تقدم على كل منافسيه بـ%39.51 ولكنه كان أمام ثلاث قائمات حزبية : النهضة بـ%38.29 والنداء بـ%14.30 والمشروع بـ%7.90 والواضح ان النداء والمشروع قد فضلا التصويت للنهضوية أميرة دباش على أن يهبا رئاسة المجلس البلدي للتياري بلال السقا .
تقدمت الجبهة الشعبية في 6 بلديات وتجاوزت في 5 منها عتبة %10 بل وتمكنت من الفوز برئاسة المجلس البلدي في جبنيانة بعد أن حققت %33.41 كنسبة تصويت ورغم تقدم حركة النهضة عليها بـ%33.41 إلا أن قائمة نداء تونس المحرزة على %27.41 من الأصوات قد فضلت ، في هذه المرة ، الجبهوية جودة الزغيدي على النهضوي رمضان حسني .يمكن ان نلاحظ كذلك النتائج المعقولة للقائمة الوحيدة لحركة الشعب بسيدي علي بن عابد (%11.50) ولقائمة الحزب الدستوري الحر بالحنشة (%12.38) أما قائمتا الحراك والمشروع فلم تتجاوز ايا منهما عتبة %10 .

• فوز حركة النهضة برئاسة تسع مجالس بلدية حسن إلى حد ما نسبة الوجود النسائي في هذه المسؤولية اذ تحصلن على 4 رئاسات (واحدة للجبهة الشعبية وثلاث للنهضة ) بينما كان التسعة الباقون من الرجال (6 للنهضة ومستقلان وندائي) ولا نعتقد أن نجاح ستة نهوضيين من أصل سبعة وإخفاق ثلاث نهضويات من أصل ست صدفة عابرة بل دليل إضافي أن هنالك انحيازا واضحا للرجال عندما يتعلق الأمر بانتخاب رئيس المجلس البلدي .

• صفاقس 2:
النهضة تتقدم
على الجميع ولكنها لا تنتصر الا في نصف البلديات


تتكون دائرة صفاقس 2 من 10 بلديات تقدمت لها 63 قائمة للتنافس على 246 مقعدا وقد حصلت حركة النهضة على %30.07 من الأصوات متقدمة بحوالي 10 نقاط على النداء (%20.40 ) بينما اكتفت القائمات الحزبية بـ%21.73 وحققت الأحزاب والائتلافات الأخرى نتيجة مهمة بـ%27.81 ولكن رئاسة البلديات آلت الى حركة النهضة الفائزة بخمس منها فأربع للقائمات المستقلة وواحدة فقط للنداء .

• مستوى التصويت في صفاقس 2 كان في حدود المعدل الوطني (%35.54) ولكن شهدت صفاقس 2 تفاوتا كبيرا بين مختلف بلدياتها اذ تراوحت فيها نسبة المشاركة من %25.98 بالغريبة الى %56.16 بالصخيرة.

• شهدت صفاقس 2 والتي تضم بين بلدياتها مركز الولاية ، بلدية صفاقس ، انتصارا ندائيا في تشريعية 2014 إذ تحصل آنذاك النداء على %37.88 (في حدود معدلاته الوطنية ) بينما أحرزت النهضة على %31.35 من الأصوات وكانت هذه النتيجة افضل من معدلها الوطني بحوالي 4 نقاط.
في بلديات 2018 بقي النداء معدله الوطني ولكن هذه المرة بـ%20.40 أي بخسارة حوالي 50.000 صوت وزهاء نصف قوته الانتخابية بينما ورغم خسارة النهضة لـ28.000 صوت إلا أنها بقيت في حدود قوتها الانتخابية (%30.07).
كان الرهان السياسي الأكبر في صفاقس هو الفوز بمركز الولاية ، المدينة الثانية في تونس وقد تمكنت الحركة الإسلامية من ذلك رغم أنها لم تحصل الا على %30.72 من الأصوات وعلى 14 مقعدا من أصل 42 ولكن حصول التيار الديمقراطي على 8 مقاعد والجبهة الشعبية على مقعدين افقد النداء المتحصل على 7 مقاعد فقط كل إمكانية لقلب موازين القوى لصالحه عند انتخاب رئيس المجلس البلدي.

تقدمت النهضة على مستوى التصويت في 5 بلديات فقد حولت منها أربع إلى فوز برئاسة المجلس البلدي لكل من صفاقس والعين وقرمدة والعوابد الخزانات في حين آلت الحاجب إلى رئيس قائمة مستقلة أما الرئاسة النهضوية الخامسة فكانت في طينة حيث تقدم النداء بصفة طفيفة في عدد الأصوات (%34.44 للنداء مقابل %32.76 للنهضة ) ولكن تمكن النهضوي علي الهريشي من التفوق على الندائي بريك العامري في رئاسة المجلس البلدي .لم تحقق النهضة نتائج استثنائية في صفاقس 2 إذ لم تتجاوز عتبة %40 إلا في بلدية العين (%41.62) بينما كانت نتائجها متواضعة في المحرس (%12.17) وخاصة في الصخيرة (%10.95).
ولقد تمكن النداء رغم تواضع نتائجه الجملية ،من التقدم في ثلاث بلديات : عقارب وطينة والغريبة ولكنه لم يتمكن من الفوز برئاسة البلدية إلا في الغريبة حيث حقق أفضل نتائجه (%57.57) فيما آلت عقارب إلى مستقل وطينة إلى النهضة .

• لم تمثل القائمات المستقلة ، كما رأينا ، سوى %21.73 من الأصوات ولكنها رغم ذلك حصلت على رئاسة 4 مجالس بلدية من أصل 10 ، وفي الحقيقة لا وجود لعامل عجائبي يفسر هذه المفارقة الظاهرية إذ نحن أمام بلديات متفاوتة الحجم الديمغرافي بصفة كبيرة للغاية .
تمثل بلدية صفاقس لوحدها أكثر من نصف المسجلين في دائرة صفاقس 2 و%47.60 من جملة الأصوات المصرح بها . وفي هذه البلدية كان حضور المستقلين ضعيفا للغاية إذ تقدمت فقط قائمتان مستقلتان من أصل إحدى عشرة وحصلتا على %8.16 من جملة الأصوات فقط ، فيما حصلت بقية الأحزاب والائتلافات على %44.79 من الأصوات وهو ما يمثل لوحده أكثر من %20 من الأصوات المصرح بها على كامل الدائرة الانتخابية صفاقس 2.
إذن كان حضور المستقلين ضعيفا للغاية في مركز الولاية ولكنه كان قويا في البلديات الصغرى من حيث الكثافة السكانية .

فازت القائمات المستقلة برئاسة المجالس البلدية في كل من المحرس وعقارب والصخيرة والحاجب ، وجملة الأصوات المصرح بها في هذه البلديات الأربعة تمثل فقط %23.90 من جملة الأصوات لدائرة صفاقس 2.

يمكن أن نقول إذن بان الأحزاب السياسية كانت أكثر حضورا في مركز الولاية وفي البلديات الكثيفة العدد ولكن الأولوية كانت للقائمات المستقلة في البلديات ذات الكثافة السكانية الأقل . فالمستقلون الذين لم يمثلوا سوى %8.16 في مركز الولاية وغابوا تماما في بلدية العين والغريبة إلا أنهم أحرزوا على %62.46 من الأصوات في المحرس و%64.71 في الصخيرة و%47.72 في الحاجب وقد فازوا تبعا لذلك برئاسة المجالس البلدية في هذه الدوائر الثلاث ، أما في عقارب حيث كان النداء اقرب للفوز ولكن التنافس الندائي النهضوي هنالك سمح للمستقلين باقتلاع الرئاسة الرابعة رغم أن قائمتيهما لم تحصلا إلا على %32.04 من الأصوات .

• تقدمت 19 قائمة لبقية الأحزاب والائتلافات في صفاقس 2 اي بحوالي قائمتين في كل دائرة بلدية وقد تحصلت هذه القائمات على %27.89 من الأصوات أي أنها حصلت على المرتبة الثانية بعد النهضة باعتبار جملة الأصوات المصرح بها في صفاقس ، ولكن هذا لم يسمح لها بالظفر برئاسة أي مجلس بلدي ، وما يفسر هذه المفارقة الظاهرة هو أن القائمات الحزبية كانت متواجدة بقوة في مركز الولاية بـ%44.79 من الأصوات المصرح بها و%37.64 في بلدية العين ، ولكن حضور الحركة الإسلامية كان الأقوى والأكثر فاعلية في هاتين البلديتين ، أما في ما سوى ذلك فقد غابت هذه الأحزاب عن بلديات المحرس وعقارب وكان حضورها في البقية ضعيفا للغاية ..
التيار الديمقراطي هو الحزب الأكثر حضورا وفاعلية في صفاقس 2 إذ تقدم في أربع بلديات وحقق في العين نتيجة لافتة (%32.45) ونسبا ايجابية في صفاقس (%16.17) وقرمدة (%14.11) أما في العوابد الخزانات فكان مردوده ضعيفا (%6.51)
أما بقية القائمات الحزبية الأخرى فلم تتجاوز أي منها عتبة %10.

• تمكنت امرأتان فقط من الفوز برئاسة مجلس بلدي وهما النهضويتان آمنة بوعزيز في قرمدة وسناء العبيدي في العوابد الخزانات في حين آلت رئاسة البلديات الثماني الأخرى إلى رجال وذلك رغم احترام التناصف في رئاسة القائمات عند النداء وأولوية النساء في النهضة (6 نساء مقابل 4 رجال) .

في عدد قادم

• في الجنوب الشرقي انتصار ساحق للنهضة
وفي الجنوب الغربي تقدم نسبي للمستقلين

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115